جريمة خسيسة طالت عددا من خير أجناد الأرض أمس في عملية إرهابية جبانة والتي راح ضحيتها نحو11 من جنود مصر البواسل الشرفاء وأصيب37 آخرين, في محاولة يائسة لبث الذعر والقلق في ربوع الدولة المصرية غير أن كلمات أسر الشهداء الذين تمكن الأهرام المسائي من الوصول إليهم كانت أقوي من الانفجار الذي حصد أرواح أبنائهم, وهم يرددون أن اختيار القدر لهم شهداء.. خير خاتمة يسعي الجميع لكي ينالوها طمعا في أرضاء الله والوطن وحماية مقدساته من مختلف العابثين. كما انفردت الجريدة بلقاء الرائد المعتز بالله الجوهري الذي نجا من الموت بعد استهداف موقعه أمس الأول بكمين الزاوية الحمراء وجري نقله الي مستشفي مدينة نصر لتلقي العلاج. وكأنه مكتوب علي محافظة المنوفية أن تتجرع مرارة الحسرة علي فقدان أبنائها وهم في ريعان الشباب أثناء تلبيتهم أشرف نداء علي وجه الأرض فقبل5 أشهر راح25 من خيرة أبنائها برصاص الإرهاب الغادر الذي قتلهم بدم بارد وأمس تجددت الأحزان بفقدان4 من خيرة أجناد الأرض علي يد خفافيش الإرهاب في العريش حيث اتشحت قري محافظة المنوفية بالسواد حزنا علي استشهاد4 من أبنائها في انفجار سيارة مفخخة استهدفت موكب حافلات عسكرية تقل جنودا ينتمون لكتيبة مشاة بطريق العريش- رفح بشمال سيناء أثناء نزولهم في أجازة عقب قضائهم30 يوما في العريش. ووسط حالة من الحزن والغضب عاشت قرية كفر طنبدي التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية ساعات مرت عليهم كأنها الموت بحذافيره اتصالات مكثفة من الاهالي كل منهم يحاول ان يصل الي حقيقة استشهاد احد ابناء عائلة عبد العظيم المجند محمد ابراهيم عبد العظيم البالغ من العمر19 عاما والذي يقضي مدة تجنيده بالقوات المسلحة منذ عام. ما إن تطأ قدمك داخل القرية حتي يحاصرك الوجوم علي وجوه الأهالي الذين لا يعلمون عن الخبر الكثير منهم من تأكد ومنهم من كان يشك بالأمر والآخرون باتوا في حالة ذهول من الفاجعة. انطلقنا سريعا الي منزل الشهيد حيث تراصت في الشارع الكراسي الخاصة بسرادقالعزاء مصفوفة علي الجانبين في انتظار وصول جثمانه وقابلنا عمه جمال عبد العظيم والصدمة ظاهرة علي وجهه وقال إن محمد التحق بالخدمة العسكرية منذ سنة وهو شاب ملتزم لا يدخن ورياضي ومكافحا فكان يقف مع والده في المطعم مصدر رزقهم بعد حصوله علي دبلوم الزراعة. بينما تنهمر الدموع من مصطفي ابراهيم شقيق الشهيد الذي كان جالسا بجوار عمه الذي حاول التخفيف من آلامه و لم يكن يردد سوي عبارة حسبي الله ونعم الوكيل فيمن قتلوه. فيما أصيبت الحاجة نادية مصيلحي أم الشهيد عبدالسلام بحالة بكاء هيستيري فور سماعها مكبرات الصوت بالقرية تدعو الأهالي لتشييع الجثمان قائلة محدش يقول عبدالسلام مات, أبني مامتش ونازل أجازة هو قالي كدا علي بعد خطوات من منزل معوض حسن معوض النساج الذي استشهد في مذبحة رفع الثانية ضمن25 شهيدا تلقت عزبة الشماعة بكفر الحما مركز اشمون خبر استشهاد جاره الرقيب عمرو حمدي محمد بدر27 سنة