بالورد، محافظ الأقصر يهنئ الأطفال باحتفالات عيد القيامة المجيد (صور)    غدا وبعد غد.. تفاصيل حصول الموظفين على أجر مضاعف وفقا للقانون    مئات الأقباط يصلون قداس عيد القيامة في دير سمعان الخراز (صور)    بث مباشر| البابا تواضروس يترأس قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية    البنك المركزي: 8.9 تريليون جنيه سيولة محلية في البنوك بنهاية 2023    محافظ الغربية يتابع أعمال الرصف بطريق "المحلة - طنطا"    «القومى للأجور» يحدد ضمانات تطبيق الحد الأدنى للعاملين بالقطاع الخاص    الجامعة الأمريكية تستضيف زوجة مروان البرغوثي إحياءً لذكرى النكبة الفلسطينية    سفير فلسطين في تونس: مصر تقوم بدبلوماسية فاعلة تجاه القضية الفلسطينية    حريات الصحفيين تدين انحياز تصنيف مراسلون بلا حدود للكيان الصهيوني    الأهلي يضرب الجونة بثلاثية نظيفة في الدوري الممتاز (صور)    إصابة 4 أشخاص في تصادم ملاكي وربع نقل على طريق المنصورة    أسوان .. وفاة شخص سقط فى مياه النيل بمركز إدفو    تعرف علي موعد عيد الأضحي ووقفة عرفات 2024.. وعدد أيام الإجازة    الكويت تمنح جمهور حفلاتها هدايا خاصة ب"ليلة الشباب" بهاء سلطان وتامر عاشور (صور)    اكتشاف كتب ومخطوطات قديمة نادرة في معرض أبوظبي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    أحمد كريمة يعلن مفاجأة بشأن وثيقة التأمين على مخاطر الطلاق    أمين عام الدعوة بالأزهر الشريف يزور الإسماعيلية للاطمئنان على مصابي غزة (صور)    استشاري يحذر من شرب الشاي والقهوة بعد الفسيخ بهذه الطريقة (فيديو)    خبير تغذية يكشف فوائد الكركم والفلفل الأسود على الأشخاص المصابين بالالتهابات    خبير اقتصادي: الدولة تستهدف التحول إلى اللامركزية بضخ استثمارات في مختلف المحافظات    بالصور.. محافظ الشرقية من مطرانية فاقوس: مصر منارة للإخاء والمحبة    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن مشروع تبليط هرم منكاورع    السعودية تصدر بيان هام بشأن تصاريح موسم الحج للمقيمين    وكيل صحة الشرقية يتفقد طب الأسرة بالروضة في الصالحية الجديدة    رسميا .. مصر تشارك بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس 2024    التعادل السلبي يحسم السوط الأول بين الخليج والطائي بالدوري السعودي    شروط التقديم على شقق الإسكان الاجتماعي 2024.. والأوراق المطلوبة    أمريكا والسفاح !    قرار جديد من التعليم بشأن " زي طلاب المدارس " على مستوى الجمهورية    وزير الشباب يفتتح الملعب القانوني بنادي الرياضات البحرية في شرم الشيخ ..صور    قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة عامل دليفري المطرية |تفاصيل    السجن 10 سنوات ل 3 متهمين بالخطف والسرقة بالإكراه    5 خطوات لاستخراج شهادة الميلاد إلكترونيا    موعد ومكان عزاء الإذاعي أحمد أبو السعود    مفاجأة- علي جمعة: عبارة "لا حياء في الدين" خاطئة.. وهذا هو الصواب    ميرال أشرف: الفوز ببطولة كأس مصر يعبر عن شخصية الأهلي    لاعب تونسي سابق: إمام عاشور نقطة قوة الأهلي.. وعلى الترجي استغلال بطء محمد هاني    محمد يوسف ل«المصري اليوم» عن تقصير خالد بيبو: انظروا إلى كلوب    «الصحة» تعلن أماكن تواجد القوافل الطبية بالكنائس خلال احتفالات عيد القيامة بالمحافظات    استقبال 180 شكوى خلال شهر أبريل وحل 154 منها بنسبة 99.76% بالقليوبية    ما حكم أكل الفسيخ وتلوين البيض في يوم شم النسيم؟.. تعرف على رد الإفتاء    بعد رحيله عن دورتموند، الوجهة المقبلة ل ماركو رويس    استعدادًا لفصل الصيف.. محافظ أسوان يوجه بالقضاء على ضعف وانقطاع المياه    خريطة القوافل العلاجية التابعة لحياة كريمة خلال مايو الجارى بالبحر الأحمر    الخارجية الروسية: تدريبات حلف الناتو تشير إلى استعداده ل "صراع محتمل" مع روسيا    رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب    أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 473 ألفا و400 جندي منذ بدء العملية العسكرية    السكة الحديد تستعد لعيد الأضحى ب30 رحلة إضافية تعمل بداية من 10 يونيو    ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    توريد 398618 طن قمح للصوامع والشون بالشرقية    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حرم ينزف وأجيال تنهار

من محراب للعلم. ومنبر للفكر. وملتقي الأساتذة ومنتدى للنوابغ من شعراء ومسرحيين وأدباء وعلماء فجأة "وبدون إشفاق" تحول الحرم الجامعي إلي ساحة للصراعات الأيدلوجية ونموذج مصغر لما يبدو عليه المشهد المصري. فريقان يختصمان،
أحدهما أو كلاهما يريدان فرض الرأي الواحد، ولو بالقوة، علي مجتمع لم يعرف سوي الاختلافات عبر المناقشات المثمرة وبالطرق الأخلاقية وبالمظاهر الحضارية.
دخلت السياسة إلي الجامعة، شأنها شأن الموضة و"التقاليع"، وأي وافد، لكنها نالت من العقول الطامحة إلي المستقبل ما لم ينل غيرها وتحولت بفضل بعض القوي الانتهازية من معاول بناء يفترض أنها تثري العقول وتفتح الآفاق أمام الأجيال الواعدة، إلي معاول هدم ليس للفكر الطلابي وحده وإنما للمنظومة بأسرها منظومة الجامعة وقت أن دهست حرمها أقدام المتشابكين وسيوفهم وزجاجات المولوتوف.
