ظاهرة تعيشها الاسماعيلية تتمثل في قيام أفراد ومجموعات من السيدات الريفيات بتحويل الخبز البلدي المدعم إلي جاف وإعادة بيعه في الأسواق الشعبية لأصحاب مزارع الماشية والأغنام والثروة السمكية لاستخدامه كعلف نظرا لرخص ثمنه وكونه بديلا جيدا للعلف الحقيقي الذي يتعاملون معه وبلا شك يعد ذلك جرما حقيقيا يستوجب استنفار جميع الأجهزة المعنية للتصدي له لا سيما وأن الدولة تتحمل عبئا كبيرا من ميزانيتها لتوفير رغيف العيش للمواطنين بسعر5 قروش في حين ان ثمنه الأصلي30 قرشا تلك الحالات رصدناها من جميع جوانبها وبموضوعية تامة. يقول حسن أبو النمرس موظفا أن هذه المشكلة تكمن في وجود انعدام ضمير لدي من يشتري الخبز البلدي الطازج ثم يقوم بتجفيفه والآخر الذي يحصل عليه لاستخدامه كعلف للثروة الحيوانية والسمكية والطرفان يستحقان العقاب بقوة القانون عند ضبطهما ولا تأخذنا بهما شفقة أو رحمة لأن التمادي في هذا الخطأ من شأنه أن يلحق الضرر بالمواطنين خاصة محدودي الدخل الذين لا يتناولون سوي رغيف العيش المدعم. ويضيف أحمد القاضي أعمال حرة أن هناك مافيا لجمع الخبز الطازج تتكون من السيدات الريفيات اللاتي يتجمعن في طوابير منتظمة أمام الأفران البلدية لشراء رغيف العيش حسب المتاح لهن والبعض منهن يستأجرن سيارات نصف نقل لوضع الخبز بداخلها وعلي أسطح المساكن الخاصة بهن يعرضن العيش لأشعة الشمس المباشرة وبعد أن يجف يعدن تعبئته في أجولة زنة الواحد25 كيلو جراما ويطرحنه بسعر لا يقل عن26 جنيها وهذه تجارة رابحة لهن. ويشير أحمد المر إلي أن هذه الظاهرة الخطيرة حقا تنتشر في الأسواق الأسبوعية التي تقام في القري والمدن حيث نجد من يتداول بيع أجولة الخبز المجفف ويقبل علي شرائها كل من لديه مزارع للماشية والأسماك وهنا يجب أن نكثف الرقابة ونضرب بيد من حديد علي هؤلاء ونوعي السيدات الريفيات بأن هذا العمل الذي يعتبرنه شريفا غير قانوني ويؤثر سلبيا علي أحقية فئة مثلهن من المجتمع في أن تحصل علي رغيف العيش بسهولة. ويوضح جمال عوف صاحب فرن بلدي بحي السلام أنه لا يسمح لأحد بتجميع الخبز ويطبق قرار محافظ الاسماعيلية الخاص بحصول كل مشتر علي حصته بواقع جنيهين فقط وهذا يتم تحت أشراف رجال الرقابة التموينية الذين يتابعون عملنا اليومي لكن يبقي السؤال لماذا يتحايل المتاجرون بقوت الشعب علي ما توفره الدولة من دعم لرغيف العيش. حقيقة نحن نبذل الجهد في أنتاج الخبز وتجويده ونتعرض للعقاب اذا أخطأنا فإن البعض من معدومي الضمير وهم قليلون يجمعون العيش علي مراحل ويبيعونه مجففا في الأسواق كعلف للمواشي والأسماك. ويناشد عبد الحميد متولي موظف أصحاب مزارع الماشية والأسماك أن يبتعدوا عن استخدام الخبز المجفف في عملهم حتي يقضوا نهائيا علي من يتاجرون فيه وإذا لم تفلح نداءاتنا نحوهم لابد من وضعهم تحت المراقبة وإجراء تفتيش دوري علي أماكنهم بمعرفة رجال التموين الذين هم مسئولون أيضا عن منع هذه الظاهرة من التداول في الأسواق الريفية ويجب أن نبدأ حملة توعية ليس في الاسماعيلية فحسب وإنما في المحافظات المجاورة بوقف بيع رغيف العيش المجفف. ومن جانبه قال المهندس عبد السميع سويلم مدير عام ادارة الرقابة التموينية بالاسماعيلية أنه خلال الشهور الثلاثة الماضية تم ضبط ما يقرب من3 اطنان خبز مجفف في حملات متفرقة علي مختلف أسواق المحافظة وجدنا فيها من يبيع العيش في أجولة بأوزان مختلفة وقد حددوا سعر الكيلو بجنيه وتمت مصادرة ما بحوزتهم وتحرير محاضر لهم ونحن نخطر اللواء عبد الجليل الفخراني محافظ الاسماعيلية بما يجري في هذا الشأن أولا بأول لاهتمامه البالغ بالقضاء علي تجارة الخبز المجفف لا سيما وأن هناك تطويرا في صناعة رغيف العيش يلمسه المواطنون ونطرحه للجميع حتي أصبح رصيد كل واحد منهم أربعة أرغفة يوميا وهذا معدلل طيب للغاية ان حصتنا الشهرية من الدقيق المدعم7 آلاف و831 طنا توزع علي324 مخبزا ونهيب بمن يجد مافيا بيع العيش المدعم المجفف أبلاغنا فورا عن طريق غرفة العمليات الرئيسية الموجودة بمديرية التموين وقتها لن نتأخر علي الاطلاق في ردع هؤلاء الأشخاص معدومي الضمير ونحذر ربات البيوت من شراء الخبز الطازج وتجفيفه علي أسطح المنازل بكميات كبيرة لأنهن سيتعرضن للمساءلة أيضا أما السيدات الريفيات اللاتي يتاجرن في العيش المجفف فسوف نلاحقهن أينما ذهبن ووقت بيعهن له حتي في الصباح الباكر.