أصابت الوسط الكروي حالة من الاحباط بعد الهزيمة الثقيلة المخزية التي تلقاها منتخبنا أمام نظيره الغاني بكوماسي بستة أهداف مقابل هدف في ذهاب المرحلة الأخيرة من تصفيات كأس العالم بالبرازيل لتصبح مهمة الفراعنة مستحيلة في بلوغ الحدث العالمي وإن كان الإخفاق هذه المرة مصحوبا بفضيحة ستضاف إلي الإخفاقات ووقائع الفشل الكبري في تاريخ الكرة المصرية التي لم يلحق بمنتخبها مثل هذه الخسارة الثقيلة علي مر تاريخه الطويل. وإنعكست حالة الحزن والغضب علي كلمات عدد من خبراء ومدربي الكرة المصرية في الأزمنة المختلفة بعد أن أستقروا علي إستحالة مهمة منتخبنا في بلوغ النهائيات بل سخر بعضهم بمراره بعد إنتهاء مباراة الأمس وأوصي بعضهم بالإنسحاب قبل مباراة الإياب في نوفمبر المقبل بالرغم من أن ذلك يعرضنا لعقوبات الفيفا. في البداية يقول طارق العشري المدير الفني لأهلي بني غازي الليبي أن الافراط في الفرحة و الشعور بالامل المتزايد قبل المباراة ادي إلي عدم التركيز علي قوة المنتخب الغاني الذي يمتلك مجموعة من اقوي المحترفين في اكبر الاندية الاوروبية مؤكدا ان المستوي الذي ظهرا عليه لاعبو منتخبنا خلال المباراة بالتأكيد يعبر عن المستوي الفني و البدني الذي وصول اليه لاعبونا في ظل توقف الانشطة الرياضية عقب اندلاع ثورة25 يناير اي ما يوازي عامين من الشلل الكروي كانوا كفيلين للتراجع لهذا المستوي المتدني. و أضاف قبل أن نحكم علي مدي استمرارية الجهاز الفني الفني الحالي سواء برحيله او بقائه خلال الفترة المقبلة من اللازم ان نقف علي الاسباب التي ادت إلي الخسارة الثقيلة بنصف دستة أهداف وتتمثل في اعمار اللاعبين المتواجدين الان في صفوف المنتخب الوطني وهل استطاع بوب برادلي اخراج جيل جديد للكرة المصرية أم لا وعلي سبيل المثال كم لاعب تعدي عمره الثلاثين عام شارك ضمن صفوف المنتخب الوطني في الفترة الاخيرة بالمقارنة بالمنتخب الغاني. واوضح انه كان من المفترض ان تستغل الاندية فترة توقف المسابقات المحلية في البحث عن عناصر متميزة صغيرة السن و فتح باب الرحيل لبعض اللاعبين الذين تلقوا عروض احتراف مما يعود عليها بدخل مادي جيد ليكون فرصة لتعويض خسائرها بالاضافة إلي ايجاد جيل من المحترفين يكون قادرا علي قيادة المنتخب للعودة به للمحافل العالمية. واتفق معه علاء عبد العال المدير الفني لنادي الداخلية الذي قال الخسارة الثقيلة التي تلقاها منتخبنا كانت متوقعه خاصة ونحن لانستحق تمثيل القارة السمراء في المونديال العالمي في هذا التوقيت الصعب بالتأكيد الجميع عاش حلم الصعود ولكن بالتمني فقط وليس بالتخطيط الجيد و المقارنة مع بعض دول القارة مثل غانا و الكاميرون و نيجيريا التي اصبحت كرة القدم لهذه الدول مصدر دخل رئيسي. ورفض المدير الفني للداخلية تحميل الامريكي بوب برادلي مسئولية الخسارة مؤكدا ان الظروف الصعبة التي عاشتها الكرة المصرية خلال عامين أثرت كثيرا علي مستوي الرياضة وليس فوز الأهلي ببطولة إفريقيا الموسم الماضي و وصوله للنهائي في النسخة الحالية وفوز منتخبنا في جميع مبارياته في التصفيات مقياسا علي قدرة الفراعنة علي الوصول لكأس العالم مشيرا إلي أنه يري ان علي الرغم من الهزيمة بستة اهداف تعتبر نتيجة ثقيلة الا انها تعبر عن الوضع التي تعيشه الكرة المصرية. وظهر الحزن علي طارق يحيي المدير الفني لمصر المقاصة الذي يري أن الخسارة كانت متوقعة خاصة بعد بداية المباراة بعشر دقائق لكن لم تكن الهزيمة متوقعة بهذا الشكل المخزي. وأشار إلي أن المنتخب الغاني إمتلك عناصر التفوق مثل التركيز والتجانس وسلاحي الأرض والجمهور والمحترفين في أبرز الأندية الأوروبية في مواجهة حالة فنية وبدنية وذهنية متردية للاعبي منتخبنا الذين أستحقوا الخسارة التي حولت حلم بلوغ المونديال إلي كابوس مزعج ورسخت العقدة المصرية