قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه ليس واثقا من نجاح المبادرة الروسية الخاصة بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية, ونجاح الجهود الرامية الي إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتخلي عن السلاح الكيميائي بالكامل. وأشار بوتين في تصريحات له أمس إلي أن هناك العديد من البوادر الإيجابية في اتجاه انجاح المبادرة, حيث وافقت دمشق بلا شروط علي تسليم مخزونها من الأسلحة الكيميائية, وتعد نفسها عضوا في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية منذ بعثها برسالة بهذا الشأن إلي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. واعتبر بوتين أن الهجوم بالسلاح الكيماوي في غوطة دمشق كان استفزازيا تم تحضيره بدقة, مشيرا إلي أن المنطقة مليئة بالسلاح السوفيتي القديم, وليس من الصعب العثور علي صاروخ عليه حروف روسية لاستخدامه لتنفيذ مثل هذا الاستفزاز. و اعتبر الرئيس الروسي أن موقف سوريا لجهة الوفاء بالتزاماتها بتفكيك ترسانتها الكيميائية يوحي الثقة. وقال بوتين خلال لقاء مع خبراء روس ودوليين في فالداي بشمال غرب روسيا لا يمكنني أن أؤكد مئة في المئة أننا سننجح في انجاز( خطة تفكيك الأسلحة الكيميائية السورية) حتي النهاية, لكن كل ما شاهدناه في الايام الاخيرة يوحي الثقة بان هذا الامر سيحصل, مشددا علي أن دمشق وافقت خصوصا علي الانضمام الي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وأضاف: حتي الآن, يبدو أن الجميع موافقون تماما علي اقتراحنا ومستعدون للعمل مع الخطة التي تم وضعها في الأممالمتحدة. وتابع بوتين: قالت سوريا إنها مستعدة للانضمام, وتعتبر نفسها انضمت إلي الاتفاقية الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية, وقال أيضا إنها خطوات ملموسة. ومن جانبه, قال الرئيس السوري بشار الأسد إن التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية بموجب الاتفاق الذي توصلت إليه روسياوالولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي سيتكلف نحو مليار دولار. وقال الأسد في مقابلة مع قناة فوكس نيوز التلفزيونية إن حكومته ستلتزم بالاتفاق وإن التخلص من الأسلحة الكيماوية سيستغرق علي الأرجح نحو عام. ونفي الأسد أن قواته مسئولة عن هجوم بالأسلحة الكيماوية في الغوطة خارج دمشق في21 من أغسطس الذي جعل الولاياتالمتحدة تهدد بتوجيه ضربة عسكرية إلي سوريا. وقال إن الجيش السوري كان يتقدم في المنطقة في ذلك الوقت ولم يكن محتاجا إلي اطلاق صواريخ تحمل غاز الأعصاب السارين كما تقول الولاياتالمتحدة. وأكد فريق خبراء الأممالمتحدة بقيادة السويدي آكي سيلستروم يوم الاثنين الماضي استخدام غاز السارين في الهجوم الذي وقع خارج دمشق وذلك في تقريرهم الذي طال انتظاره وقالت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا إنه قدم أدلة علي مسئولية قوات الأسد. وقال الأسد إنه من السابق لأوانه الادلاء بتعقيب محدد علي تقرير الأممالمتحدة.ومن جهة أخري, رجح وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أن ترسل روسيا خبراءها ليقوموا بالتحضير لوضع مواد ومنشآت كيماوية تحت مراقبة دولية, مؤكدا أنه لا مجال الآن للحديث عن إرسال وحدة من قوات العمليات الخاصة إلي سوريا. وأكد شويجو- في تصريح نقلته وكالة أنباء نوفوستي الروسية أمس- أن بلاده ستشارك في عملية تدمير أسلحة كيماوية سورية إذا طلب المجتمع الدولي مشاركتها, مؤكدا مشاركة بلاده في عملية تدمير أسلحة كيماوية سورية أو عملية إخراج أسلحة كيماوية من سوريا في حال صدر قرار دولي بهذا الشأن. وأشار وزير الدفاع الروسي إلي استعداد روسيا لتدمير الأسلحة الكيماوية السورية في أراضيها, لافتا إلي أن موسكو تملك إمكانات لتدمير الأسلحة الكيماوية الأجنبية في أراضيها. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد أعلن استعداد بلاده للمشاركة في جهود تأمين عملية تدمير أسلحة كيماوية في سوريا والمحافظة علي سلامة خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الذين سيقومون بهذه المهمة. ومن جانبه, قال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف إن تبني قرار بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة( الذي يتيح استخدام القوة) سيتناقض مع الاتفاقات الروسية الأمريكية حول الأسلحة الكيميائية السورية. وقال جاتيلوف في تصريحات أمس في تصريحات أوردتها قناة روسيا اليوم إن الشركاء الغربيين أعدوا بالفعل مشروعا لقرار مجلس الأمن الدولي حول القضايا المتعلقة بالأسلحة الكيميائية السورية, موضحا أن هذا المشروع غير متوازن ويتسم بطابع معاد لسوريا بالاضافة إلي أنه يثير العديد من التساؤلات. وفي سياق متصل, دعا بابا الفاتيكان البابا فرنسيس الأول, الاتحاد الأوروبي إلي تفعيل خيار الحل السياسي للأزمة في