بعد 25 يناير، نشطت السياسة في صفوف الحركة الطلابية، وشكلت جزءا رئيسيا من العقيدة الطلابية، وتنوعت التوجهات. هذا ليبرالي وذاك ناصري وثالث يساري ورابع إخواني وخامس إسلامي. حتى كانت 30 يونيو، فاختزلت كل هذه الأطياف في معسكرين أحدهما إخواني يبدو أنه لن يترك الجامعة تنعم بالهدوء الذي كانت تعيشه، وآخر مازال يقاوم النزعة الفاشية والتوحش الذي يجاهر به الإخوان من بعد السكينة التي كان يعرفهم، بها مجتمع الجامعة.
- "في الجامعات. حضرت "رابعة" وغابت المحاضرات":
- الطلاب يشكون "ضوضاء" أنصار "المعزول". والمساجد تتحول إلي منصة للمبشرين ب"الشرعية"
علي الرغم من أن الحركات الطلابية الوطنية كانت المحرك الرئيسي للمجتمع المصري خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، سواءً في التعبير عن مطالب ومواقف سياسية وطنية وقومية أو مواقف تخص التعليم أو حتى للتعبير الرافض لإجراءات معينة فإن هذا الدور تدهور وتراجع بشكل كبير وملحوظ ربما نتيجة ما عانته من سنوات التجريف السياسي التي أضعفتها وأبعدتها عن دورها الرئيسي في قيادة المجتمع، وهو ما برز بشكل واضح وكبير من خلال جولة "الأهرام المسائي" بعدد من جامعات مصر رصدت خلالها مستوي التدهور والتراجع في الوعي سواء كان علي المستوي الثقافي أو السياسي لدي عدد كبير من الطلاب الذين لا يعرفون حتى أي شيء عن اتحادات الطلاب الخاصة أو الأسر الطلابية الخاصة بهم والتي يفترض أنها تمثلهم ولسان حالهم وتعبر عنهم، لتبقي الحركات الطلابية السياسية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية وحدها هي الأبرز والأكثر تحركاً وتواجداً علي الساحة الآن من خلال تنظيم التظاهرات والوقفات الاحتجاجية بالجامعات والتي لاقت رفضاً كبيراً من زملائهم بالجامعات حيث رأوا أن هذه التظاهرات ليست إلا وسيلة لإحداث حالة من الفوضى والشغب داخل الجامعات لتعطيل سير العملية التعليمية كما لا تتخذ سوي السباب والعنف والتخريب منهجاً لها.
وقالت نورا عبدالمولي طالبة بكلية الحقوق جامعة حلوان إن الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين يستخدمون مساجد الجامعة للضغط علي كل من يتردد علي هذه المساجد من طلاب للنزول معهم في التظاهرات التي ينظمونها، محاولين إقناعهم بأن هذه التظاهرات من أجل دم الشهداء وعودة الشرعية ومن تم القبض عليهم وحبسهم دون إدانة لاستغلالهم خاصة وأن أعدادهم أصبحت قليلة جداً، مشيرة إلي أنهم يقومون بالتحدث معهم بلهجات شديدة وعصبية لفرض رأيهم عليهم عندما كانوا يرفضون النزول معهم في تظاهراتهم التي لا تنتهج سوي العنف والشغب والسباب بالجامعة، مضيفة أنهم يتعمدون أيضاً عمل إزعاج وضوضاء داخل المدرجات بأي طريقة حتى لا يتمكن الأساتذة من إلقاء محاضراتهم لتعطيل وإيقاف سير العملية التعليمية بالجامعة.
وأضاف إسلام الدالي طالب بكلية الآداب جامعة القاهرة أنه يري في تظاهرات الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين بالجامعة استغلال للتجمعات الطلابية الموجودة بالجامعة والتي قد لا تكون تنتمي لهم وذلك لمجرد وجودها في محيط وقفتهم الاحتجاجية أو تظاهرتهم لإثارة الانتباه وكسر الحاجز النفسي من خلال إثبات أن هناك تأثيرا وتواجدا كبيرا لطلاب جماعة الإخوان المسلمين في الجامعات وبالتالي إكسابهم قوة وأهمية لا وجود لها علي أرض الواقع.
وأوضح ريمون فكري طالب بكلية التجارة جامعة عين شمس أنه لا يؤيد مظاهرات الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين أو المتعاطفين معهم بالجامعة علي الإطلاق، مشيراً إلي أنه لا ينتج عنها سوي المشكلات لباقي زملائهم في نهاية الأمر، وخاصةً لأنها لا تتم بشكل سلمي أو حضاري ولا تنتج سوي العنف والتخريب وتضر بالجامعة.
وقال محمد يونس طالب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة أنه ضد تنظيم المظاهرات بشكل عام في الجامعات من كافة الأطراف سواء كانوا طلاب تابعين للإخوان المسلمين أو حتى المعارضين لهم لما تحدثه هذه التظاهرات من نتائج وتأثيرات سلبية بالجامعة.
وأضاف محمد محمود ابراهيم طالب بكلية الزراعة جامعة عين شمس أنه ضد عمل أي تظاهرات من شأنها قطع الطرق وإغلاقها وتعطيل حركة المرور أو التأثير علي حركة سير وانتظام الحياة اليومية بشكل طبيعي.
وأكدت ريهام ممدوح عضو بلجنة الأسر بإتحاد طلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة تأييدها لحرية التعبير بكافة الوسائل والطرق التي تكفل هذا من بينها التظاهرات شريطة أن تكون سلمية وأن يتم تنظيمها في الأماكن المخصصة لها بعيداً عن حرم الجامعة حتى لا تضر بسير العملية التعليمية أو مصلحة الآخرين.
