مفاجأة مذهلة اكتشفناها عندما فتحنا ملف مسارح الدولة.. وهي ان المسارح الموجودة حاليا ليست ملكا للبيت الفني للمسرح بل هي مملوكة لجهات أخري فمسارح العرائس والطليعة والعائم تابعة لمحافظة القاهرة ومسرح السلام تابع لهيئة وزارة البحث العلمي والمسرح القومي تابع لهيئة الآثار وهناك مسارح فقدتها وزارة الثقافة أو الفنانون مثل مسرح توفيق الحكيم الذي كان مقرا للمسرح الكوميدي وحدثت مشاكل وحصل الورثة علي حكم بتسلم الأرض ومسرح مصر الذي لم يفتتح منذ خمسة عشر عاما ومن الصعب أن نقول إن الدولة عجزت عن تجديده ومسرح ملك في كلوت بك الذي لم يحدد مصيره الي الآن. ومسرح الفرقة بشارع رمسيس الذي كان مقر المسرح المتجول ولا نعلم مصيره ومسرح عبدالوهاب المغلق وقد منحه الوزير للأوبرا وأغلق وأصبح مقرا إداريا ومسرح الجمهورية الذي أصبح ملكا للأوبرا. في البداية يقول الكاتب أبو العلا السلاموني لدينا فقر شديد في المسارح وهذا يحتم علينا إنشاء مسارح مجهزة وكبيرة حتي لو لم تتوافر الامكانات من المتحدة أن نلجأ للحلول المؤقتة في المدارس والساحات الشعبية والمؤسسات العمالية.. لكن للأسف المسارح المسارح تتحول لجهات أخري مثل السينمات مع العلم ان المسارح ملك للمجتمع والناس ولا يصح التفريط فيها وعلينا استعادتها وبناء الجديد منها. فكما تبني دور سينما في المولات يجب أن تبني مسارح أيضا وتقول د. هدي وصفي مدير مسرح الهناجر طوال الوقت نتحدث عن أزمة المسارح وأن العدد الموجود غير كاف اطلاقا وأن هناك حلولا باستخدام الأماكن الأثرية في العروض المسرحية وأنه من الممكن استغلال أي مكان وتحويله لمسرح. ويقول المخرج حسن عبدالسلام من المفترض أن تتوافر في كل حي قاعة عرض مسرحي لأن المسرح هو المنبر لمسرح الحياة ومن خلاله يدرك الناس حقوقهم وواجباتهم ويوضح أمور بلدنا يعكس حقائق المجتمع ومشاكله ومتطلباته. ويقول عبدالرحمن الشافعي المخرج المسرحي القضية ليست في عدد دور العرض فقط بل في الأعمال التي تعرض فما يعرض الآن معظمها عروض هزيلة أن وجدت عروض جيدة فهي تعرض في أي مكان مثل قصور الثقافة أو النوادي انما المسارح فهي فارغة بدون جمهور وأنا ضد انتاج عروض والجمهور هاجر المسرح واعتقد أن د. أشرف زكي تنبه لتلك المشكلة ويحاول اعادة الجمهور والثقة للمسرح ولابد أن نلحق بركب التغيير الذي يمر به المسرح في العالم كله ونبدأ بالعروض وبعدها المسارح. ويقول المخرج عادل عبده نحتاج لمسارح جديد وباعداد كبيرة ولا يشترط ان تكون في القاهرة بل في المحافظات والمدن الجديدة التجمع والعبور وعموما نحن نحتاج لتوعية الناس بأهمية المسرح لأن الجمهور ابتعد عن المسرح ولم يصبح مثل زمان لأن الجمهور يذهب للمسرح ويعلم أنه سيشاهد عملا تافها وساذجا وتلك هي أزمة المسرح ويقول شريف عبداللطيف رئيس قطاع الفنون الشعبية نحن نحتاج لدور عرض في القاهرة والجيزة فأنا لدي ست فرق من الممكن ان يقدموا نشاطات كثيرة وكلما زادت دور العرض كلما زاد الانتاج وعدد المشاهدين والتوجيه الثقافي لشريحة أكبر من الناس وفي المحافظات أماكن تصلح للعرض ومتنفس ثقافي ومسرحي لكن ينقصها اتاحة تلك الأماكن للعروض وهذه في تقديري مسئولية المحافظين والمسئولين فعلي سبيل المثال المدارس مثل السعيدية والابراهيمية والأرمن وغيرها من الممكن ان تتحول المسارح في غير أوقات الدراسة ونفس الكلام ينطبق علي مسرح الزراعيين أو مسرح المتحف الزراعي بالدقي والمسارح الخاصة بالوزارات. ويقول هشام جمعه مدير مسرح السلام نفتقد لدور العرض ونحتاج المزيد فكلما زادت تزيد العروض فكل مسرح الآن ينتج ثلاثة أو أربعة عروض سنويا وعمل ينتظر دورة وأتمني أن يتم التعامل مع المسرح مثل السينما. فدور العرض المسرحي في القاهرة عددها عشرة وفي الإسكندرية ثلاثة وأنا من قبل انتهزت فرصة عدم وجود عروض علي خشبة مسرح ميامي وعرضت مسرحية السلطان الحائر وسي علي وتابعه قفة هناك وذلك من الصعب أن يتكرر أو يتوافر لي ولزملائي في كل وقت.