الهجوم الشعبي الملحوظ ضد برنامج البرنامج الذي يقدمه, الاعلامي باسم يوسف له مايبرره, لا ن من شاهد البرنامج, فوجئ بنسخة مكررة, من النقد والهجوم, وزاد علي ذلك الإيحاءات الجنسية, والايماءات اللا اخلاقية التي تجاوزت كل الحدود, وهو ماتسبب في غضب جماهيري غير قليل, وابدي البعض استياء شديدا من التناول, الاعلامي الذي تجاوز حدود الانارة, لينزلق نحو هوة الاثارة مما أفقد البرنامج رسالته بجدارة. وإذا كانت حرية الإعلام حقا مكتسبا بل مقدسا, ولا يمكن المساس به, فإن هذه الحرية لها حدود, كما ان أخلاقيات الإعلام لا يمكن انتهاكها, أو المساس بها تحت أية دعاوي, ولعل مراجعة موضوعية لما تضمنته الحلقة الماضية, سوف يتضح معها حجم التجاوزات, والانتهاكات التي لا تتفق مع قيم المجتمع, رغم انه قد نتفق او نختلف علي حدود الحرية الاعلامية إلا ان هناك الحد الادني الذي يجب ألا نتجاوزه, أو نتخطاه مهما تكن المبررات أو الاسباب إذ ان البرنامج بدأ بايحاءات جنسية غير مقبولة لا تتفق مع قيمنا وعاداتنا.. وظلت هذه الايحاءات طوال الحلقة في إصرار واضح, وفاضح, علي هذا الاسلوب المبتذل, والنهج غير الأخلاقي, ناهيك عن التحفظات الموضوعية علي ما جاء من نقد لبعض الرموز الوطنية التي لا خلاف عليها, خاصة وان الظروف السياسية تغيرت والاشخاص تبدلت وما كان يصلح مادة للسخرية لم يعد موجودا.لكن قد نتفق أو نختلف حول حرية النقد لهذه الرموز, لكن ما يجب ألا نختلف حوله هو ضمان إعلام جاد وهادف يحترم العقلية المصرية, ويصون الأعراض, ويحمي الأخلاق. ولعل حرية الإعلام في مصر والتي نفخر بل نتباهي بها باعتبارها من أهم المكتسبات التي حصل عليها الشعب, يجب ان تكون حافزا للقائمين علي شئون الإعلام في ترسيخ القيم الإعلامية, وعدم استغلال هذه الحرية في الاسفاف, والاستخفاف بعقول الناس. وربما البيان الذي أصدرته شبكة سي بي سي والتي اعتذرت فيه للجماهير عما جاء في الحلقة من تناول اغضب الكثيرين, يعد خطوة مهمة نحو مراجعة إعلامية باتت مطلوبة, ومحاسبة للذات صارت ملحة, وقبل كل ذلك آن الاوان لميثاق شرف يضبط الإعلام المنفلت, ويحمي حرية الإعلام التي أصبحت تواجه خطرا داهما من الإعلاميين أنفسهم. رابط دائم :