سوريا عبر سبل الحوار والتفاوض. وذكر بيان صادر عن الفاتيكان أمس, أن البابا أثناء لقائه في مبني القصر الرسولي بالفاتيكان, رئيس وزراء ليتوانيا الجيرداس بوتكيفيسيوس, الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي, بحث بعض القضايا الدولية والأوروبية ذات الاهتمام المشترك, منوها بشكل خاص بالحاجة إلي ضمان السلام في الشرق الاوسط وفي سوريا بصفة خاصة. وكان البابا قد قال في وقت سابق أثناء لقائه مجموعة من الأساقفة الجدد في زيارتهم للفاتيكان, نحن جميعا نتضرع إلي الله طالبين هبة السلام لسوريا وللشرق الأوسط وللعالم بأسره, متجها بالحديث إلي اثنين من الأساقفة السوريين بين الحضور. وعلي الجانب الآخر, قال مسئولون في الإدارة الأمريكية إن وزارة الدفاع الأمريكية( البنتاجون) قد قدمت مقترحا يشمل خطة لتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة وذلك للمرة الأولي. وذكرت شبكة( سي إن إن) الإخبارية الأمريكية أمس أنه في حال تمت الموافقة علي ذلك المقترح, فإن ذلك سيزيد من الدور العسكري المؤثر لواشنطن في الحرب الأهلية السورية, فضلا عن أنه يضع القوات الأمريكية البرية في وضع اتصال مباشر مع مقاتلي المعارضة السورية. ووضعت تلك الفكرة قيد البحث منذ الهجوم بالأسلحة الكيميائية في ضواحي العاصمة دمشق في الحادي والعشرين من أغسطس الماضي, والتي تقول واشنطن إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو من قام بشنها. ولا تزال هناك تفاصيل أخري بشأن القوات البرية والأوجه الأخري لذلك المقترح العسكري, غير أن المسئولين أكدوا أن تدريب عناصر المعارضة سيتم في إحدي الدول المجاورة لسوريا. وفي السياق نفسه قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي لدينا العديد من الخيارات ندرسها حيث من شأنها أن تزيد من دعمنا إلي مقاتلي المعارضة المعتدلة, غير أنه لم يتم اتخاذ قرار فيما يتعلق بذلك الصدد حتي تلك اللحظة. ومن جهتها, منحت ألمانيا مليوني يورو لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية للمساعدة في الإشراف علي تدمير مخزونات الأسلحة الكيميائية السورية. وذكرت قناة( سكاي نيوز) الناطقة باللغة العربيةأمس, أن وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله عرض تقديم دعم تقني للمساعدة في تدمير الأسلحة الكيميائية السورية. وقال فيسترفيله في تصريحات الاثنين الماضي إن بلاده قررت المساهمة بتمويل إضافي حتي تتمكن منظمة الأسلحة الكيميائية من التعامل مع هذه المهمة الشاقة. وفي فرنسا, فقد أعرب وزير الداخلية مانويل فالس أمس عن قلقه إزاء توجه فرنسيين إسلاميين أصوليين للمشاركة في الحرب الأهلية السورية حيث سافر العشرات منهم لسورية للجهاد هناك. وقال فالس لإذاعة فرنسا إنتر ردا علي سؤال حول الفرنسيين الذين انضموا للجماعات الأصولية مثل جبهة النصرة ذات الصلة بتنظيم القاعدة هناك أكثر من130 مواطنا فرنسيا أو أشخاص مقيمين في فرنسا موجودين في سورية حاليا. وأضاف أن50 شخصا آخرين عادوا من سورية كما أن ما يتراوح ما بين40 و50 في انتظار السفر لهناك في حين رصدت الاستخبارات مئة شخص علي استعداد للسفر لسورية. وأشار فالس إلي أن الصراع في سورية مثل مصدر جذب للأصوليين الفرنسيين أكثر من القتال الدائر بين حركة طالبان وقوات حلف شمال الأطلسي( الناتو) في أفغانستان أو بين الدولة والمتمردين الإسلاميين في باكستان. وقال هذه الظاهرة تقلقني لأنهم يمثلون عند عودتهم للأراضي الفرنسية خطرا محتملا. وأوضح وزير الداخلية الفرنسي أن بلاده تعمل مع دول أخري سافر بعض من مواطنيها لسورية مثل بلجيكا للتغلب علي هذه المشكلة. وميدانيا, قال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ان قنبلة مزروعة علي طريق قتلت14 شخصا علي الاقل من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الأسد أمس في محافظة حمص بوسط سوريا. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد إن الانفجار استهدف حافلتين قرب قرية جبورين التي تبعد13 كيلومترا شمالي مدينة حمص. وزادت هجمات المقاتلين المتشددين في صفوف المعارضة المسلحة التي يغلب عليها السنة ضد العلويين خلال الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف العام علي حكم الأسد. وتعرضت الضواحي الشمالية لحمص التي تعتبرها قوات الأسد ضرورية لإحكام سيطرتها من دمشق الي المعقل الساحلي للأسد الذي يغلب عليه العلويون لقصف عنيف وشهدت اشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة علي مدي عدة اشهر. وقال عبد الرحمن لرويترز نقلا عن مصدر في مستشفي عسكري محلي: إن تسعة من الضحايا في انفجار أمس من المدنيين, بينما ربما ينتمي الآخرون لقوات الدفاع الوطني وهي قوات أمن تابعة للاسد. وقال المصدر إن اشتباكات تفجرت بين مقاتلي المعارضة وأعضاء بقوات الدفاع الوطني بعد الانفجار. رابط دائم :