بالرغم من حالة الاحباط واليأس التي أصابت كل من لهم علاقة بكرة القدم في مصر بعد انهيار منتخبنا الأول الذي عاد من غانا يجر أذيال الفضيحة ومحملا بهزيمة ثقيلة أمام نظيره الغاني بستة أهداف مقابل هدف في ذهاب المرحلة الأخيرة من تصفيات كأس العالم لتصبح مهمته مستحيلة في بلوغ الحدث المرموق إلا أن الوضع لم يخل من أصوات التفاؤل وكلمات الأمل التي لم يبخل بها محمد عمر المدير الفني لبلدية المحلة وأحد أبرز المدافعين الذين عرفهم الاتحاد السكندري والكرة المصرية والإفريقية الذي يري أن تجاوز الكارثة لابد أن يكون بهدوء وأن نعمل علي علاج السلبيات بدلا من ضياع الوقت في البكاء والرثاء.. لذلك التقيناه لنتعرف منه علي رؤيته للموقف من خلال هذا الحوار: ** في البداية كابتن محمد عمر فيم تتمثل أسباب الهزيمة الثقيلة أمام غانا في كوماسي؟ * أولا لابد من تقييم الأمور بشكل موضوعي والهدوء وعدم ترديد كلمات تزيد من اشتعال الموقف حتي لا تتعقد الأمور وكرة القدم مكسب وخسارة وموقفنا كان شديد الصعوبة في الأساس. ** كيف؟ * لابد أن يدرك جمهور الكرة المصرية أن منتخبنا كان في مواجهة أقوي فرق القارة بدون وجود دوري أو كأس أو أي نشاط كروي في مصر واضطر الأمريكي بوب برادلي المدير الفني إلي الاعتماد علي لاعبي الأهلي الأكثر جاهزية وبعض اللاعبين المحترفين في أندية من الظلم المقارنة بينها وبين الأندية التي يدافع عن ألوانها لاعبو غانا والظروف أجبرت برادلي علي أن تكون قاعدة اختياره تضم50 أو60 لاعبا وفي حالة انتظام النشاط تصبح قاعدة الاختيار تضم آلاف اللاعبين لذلك فالمباراة كانت بين الأهلي ومنتخب غانا والمقارنة ظالمة. ** إذن من يتحمل مسئولية ما حدث؟ * أري أن اتحاد الكرة كان لابد أن يكون ايجابيا أكثر من ذلك في مسألة عودة النشاط الكروي وألتمس العذر لبوب برادلي ومجموعة اللاعبين. ** هل تري أن تفوقنا في المرحلة الماضية من التصفيات كان لضعف المنتخبات المنافسة؟ * المرحلة الثانية شهدت مواجهتنا منتخبات من التصنيف الثالث مثل موزمبيق وزيمبابوي وغينيا ومبارياتنا أمام هذه المنتخبات لا تعبر عن مستوي منتخبنا لعدم وجود عنصر الندية ومباراة غانا كانت تمثل الاختبار الحقيقي. ** في تصورك لماذا لم يتعلم جهاز المنتخب من درس الخروج من تصفيات كأس الأمم الإفريقية أمام إفريقيا الوسطي؟ * وحتي لو حاول برادلي وجهازه المعاون تفادي أخطاء الخروج أمام منتخب ليس علي الخريطة الكروية مثل إفريقيا الوسطي فإنه لا يمتلك الأدوات التي تساعده علي ذلك, فالنشاط الكروي في مصر مصاب بالشلل وقاعدة الاختيار محدودة جدا وإلا كان برادلي استفاد من الخسارة الودية أمام منتخب غانا في الإمارات بثلاثة أهداف دون رد. ** كيف تري الهدف من مباراة الإياب أمام غانا؟ * أري أن الموقف شديد الصعوبة وإن كان ليس مستحيلا وكرة القدم ليس لها معايير ونتذكر موقفا تعرض له حلمي طولان في التسعينيات عندما كان مديرا فنيا لمنتخب الشباب وفاز علي إثيوبيا بالقاهرة5/ صفر وخسر في أديس أبابا بالنتيجة ذاتها وتأهل لأمم إفريقيا في المغرب بركلات الترجيح. ** معني ذلك أن الأمل مازال قائما؟ * قلت الأمل ضعيف جدا والظروف التي تمر بها الكرة المصرية لم تتغير والمنتخب الغاني قوي جدا وعلي جهاز المنتخب أن يركز أولا علي تحقيق الفوز بأي نتيجة لحفظ ماء الوجه. ** في رأيك هل يستمر بوب برادلي علي رأس جهاز المنتخب؟ * بالتأكيد لابد أن يستمر برادلي مديرا فنيا للمنتخب الأول وأري أن برادلي مدرب علي مستوي عال ونجح في إحداث طفرة في كرة القدم بأمريكا وحقق نتائج جيدة مع المنتخب الأمريكي بجانب أنني اعتبره مقاتلا بعد قبوله العمل في مصر رغم الظروف الصعبة, ولكن عوامل النجاح لم تكن متوفرة. حوار محمد رشوان رابط دائم :