ومن جانبه أبدي هشام مرسي طالب بكلية الهندسة جامعة عين شمس تأييده حق التظاهر للطلبة المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين أو الجماعات الإسلامية الأخرى بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معهم في الآراء السياسية باعتباره حق من حقوق ممارسة التعبير عن آرائهم كونهم طلاب مصريين شأنهم شأن غيرهم من الطلاب المنتمين للأطياف السياسية الأخرى طالما أنها لا تخرج عن إطار السلمية، مشيراً إلي أنه لا يري أي استغلال من جانب تظاهراتهم للطلاب أو الجامعة كما أنه لا يقوم أحد بالسير في أي تظاهرات دون الاقتناع بها.
- ال"ميثاق" هو الحل"
- الأساتذة يراهنون علي ميثاق الشرف الأكاديمي لعودة القيم وضماناً للأعراف الجامعية
يراهن أساتذة وطلاب جامعة القاهرة علي ميثاق الشرف الأكاديمي التي أعلنت الجامعة عن تطبيقه خلال الأيام المقبلة كحل نموذجي لإنهاء حالة الاستقطاب السياسي والنزاع داخل الجامعة فيما يقلل أساتذة الجامعات الأخرى من أهمية ضوابط المظاهرات التي تسعي الجامعات إلي تطبيقها مؤكدين علي ضرورة توافر كثير من العوامل الأخرى لضمان نجاح تطبيقها.
ويوضح الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة أن ميثاق الشرف الأكاديمي يعمل علي تنظيم العمل الطلابي والتعبير عن الرأي داخل الجامعات كما ينظم جميع العلاقات الجامعية الأخرى مشيرا إلي أنه لن يسمح تحت أي ظرف بالدعاية الحزبية داخل الجامعات مطالباً بالتفريق بين العمل الحزبي والتوعية السياسية التي يجب تنشيطها داخل الجامعات.
ويؤكد الدكتور هاني الحسيني أحد المشاركين في وضع ميثاق الشرف الأكاديمي الذي تعده جامعة القاهرة بمشاركة ممثلين عن مختلف التيارات والقوي الجامعية ضرورة التعامل الحازم مع أي مشهد من مشاهد الخروج علي القيم والتقاليد الجامعية وبخاصة التشويش علي المحاضرات أو تعطيلها عن طريق المظاهرات الطلابية التي أصبحت المشهد الأبرز في الجامعات مؤخرا.
وأكد الحسيني علي ضرورة وضع لائحة معلنة عن المخالفات وأمامها العقوبة التي يتم توقيعها علي الطالب في حال ارتكابها مشيرا إلي أن تلك تعتبر الخطوة الأولي لإعادة الانضباط إلي الجامعات.
ومن جانبه شدد الدكتور عبدالله سرور وكيل مؤسسي نقابة أعضاء هيئات التدريس والمراكز البحثية علي ضرورة عودة الشرطة إلي الجامعات لمنع تصاعد موجة العنف مشيرا إلي أن عودة الشرطة يجب أن يكون مرهونا بعدم التدخل في أي شأن من الشئون الجامعية باستثناء تأمين المنشآت ومنع الشغب.
وطالب الدكتور محمد كمال عضو اللجنة التنسيقية لمؤتمر أساتذة الجامعات "31 مارس" بالتطبيق الصارم لقانون تنظيم الجامعات فيما يخص أعمال البلطجة داخل الجامعات.
وانتقد كمال محاولات بعض رؤساء الجامعات احتواء المتجاوزين معربا عن استيائه من قيام الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة بعرض دفع كفالات الطلاب المقبوض عليهم علي خلفية أحداث الشغب مؤكدا أنه لا يجب التسامح مع طلاب مثل طلاب جامعة الازهر الذين قاموا بالخروج من الجامعة وقطع طريق النصر وإشعال الاطارات والاشتباك مع الشرطة وحاولوا اقتحام مقر الجامعة الإداري أو الطلاب الذين حاولوا الاعتداء علي رئيس جامعة القاهرة ذاته مضيفا: "هؤلاء ليسوا طلاب علم ولا طلاب اصلا ويجب تطبيق القانون عليهم فورا حتى ان وصل الامر لفصل العشرات او المئات من المخربين مقابل الحفاظ علي مستقبل ملايين الطلاب في الجامعات".
وطالب كمال رؤساء الجامعات العاجزين عن تطبيق القانون بالاستقالة في حال عجزهم عن ضبط العملية التعليمية داخل الجامعات قائلا: "ان كنتم ضعافا لدرجة خوفكم من الطلاب وعدم قدرتكم علي تطبيق القانون فاستقيلوا جميعا يرحمكم الله".
- "غريمان في "حرم" واحد":
- طالب العلم: الجامعة ليست ساحة للتناحر.
- وطالب السياسة: "الحراك" ضرورة لصناعة اتخاذ القرار
سادت حالة من الانقسام بين طلاب الجامعات أثارتها ممارسة الأعمال والأنشطة السياسية بالجامعات والتي ظهرت وتزايدت بشكل كبير وملحوظ الفترة الماضية، حيث رصدت "الأهرام المسائي" في جولة لها بعدد من الجامعات استطلعت خلالها آراء الطلاب ووجهات نظرهم للوقوف علي مدي التأييد أو المعارضة لممارسة تلك الحقوق في الجامعة والتعرف علي أسباب التأييد أو الرفض، حيث أبدي الكثيرون اعتراضهم وعدم موافقتهم علي مباشرة وممارسة هذه الأنشطة السياسية في الجامعة لعدة أسباب أهمها الظروف الحالية للبلاد غير مستقرة وعدم ممارسة تلك الحقوق بشكل ديمقراطي سليم بين الطلاب من خلال تقبل آراء بعضهم البعض وهو ما ينتج عنه في كثير من الأحيان نشوب مشاجرات ومشاحنات بين الزملاء.وأشاروا إلي أن التركيز في الدراسة بالجامعة للخروج إلي المجتمع كفرد مؤهل قادر علي خدمة المجتمع والنهوض به دور عظيم وكبير لا يقل أهمية في خدمة المجتمع عن ممارسة الأعمال والأنشطة السياسية.
