ذكرت أحاديث كثيرة في فضل الركن الأسود( الحجر الأسود), والمقام( مقام إبراهيم عليه السلام), منها ما ورد عن عبدالله بن عمرو بن العاص: الركن والمقام من الجنة, كما ورد عن عطاء ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: ليس في الأرض من الجنة إلا الركن والمقام فإنهما جوهرتان من جواهر الجنة, ولولا ما مسهما من أهل الشرك ما مسهما ذو عاهة إلا شفاه الله عز وجل. وفي حديثه عن عبدالله بن عمرو بن العاص: نزل الركن وإنه أشد بياضا من الفضة. وفي حديث بن وهب بن منبه أن ابن عباس أخبره أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنه وهي تطوف معه بالكعبة حين استلم الركن: لولا ما طبع علي هذه الحجر يا عائشة من أرجاس الجاهلية وأنجاسها إذا لاستشفي به من كل عاهة, وإذا الألفي اليوم كهيئة يوم أنزله الله عز وجل وليعدينه إلي خلقه أول مرة وأنه لياقوتة بيضاء من يواقيت الجنة, ولكن سبحانه وتعالي غيره بمعصية العاص, وستر زينته عن الظلمة والأثمة لأنه لا ينبغي لهم أن ينظروا إلي شيء كان بدؤه الجنة. وفي حديث رواه ابن عباس قال: إن الركن يمين الله عز وجل في الأرض يصافح به عباده مصافحة الرجل أخاه( ذكر ذلك في الأزرقي في أخبار مكة). وفي حديث رواه أبو سعيد الخدري قال: خرجنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلي مكة, فلما دخلنا الطواف قام عند الحجر وقال: والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع, ولولا أني رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك, ثم قبله ومضي في الطواف, فقال له علي رضي الله عنه: بلي يا أمير المؤمنين هو يضر وينفع, قال: وبم ذلك؟ قال: قال الله تعالي: وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم علي أنفسهم ألست بربكم قالوا لبي شهدنا أن تقولوا يوما لقيامة إنا كنا عن هذا غافلين( الأعراف:172), قال: فلما خلق الله عز وجل آدم مسح علي ظهره, فأخرج ذريته من صلبه فقررهم أنه الرب وهم العبيد, ثم كتب ميثاقهم في رق, وكان هذا الحجر له عينان ولسان, فقال له: افتح فاك, فألقمه ذلك الرق وجعله في هذا الموضع, وقال: تشهد لمن وافاك يوم القيامة, فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن. رابط دائم :