علي يد نفس المجرمين بسيناء. تجددت أحزان عزبة الشهيد معوض النساج علي فراق الرقيب عمرو بدر لتستحق لقب عزبة الشهداء. يقول محمود مبروك ابن عم الشهيد ان الرقيب عمر متزوج لديه طفلة تدعي سما عامين التحق بالقوات المسلحة عقب حصول علي دبلوم تجارة منذ5 سنوات ليقضي خدمة في اراضي سيناء وينال الشهادة هناك. واضاف ابن عم الشهيد ان عمرو الابن الثالث ضمن اشقائه الثامنة لديه ثلاثة رجال وهم نادر وعماد ومحمد وأربعة أشقاء بنات وهم رباب ورحاب ومها ونور مشيرا الي انهم تلقوا خبر وفاته عبر وسائل الإعلام وبعدها أتصل عليهم أحد زملائه ليخبرهم باستشهاده ووصل جثمانه لمطار الماظة. وأكد ابن عم الشهيد ان عمرو كان ينتظر شهادته في أي وقت بسبب الأوضاع الأمنية السيئة للغاية في سيناء وآخر لقاء جمعه مع الشهيد اكد له ان القوات المسلحة باستطاعتها القضاء علي الإرهابيين في سيناء ولكن ينتظرون فقط الأوامر من القيادات العليا. وقالت إحدي جيران الشهيد الغلابة بس هم اللي بيدفعوا الثمن والكبار قاعدين علي كراسيهم لو واحد فيهم ابنه مات هيحس مضيفة لسة نار البلد مبدرتش بفراق معوضاللي مات غدر قبل ما يفرح ببنته حسبنا الله ونعم الوكيل. فيما أصيبت الحاجة نعمة حسين والدة الشهيد وزجته بانهيار عصبي بعد سماع نبأ استشهاد عمرو وخرجت جميع أهالي القرية أمام المقابر في انتظار جثمان الشهيد ليواراوا جسده التراب. فيما قضي المئات من أهالي قرية كفر طنبدي مركز شبين الكوم ساعات طويلة في انتظار جثمان الشهيد محمد إبراهيم عبد العظيم شاهين. وبالدخول إلي القرية اغلب الاهالي لايعلمون عن الخبر الكثير, منهم من تأكد ومنهم من كان يشك بالأمر والاخرون باتوا في حالة من الذهول لاستيعاب الخبر. وقال جمال عم الشهيد اقولك ايه حسبنا الله ونعم الوكيل, محمد في الجيش منذ عام تقريبا وكان يقف مع والده في المطعم الخاص بالسندوتشات وحاصل علي دبلوم زراعة. فيما يقول مصطفي ابراهيم شقيق الشهيد إن شقيقه كان ينوي الخطوبة ويبحث عن شريكة حياته بعد انتهائه من الخدمة العسكرية قائلا: منهم لله اللي عملوا كده. ووسط حالة من الصراخ والعويل دخلنا إلي منزله, حيث كانت تجلس والدته الحاجة سعاد تبكي أبنها الشهيد حيث قالت منهم لله الكفرة اللي بيحرقوا قلبنا علي ولادنا ابني مالوش في اي حاجة وغلبان قتلوه ليه دا كان جاي الاجازة دي علشان نخطب له حسبنا الله ونعم الوكيل. فيما تجمع المئات من أهالي القرية أمام مسجد القصاص بمدخل القرية متوعدين بالانتقام من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ومتهمينهم بأنهم وراء الأحداث الإرهابية التي تشهدها البلاد. يذكر أن المنوفية قد شهدت أعمال تخريب وعنف وحالة من الغضب العارم اجتاحت محافظة المنوفية عقب تشييع21 من أبناء المحافظة الذين راحوا ضحية الحادث الإرهابي بسيناء لمثواهم الأخير ومع الانتهاء من الجنائز اشتعلت المنوفية وتم استهداف العديد من مقار جماعة الإخوان المسلمين, وممتلكات أعضاء الجماعة. رابط دائم :