وعلي الجانب الآخر أيد البعض ممارسة هذه الحقوق تأييداً مطلقاً نابع من اقتناعهم بأن ممارسة العمل والنشاط السياسي حق أصيل لهم شأنه شأن ممارستهم كل الأنشطة المختلفة الأخرى كالثقافية والرياضية وغيرها لما يحققه من جعلهم أشخاصا قادرين علي اتخاذ القرار والمشاركة في صناعته بالمستقبل، خاصةً وأن الحركة السياسية الطلابية كانت المحرك الرئيسي للأحداث وصناعة القرار السياسي في البلاد علي مدار سنوات عديدة مضت، إلي جانب أن المستقبل القادم للبلاد يتعلق بهم وبالأجيال القادمة.
وقالت يمني محمد عضو بلجنة الأسر باتحاد طلاب كلية الإعلام جامعة القاهرة إنها لا تؤيد ممارسة الأعمال والأنشطة السياسية داخل الجامعة علي الإطلاق مشيرة أن الجامعة مؤسسة مخصصة للدراسة وتلقي العلم فقط، مشيرةً إلي أن عملية إبداء الآراء السياسية والتعبير عنها بين طلاب الجامعة كثيراً ما تنتج عنها المشاحنات والمشاجرات نتيجة عدم ممارسة هذه الحقوق بشكل ديمقراطي سليم ولا يتقبل كل طرف رأي الآخر بترحيب.
وفي السياق ذاته، أضاف أشرف ممدوح طالب بكلية الهندسة جامعة عين شمس أنه لا يؤيد ممارسة أي عمل أو نشاط سياسي بالجامعة علي الإطلاق، مشيراً إلي أن الجامعات هي بالأساس مؤسسات تعليمية من أجل تلقي العلم بالمقام الأول وليست مؤسسات لممارسة الأعمال والأنشطة السياسية أو المشاركة فيها وأن هناك جهات أخري مختصة للقيام بهذه الأنشطة.
وأوضح محمد عبدالحميد محمد طالب بكلية التجارة جامعة حلوان أنه لا يؤيد ممارسة أي عمل أو نشاط سياسي بالجامعة، خاصةً أن هذه الممارسات غالباً ما ينتج عنها أحداث شغب واشتباكات تكون عواقبها غير محدودة، مشيراً إلي دور الطالب في التركيز في دراسته بالجامعة للخروج إلي المجتمع كفرد مؤهل قادر علي التقديم والعطاء للمجتمع والنهوض به وخدمته أسمي وأعظم ولا يقل أهمية عن دوره في ممارسة الأعمال والأنشطة السياسية أو المشاركة فيها.
وأضاف محمد إبراهيم راغب طالب كلية الزراعة جامعة القاهرة أن الوضع السياسي الحالي في البلاد بشكل عام لا يسمح بممارسة أي شيء من شأنه الإضرار بمصلحة الوطن أو عودتها إلي استقرارها مرة أخري وبالتالي لا يؤيد ممارسة أي نشاط أو عمل سياسي بالجامعة مهما كان نوعه، خاصةً وأن هذا لن يؤدي إلي عودة البلاد إلي استقرارها وأن الأمل الوحيد المتبقي لتحقيق ذلك هو منح وإعطاء فرصة لمن بيدهم القرار، مضيفاً: "بنبرة ربما توحي باليأس والاستسلام" أن العملية السياسة في البلاد تسير باتجاه معين ولا يعتقد أن أصواتهم بإمكانها إحداث أي جديد بها أو تغييرها عن مسارها الذي تسير فيه، مشيراً إلي أنه ليس لديه أي استعداد للتضحية بمستقبله مقابل ممارسة حقه في العمل السياسي والذي لن يجدي بأي ضغط أو تأثير علي صناعة القرار.
وعلي الجانب الآخر، قال يوسف منيع أمين لجنة الأسر باتحاد طلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة إنه يؤيد كل التأييد حق كل طالب بالجامعة في مباشرة حقوقه السياسية من خلال القيام بأي نشاط أو عمل سياسي عام أو تطوعي، شأنها شأن كل الأنشطة والمجالات الأخرى كالأنشطة الثقافية التي تتمثل في المحاضرات والندوات وغيرها، خاصةً وأنها تضيف للطلاب وتقوم بتنميتهم وتوعيتهم فكرياً وثقافياً وسياسياً، مشيراً إلي أن الحركة السياسية الطلابية بالجامعات كان لها دور كبير في تحريك الأحداث في مصر والتأثير في عملية اتخاذ القرار السياسي في الماضي، مؤكداً علي أن الحركة السياسية الطلابية هي أساس أي حراك سياسي في المجتمع.
وأوضح حسام حسن طالب بكلية التجارة جامعة عين شمس أن ممارسة النشاط السياسي حق أصيل لكل طالب بالجامعة، مشيراً إلي أن الجامعة ليست مجرد مؤسسة للدراسة وتلقي العلم فقط وإنما دورها تأهيل الطلاب وتنميتهم في جميع النواحي والجوانب.
