ربما يكون الوقت الآن ملائما أكثر من أي وقت مضي لطرح فكرة إنشاء جوائز للسياسيين مماثلة لتلك التي يحصل عليها نجوم السينما في المهرجانات الدولية, تمنح للساسة القادرين علي التمثيل وإبداء عكس ما تكنه صدورهم في المحافل والمؤتمرات الصحفية أمام كاميرات الشبكات الإخبارية لخلق رأي عام عالمي أوإقليمي أومحلي مخالف للحقيقة, أو للتأثير بصورة محسوبة وممنهجة في قضية وإقناع جماهير المشاهدين بكلام فارغ, لا تقبله العقول في الظروف الطبيعية. الساسة في رأيي يؤدون أدوارا تمثيلية غاية في البراعة بدرجات صعوبة تفوق كثيرا أكثر نجوم السينما تمكنا, لأن الممثل عندما يتقمص دورا ويؤديه أمام الكاميرا, يعيش الدور لساعات التصوير المحدودة, ويعلم كما يعلم جمهوره أنه يؤدي عملا فنيا لا يؤدي بالضرورة لتزييف الوعي, أو الكذب علي المشاهدين, ويخرج منه بمجرد انتهاء التصوير, أما السياسي فيتقمص دوره ويؤديه رغم علمه بأنه يكذب علي شعبه أو علي عدة شعوب تثق فيما يقول, ولا يخرج من الدور إلا ليدخل فيه مرة أخري, ويكذب ثم يكذب طوال الوقت, ويقول في الغرف المغلقة, ويوقع علي ما يقول بعكس ما يقوله أمام الناس.. أفلا يستحق جائزة تفوق في قيمتها جوائزالأوسكار وكان ومونتريال وقرطاج والقاهرة السينمائي الدولي؟ أول من أرشحهم من السياسيين لنيل جوائز التمثيل المقترحة هو رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان, الذي خدع كل العرب والمسلمين في العالم بموقفه المصطنع لدي انسحابه غاضبا من إحدي جلسات المنتدي الاقتصادي العالمي الذي أقيم في دافوس عام2009 بعد سجال ساخن مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز حول اعتداءات إسرائيل علي غزة في ديسمبر2008 و يناير.2009 هذا هو الدور المتقن الذي لعبه أردوغان علي الملأ وحاز به إعجاب مليار ونصف المليار مسلم حول العالم, واستحق به الاستقبال الحافل من جانب آلاف الأتراك الذين اصطفوا لتحيته في مطار أتاتورك بمدينة اسطنبول لدي عودته من المنتدي حاملا أكاليل الغار! أما واقع العلاقات التركية الإسرائيلية بعيدا عن الأضواء فشيء مختلف تماما, هو دور يلعبه أيضا أردوغان بصفته رئيسا لوزراء بلاده بنفس الإتقان, ولكن من دون حاجة إلي تقمص, يستحق عليه جائزة من نوع آخر, هي جائزة التمويه والخداع الاستراتيجي, أوالغش السياسي, والتدليس علي الرأي العام العالمي.. وللحديث بقية. رابط دائم :