من تصفيات الحدث العالمي الكبير. وقال أسامة عرابي المدير الفني السابق للإنتاج الحربي أنه لا يمتلك سوي أن يقول أن فرصة منتخبنا أصبحت مستحيلة بالفعل ولن نتمكن من إلحاق هزيمة بفارق خمسة أهداف بنجوم غانا ولن ينفع الجهاز الفني أي مبرر يعلق عليه الفشل الكبير مثل تجميد النشاط الكروي والأحداث التي تمر بها البلاد بعد أن تجاوز المرحلة الماضية من التصفيات في مثل هذه الظروف وسبقه الأهلي الذي أحرز بطولة دوري أبطال إفريقيا العام الماضي والنشاط متوقف. واستطرد قائلا: منتخب غانا كان أكثر تركيزا وثباتا وثقة وتعامل بشكل إحترافي مع منتخبنا وألحق به هزيمة ثقيلة ستضاف لوقائع الإخفاقات المصرية. لم أتوقع الهزيمة المأساوية التي تعرض لها المنتخب هكذا عبر ربيع ياسين المدير الفني لمنتخب الشباب السابق في كلامه وقال: لم يعد هناك داع لاعطاء نصائح للأمريكي بوب برادلي وجهازه المعاون قبل مباراة العودة التي أصبحت تحصيل حاصل خاصة أن الفوز علي منتخب غانا بخمسة أهداف من الصعب تحقيقه, وما زاد من حالة الحزن المستوي المتردي الذي ظهر عليه لاعبي منتخبنا الذي استحق الهزيمة الثقيلة نظرا لغياب الحماس والقوة في الأداء الفني للكثير من اللاعبين وجميع اللاعبين لم يكونوا في حالتهم الفنية والبدنية بعد أن ظهرنا مثل فريق يلعب في بطولة الدوري الممتاز مع آخر يلعب في دوري الدرجة الرابعة. ويقول أشرف قاسم ومدرب صور العماني: كارثة بكل المقاييس وأشد المتشائمين كان يتوقع أن يخسر منتخبنا بفارق هدفين علي الأكثر, مؤكدا أن التشكيل الذي خاض به الأمريكي بوب برادلي جانبه الصواب سواء في اختياراته أو لخلطة التي خاض بها المواجهة لاسيما أن المنافس من أقوي فرق العالم وليس قارة إفريقيا لامتلاكه مجموعة لاعبين علي أفضل جاهزية بدنية وفنية وكان من الطبيعي أن يكون الجهاز الفني لمنتخبنا علي دراية بمستوي جميع العناصر التي يضمها ويتم توظيفها حسب سير المباراة إلا أن إدارة اللقاء من جانب برادلي لم تكن موفقة وتسببت في هذه الخسارة التي وصفها بالفضيحة لكروية ليضيع حلم الوصول للمونديال. وأعرب ممدوح المحمدي المدرب العام للزمالك عن حزنه وصدمته الشديدة للهزيمة الثقيلة, مشيرا إلي أن نتيجة المباراة فاجعة لم يتوقعها أشد المتشائمين. وأضاف المحمدي أنه وضح منذ البداية الفارق بين المنتخبين خاصة البدنية والفنية والحالة السيئة التي بدا عليها لاعبو منتخبنا. وتابع المدرب العام للزمالك: بغض النظر عن التشكيل الذي بدأ به برادلي المباراة, فإن المنتخب لم تكن له حلول علي المرمي وصلابة وتفوق علي لاعبي غانا والاعتماد فقط علي إرسال الكرات الطولية لمحمد صلاح لتنتهي كل محاولات الفراعنة في النهاية إلي لاشيء أو إلي أقدام لاعبي المنتخب الغاني. وأكد حسن الشاذلي نجم الترسانة السابق أن هزيمة المنتخب مأشاة للكرة المصرية وشيء لا يصدقه عقل, مشيرا إلي أنه لم يتوقع انتهاء المباراة بهذه النتيجة المخزية. وأضاف أن الظروف التي تمر بها الكرة المصرية صعبة جدا في ظل عدم وجود أي نشاط كروي وعدم توافر مباريات ودية دولية للمنتخب واعتماد برادلي علي مجموعة لاعبين منقسمين إلي لاعبين محترفين ولاعبي الأهلي المشاركين في دوري أبطال إفريقيا ولاعبي الزمالك وباقي الأندية التي لا تؤدي أي نشاط رياضي أو كروي. وأكد محمد حلمي المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي إنبي أن الهزيمة صدمة كبيرة, مشيرا إلي أن هناك العديد من الأسباب أولها اختيار اللاعبين واستعداد المنتخب وحالة الوهم وأطلاق التصريحات هنا وهناك بقدرتنا علي تحقيق الفوز دون الاستعداد الجيد لذلك. وأضاف أن مباراة العودة أصبحت بلا أي معني, مؤكدا أن الجهاز الفني لم يقدم الحلول وعلي مدي شوطي المباراة في ظل تفوق غانا فنيا وبدنيا مقابل انهيار للاعبي المنتخب الوطني. رابط دائم :