وأضاف محمد عاشور طالب بكلية الآداب جامعة حلوان أنه يتفق مع ممارسة الأعمال والأنشطة السياسية بالجامعة حيث من حق أي طالب إبداء رأيه في الأحداث التي تمر بها البلاد والتعبير عنها بكل حرية دون سلب أو تقييد طالما أن تلك الممارسات تكون بعيداً عن أماكن الدراسة والمحاضرات ولا تضر بأمن وسلامة الجامعة أو الطلاب، متسائلاً: إن لم يكن لنا نحن شباب الجامعة دور في الحياة السياسية أو علي الأقل الحرية في إبداء الآراء والتعبير عنها إذن من الذي له الحق في ذلك، خاصةً وأن هذا الأمر يتعلق بمستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة. = وأكد محمود فتحي طالب بكلية الزراعة جامعة القاهرة علي أهمية ممارسة الأعمال والأنشطة السياسية بالجامعة لما لها من تأثير كبير علي تكوين الطالب وبالتالي إخراجه إلي المجتمع بعد انتهائه من دراسته ليكون شخص قادر علي اتخاذ القرارات والمشاركة في صناعتها، مشيراً إلي أنه لابد أن تكون هناك مساحة من الحرية في التعبير عن الرأي، معرباً عن اعتراضه علي تكبيل وتقييد الحريات بأي شكل من الأشكال، متسائلاً: كيف يتخرج الطالب من الجامعة ويصبح مسئولاً دون أن يتمتع بحرية التعبير عن الرأي والمشاركة في العمل السياسي.
- "أخلاق الجامعة تحت أقدام الطلاب":
- المعارك الانتخابية تنتقل إلي قاعات العلم. وخلافات "الحركات" تحطم المدرجات
شهدت السنوات العشرة الأخيرة تزايدا ملحوظاً في عدد الحركات الجامعية المرتبطة بقوي وأحزاب سياسية داخل الجامعات حيث شملت تلك الحركات للمرة الأولي قوي جامعية محسوبة علي التيارين الليبرالي واليساري خارج الجامعة بين الطلاب وكذلك ظهور أول حركة جامعية معارضة لأساتذة الجامعات تضم خليطاً من الأساتذة المحسوبين علي مختلف التيارات السياسية، وفي مقدمتهم الدكتور حسام عيسي وزير التعليم العالي الحالي والدكتور عبدالجليل مصطفي مقرر الجمعية الوطنية للتغيير والدكتور محمد أبوالغار مؤسس الحزب الديمقراطي الاجتماعي. ورغم التزام مجموعة أساتذة 9مارس بعدم الخوض في صراعات سياسية وحزبية داخل الجامعات واقتصار أنشطة المجموعة علي القضايا الجامعية وبخاصة قضية استقلال الجامعات عن سيطرة الدولة والحزب الوطني إلا أن القوي والحركات الطلابية المسيسة لم تفصل بين نشاطها الطلابي والحزبي تأثراً بصراع طلاب الحزب الوطني والإخوان المستمر منذ عقود داخل الجامعات. وبدأ انتشار القوي الطلابية المسيسية في الجامعات علي استحياء بظهور عدد محدود من الطلاب الناصريين الذين حاولوا إحياء أندية الفكر الناصري داخل الجامعات لكنهم فشلوا في ضم قواعد كبيرة من الطلاب تمكنهم من ذلك بعكس حركة "الاشتراكيون الثوريون "التي خرجت من رحم التيارات اليسارية المصرية والتي حققت انتشاراً وتأثيراً ملحوظاً في بعض الجامعات منذ 2005 مثل جامعات حلوان وأسيوط والقاهرة والمنصورة والأمريكية والألمانية وبعض الجامعات الخاصة الأخرى حيث نجحت تلك الحركة في جذب قطاعات من الطلاب للانضمام إليها عن طريق تبني قضايا اجتماعية تمس الطلاب مثل رفض زيادة المصروفات الجامعية والاعتراض علي ارتفاع ثمن الكتب الجامعية وتدني وضع المدن الجامعية. وانبثق عن تلك القوي الطلابية عدد من الحركات التي رفضت الاندراج تحت حركة يسارية مثل حركة "حقي" الطلابية التي انتشرت في عدد كبير من الجامعات نهاية عام 2008 وحركة مقاومة التي ظهرت في جامعة حلوان وامتدت إلي جامعات أخري.
كما ظهر في ساحة الحياة الجامعية حركات طلابية أخري مثل طلاب حزب الغد بعد الظهور اللافت للحزب في الانتخابات الرئاسية عام 2005 فيما ظهرت حركة طلاب 6 أبريل داخل الجامعات في الذكري الأولي لأحداث أبريل بالمحلة واندرج تحت الحركة طلاب من مختلف التيارات السياسية حيث اكتسبت الحركة شعبية كبيرة داخل الجامعات جعلت بعض طلاب الإخوان يختفون خلف مظلتها في جامعة عين شمس باعتبارها البديل الطلابي لحركة كفاية التي كانت قد بدأت في تحقيق شعبية كبيرة في مواجهة نظام مبارك.
ولم تغب التيارات والقوي الإسلامية عن الجامعات قبل 25 يناير فبجانب طلاب الإخوان ظهر طلاب حزب العمل السلامي في جامعتي القاهرة والأزهر حيث ركزوا أنشطتهم في مناصرة القضية الفلسطينية وانتقاد السياسات الأمريكية والصهيونية. وتحولت الجامعات مع قيام 25 يناير وبدء مارثون الانتخابات الرئاسية إلي ساحات مشتعلة بالصراع السياسي بين المرشحين الرئاسيين بل تم تخصيص قاعات في الجامعات لعمل حملات المرشحين الرئاسيين وجمع التوكيلات لهم وتصدر الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وحازم أبوإسماعيل وحمدين صباحي وعمرو موسي قائمة المرشحين الرئاسيين الأكثر شعبية داخل الجامعات قبل فتح باب الترشيح حيث ظهر كل من أبوالفتوح وصباحي داخل مختلف الجامعات خلال الشهور الأولي من عام 2012 فيما ظهر أبوإسماعيل في حشد غير مسبوق داخل جامعة القاهرة قبل أيام من فتح باب الترشح وهو ما تسبب في اشتباكات ونزاعات طلابية جعلت معظم الإدارات الجامعية تمتنع عن تنظيم ندوات للمرشحين داخل ساحات الجامعات كما حدث في جامعة عين شمس عندما هاجم بعض الطلاب ندوة المرشح الرئاسي الدكتور محمد سليم العوا وكما حدث في جامعة القاهرة من تحطيم وإتلاف بعض المدرجات وإهانة أحد شيوخ السلفيين الجامعة في ندوة له بداخلها وهو ما جعل مجلس الجامعة برئاسة الدكتور حسام كامل رئيس الجامعة السابق يرفض تنظيم الندوات السياسية وندوات المرشحين الرئاسيين داخل الجامعة.
- "حلبة صراع" ل"أولاد البنا" و"نجل مبارك":
- الإخوان والوطني تنافسا علي "خطف" الطلاب. والجامعة تدفع الفاتورة بعد رحيل النظامين
- "جمال" أطلق التوريث من "إعداد القادة". ووزير الجماعة فتح أبوابه ل"أتباع" المرشد
الصراع السياسي لم يتوقف داخل الجامعات منذ نشأتها وحتى الآن لكنه أخذ أبعاداً حزبية في العقود الثلاثة الأخيرة حيث انحصرت المنافسة في الساحات الجامعية بين طلاب الحزب الوطني الديمقراطي الذين استخدموا مسميات عدة وطلاب الإخوان المسلمين الذين تستروا تارة تحت مسمي الأسر الطلابية المنتشرة في كليات الجامعة وتارة تحت مسمي الجماعة وهو ما كان يعرضهم لعقوبات تأديبية بسبب استخدام اسم جماعة محظورة قضائيا.
تاريخ الصراع السياسي بين الإخوان والحزب الوطني بدأ مع سيطرة طلاب الإخوان علي ساحات الجامعات نهاية حقبة السبعينيات حيث قامت أمانة شباب الحزب الوطني بتأسيس ما يسمي بأسر النشاط الطلابي المعروفة باسم حورس في مختلف الجامعات لمواجهة تزايد نفوذ الجماعة بدأت أسرة حورس نشاطها بجذب الطلاب عن طريق برنامج رحلات مغري بالتعاون مع وزارة الشباب وتم رصد ما يقرب من 30 مليون جنيه سنويا للصرف علي أنشطة رعايات الشباب الجامعية بعيدا عن الموازنات الجامعية.
ويشمل برنامج رحلات حورس تنظيم معسكرات صيفية في مدن شرم الشيخ والغردقة التي كانت مناطق شبه مجهولة للفئة العمرية المستهدفة بالبرنامج إلي جانب رحلات الأقصر وأسوان التي كان يتم تنظيمها في إجازة نصف العام إلي جانب المعسكرات الصيفية بالإسكندرية ورأس البر وجمصة وبلطيم التي يتم ترشيح طلاب الجامعات إليها عن طريق إدارات راعيات الشباب التي كانت مرتبطة إلي حد كبير بأمانة شباب الحزب الوطني. ورغم دورها البارز في الجامعات اختفت أسرة حورس في نهاية التسعينيات لتحل محلها ما يعرف بالجمعيات العلمية التي كان يتم من خلالها انتقاء عناصر طلابية متميزة علميا للسفر خارج مصر في رحلات قصيرة لمختلف دول العالم وهي الرحلات التي اقتصرت في النهاية علي الطلاب المقربين من الحزب الوطني فقط بما جعل كثير من الطلاب يسعون إلي الحصول علي كارنيه الحزب الوطني للاستفادة من تلك المميزات الجامعية وهو ما كان يرحب به الحزب الذي استفاد كثيرا من تلك العضوية بحشد الطلاب في المناسبات والأحداث التي يروج لها والتي كان من أبرزها الحشد الكبير في استاد القاهرة لإعلان موقف مصر من الغزو الأمريكي علي العراق وكذلك جمع طلاب الجامعات في أتوبيسات لتشجيع فريق نجل الرئيس في إحدى الدورات الرمضانية مقابل 20 جنيها ووجبة طعام وتي شيرت لكل طالب ويعد معسكر إعداد القادة بحلوان ومعسكر أبي قير بالإسكندرية أهم معسكرين شبابين تم استغلالهما خلال حقبتي الثمانينيات والتسعينيات والعقد الأول من القرن الواحد والعشرين في الترويج لأنشطة الحزب الوطني الديمقراطي وجذب الشباب للانتماء إلي الحزب حيث كان يتم أسبوعيا استقبال أفواج من طلاب الجامعات يصل عددها إلي حوالي 500 طالب في الفوج الواحد لحضور لقاءات مغلقة بعدد من الوزراء وقيادات الحزب الوطني الديمقراطي وانتقاء حوالي 1000 طالب من جميع الأفواج للقاء الرئيس في نهاية الإجازة الصيفية. ويقول هاني محمد أحد خريجي كلية الآداب جامعة القاهرة دفعة 2008 أن مشاركته في نشاط الجوالة جعل مسئول النشاط يلتفت إليه ويدعوه للانضمام إلي الحزب الوطني لافتا إلي أن معظم مسئولي رعايات الشباب في الجامعات كانوا مسئولين في أمانة الشباب بالحزب الوطني التي تولاها أحد رؤساء الجامعات الحاليين قبل رحيل مبارك مباشرة عن الحكم. ومن أبرز النماذج علي استغلال الحزب الوطني الجامعات لتحقيق مكاسب سياسية عندما تم اختيار الدكتور عباس منصور رئيس جامعة جنوب الوادي السابق لتولي أمانة الحزب الوطني في قنا. ويشير علي أبواليسر مدرس وأحد خريجي جامعة الأزهر في تلك المعسكرات عام 2003 إلي دور معسكر إعداد القادة البارز في الترويج لمخطط توريث جمال مبارك الحكم حيث شهد المعسكر أول ظهور لجمال مبارك في الحياة العامة وتم الإعداد للقائه باهتمام غير عادي عن طريق إجراء استطلاع رأي طلاب الجامعات المشاركين في المعسكر في عدد من القضايا الداخلية والخارجية قبل يوم من اللقاء عن طريق مجموعة من مساعدي نجل الرئيس من أساتذة الجامعات ثم جمع الاستمارات من الطلاب وتفريغها وتقديم نتائجها إلي نجل الرئيس الذي حرص علي الظهور بشكل مختلف عن الباقين في ذلك المعسكر حيث قام باستخدام أجهزة الداتا شو والعرض السينمائي واللاب توب لعرض مقترحاته وأفكاره بشكل أبهر الطلاب الذين لم يكونوا شاهدوا تلك الطريقة المختلفة في ندوات المعهد التي كانت الإدارة تحرص بشكل مستمر علي تخصيص بعض الموظفين للتأكد من عدم نوم الطلاب داخل قاعة المحاضرات. وحرص وزير الإخوان مصطفي مسعد علي السيطرة التامة علي ذلك المعهد وتوجيه جميع أنشطته للتخديم علي طلاب وأساتذة الجماعة حيث فتح المعهد أبوابه لمعسكرات طلاب الجماعة طوال العام الذي تولي فيه مرسي الحكم بل وقام باستضافة رموز جماعة الإخوان المسلمين فقط علي غرار ما كان يحدث من قيادات الحزب الوطني حيث كان الدكتور محمد البلتاجي وأيمن عبدالغني وأسامة ياسين من الشخصيات التي تكرر استضافتها بالمعهد في مختلف الأفواج إلي جانب شخصيات إخوانية أخري
ويضيف سعيد الشيطي أحد الطلاب الذين تعرضوا لمحاولات الاستقطاب المستمرة بين الإخوان والحزب الوطني داخل الجامعات في عام 2004 جاء جمال مبارك إلي قاعة مؤتمرات جامعة القاهرة للقاء الطلاب وتم التجهيز للقاء بشكل جعل كثير من الطلاب حريصين علي التعرف علي الحزب الوطني خاصة بعد تأسيس جمعية جيل المستقبل داخل جامعة القاهرة والتي انتشرت دعاية حولها باعتباره الأمل الأخير أمام خريجين الجامعات للتعيين في وظائف مرموقة بعد تلقي دورات تدريبية علي مهارات خاصة وتحول الصراع السياسي داخل الجامعات بين الحزب الوطني خلال السنوات العشرة الأخيرة من حكم مبارك إلي اشتباكات وأحداث شغب خاصة في فترة انتخابات الاتحادات الطلابية التي كان طلاب الإخوان المسلمين يحرصون علي الترشح لها رغم تأكدهم من شطبهم بسبب عدم استيفائهم القواعد والشروط التي تنص عليها اللائحة مثل تقديم إثبات النشاط وعدم توقيع جزاءات تأديبية عليهم وكانت المواجهات خلال فترة الانتخابات بين الإخوان وطلاب الحزب الوطني تسفر عادة عن مصادمات بين الجانبين.
ويعد موسم استقبال الطلاب الجدد من أبرز الفترات التي تشتعل فيها المواجهات السياسية داخل الجامعات بين طلاب الإخوان وطلاب الحزب الوطني حيث يقوم طلاب الإخوان بتجهيز معارض اللافتات والهدايا لاستقبال الطلاب الجدد أمام مكاتب شئون الطلاب ومحاولة إقناعهم بالانضمام إلي الأسر الإخوانية التي كانت تركز أنشطتها عادة في تنظيم مظاهرات مناصرة القضية الفلسطينية وتنظيم مهرجانات الإنشاد والجوالة وجمع التبرعات لدعم حكومة حماس في مواجهة الحصار الإسرائيلي.
وعلي الطرف الآخر يقوم طلاب الحزب الوطني بتنظيم رحلات ومعسكرات في بداية العام الدراسي للطلاب الجدد لانتقاء العناصر الأفضل لخوض انتخابات الاتحادات الطلابية التي كانت تخضع عادة لتدخلات الإدارة والأجهزة الأمنية قبل 25 يناير فيما تحولت المواجهات بعد قيام الثورة بين الطرفين إلي اشتباكات دامية كان ابرزها العام الماضي في جامعات عين شمس والمنصورة والزقازيق.
- "نوادي التدريس". الطريق إلي أخونة "الأساتذة":
- انخرطت في السياسة علي حساب الخدمات. وتورط بعضها في "رابعة". والمستقلون يطلبون "الحل"
واجهت نوادي أعضاء هيئات تدريس بالجامعات انتقادات كثيرة وساد جدل طويل منذ إنشائها وحول أهدافها ودورها في الحياة الجامعية لكن ذلك الجدل تصاعد بشدة في أعقاب البيان الذي ألقاه عدد من ممثلي مجالس إدارات تلك النوادي المحسوبين علي جماعة الإخوان المسلمين من أعلي منصة رابعة العدويه لإعلان رفضهم خارطة الطريق وانحيازهم لاعتصام الجماعة. حيث طالب أساتذة جامعيون بحل مجالس إدارة تلك النوادي والتأكيد علي ضرورة ابتعادها عن العمل السياسي وانحصار عملها في تقديم الخدمات الاجتماعية لأعضائها وحظر الأنشطة السياسية التي تعقد بها والتي يتم توجيهها وفقا للتوجه الغالب بين أعضاء هيئات التدريس.
الدكتور مغاوري دياب رئيس جامعة المنوفية الأسبق ورئيس نادي أعضاء تدريس الجامعة السابق كان في مقدمة الرافضين لتوجيه أنشطة نوادي هيئات التدريس للعمل السياسي مؤكدا أن دور نوادي أعضاء هيئات التدريس يجب أن ينحصر في هدفين أولهما العمل الاجتماعي وتبني قضايا الجامعات وأعضاء هيئات التدريس.
محاولة منع انجراف نوادي أعضاء هيئات التدريس للسياسة علي حساب قضايا الجامعات قادها نادي أعضاء هيئة تدريس جامعة الأزهر برئاسة الدكتور حسين عويضة قبل ثورة 25 يناير بالتركيز فقط علي عقد المؤتمرات المتعلقة بقضايا أعضاء هيئات التدريس المتعلقة بزيادات الرواتب وقانون تنظيم الجامعات والجودة وغيرها من القضايا.بينما ظهرت بعد ثورة 25 يناير كيانات جديدة عملت علي سحب البساط من نوادي هيئات التدريس وكان في مقدمتها محاولة تأسيس نقابة علماء مصر التي قادها الدكتور عبدالله سرور وهي النقابة التي عقدت عدة اجتماعات ومؤتمرات أوصت مؤخرا بإلغاء نظام انتخاب القيادات الجامعية وطالبت بعودة الشرطة لتأمين الجامعات ومنع أحداث الشغب المتكررة حفاظا علي منظومة القيم الجامعية.
ويرفض فريق آخر من أعضاء هيئات تدريس الجامعات حظر الأنشطة السياسية داخل نوادي أعضاء هيئات التدريس وفي مقدمة هؤلاء مجموعة أساتذة 9 مارس الذين يرون أن نوادي أعضاء هيئات التدريس الجامعية يجب أن تكون منابر للتعبير عن الرأي الجامعي في مختلف القضايا طالما لم يخرج الحوار عن القيم والتقاليد الجامعية مؤكدين علي أهمية استضافة الندوات الفكرية والسياسية دون قصر ذلك علي تيار سياسي واحد ودون انعكاس خدمات الأندية الجامعية علي فئة بعينها.
من جانبهم، قام عدد من أعضاء هيئة التدريس المحسوبين علي جماعة الإخوان بتأسيس ما يسمي جمعية أعضاء التدريس في محاولة للتحايل علي الانتقادات الموجهة لمجالس إدارات النوادي خاصة تلك التي تم تأسيسها وفقا لقانون وزارة الشباب.
ويرجع تاريخ نوادي أعضاء هيئات تدريس الجامعات إلي نهاية سبعينيات القرن الماضي عندما قامت جامعة القاهرة بافتتاح أولي تلك النوادي علي ضفاف النيل لاستقبال أعضاء هيئات التدريس وأسرهم لكن الأمور سرعان ما تطورت بعد دخول أول مجلس إدارة منتخب للنادي في نزاع مع وزارة الداخلية حول ملكية أرض النادي المجاور لأحد مراكز شرطة السواحل النيلية وهو النزاع الذي تصاعد خلال فترة تولي شئون الوزارة اللواء زكي بدر الذي دخل في مواجهة مع مجلس إدارة النادي المحسوب علي جماعة الإخوان حينذاك وهو المجلس الذي اكتسب شهرة كبيرة داخل الجامعة بعد نجاحه في حسم النزاع لصالحه ليفوز بعد ذلك بكل الانتخابات التي أجريت لاختيار مجلس إدارة النادي حتى 2009 ليصبح منبراً لعقد اللقاءات والمؤتمرات التي تتناول الشأن السياسي وخاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية وتطوراتها والتي كانت تتم دعوة شخصيات مقربة من الجماعة إليها مثل الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور راغب السرجاني وغيرهم إلي جانب المؤتمرات التي تتناول قضايا أعضاء التدريس وهي المؤتمرات التي نجحت في الحشد لأكبر اعتصام وإضراب في تاريخ الجامعات عام 2008 احتجاجا علي تدني رواتب أعضاء التدريس بعد تحالف أساتذة مجموعة 9 مارس مع أساتذة الإخوان لتنظيم المؤتمر الخامس لأعضاء التدريس الذي شهد احتشاد حوالي 3 آلاف عضو تدريس من مختلف الجامعات أيدوا دعوة الإضراب الشامل.
نجاح نادي أعضاء تدريس القاهرة في جذب اساتذة الجامعات الأخرى لمؤتمراته دفع كثير من الجامعات إلي إنشاء نوادي شبيهة لكن الوضع القانوني الملتبس لنادي القاهرة الذي تأسس وفقا لقانون الجمعيات الأهلية جعل عدداً من الجامعات الإقليمية تتعاون مع محافظي تلك الأقاليم لإنشاء نوادي اجتماعية ملحقة بجامعاتهم وفقا لنص قانوني يسمح بذلك في قانون إنشاء مراكز الشباب والتجمعات لتصبح تلك النوادي تابعة إداريا لوزارة الشباب فيما يتبع نادي تدريس جامعة القاهرة وعين شمس وزارة التضامن المسئولة عن الجمعيات الأهلية الأمر الذي تسبب في مشكلات قانونية دفعت وزارة التضامن إلي حل مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة المحسوب علي جماعة الإخوان عام 2009 وانتخاب مجلس جديد برئاسة عميد كلية الآداب حينذاك الدكتور أحمد زايد لكن إدارة الجامعة برئاسة الدكتور حسام كامل تدخلت بعد الثورة لإجراء انتخابات جديدة بعد أن شكك أساتذة الإخوان في قرار الحل وتأكيدهم تدخل أمن الدولة في اتخاذ القرار لمنع نشاط النادي السياسي.
جماعة الإخوان التي كانت حريصة قبل ثورة 25 يناير علي خوض انتخابات النقابات المهنية حرصت علي خوض جميع انتخابات نوادي أعضاء هيئة التدريس التي أجريت بعد الثورة أثناء فترة إجازة نهاية عام 2011 وهي الانتخابات التي شهدت مشاركة ضعيفة من أعضاء هيئات التدريس وأسفرت عن فوز قوائم الإخوان بمجالس إدارات 12 نادي تدريس جامعي من إجمالي 20 ناديا فيما استعصت عليهم عدة نواد لم يتمكنوا من الفوز بها مثل نادي أعضاء هيئة تدريس جامعة عين شمس ونادي أعضاء تدريس جامعة حلوان وكذلك نادي أعضاء تدريس جامعة الأزهر الذي نظم أساتذة الإخوان عدة مظاهرات احتجاجية لانتزاعه من مجلس الإدارة الحالي برئاسة الدكتور محمد حسين عويضة.
رابط دائم :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.