يعيش مزارعو الفيوم حالة من الغضب وخيبة الأمل بسبب نقص مياه الري، وعدم قدرتهم علي ري أراضيهم التي قد تتعرض للبوار، وخاصة في فصل الصيف حيث تزداد أزمة نقص مياه الري بشكل كبير، وعبر المزارعون عن هذا الغضب بقطع طريق الفيوم- القاهرة أكثر من مرة للتعبير عن غضبهم من استمرار مشكلة نقص مياه الري. وعلي الجانب الآخر، أكد مسئولو الري بالفيوم، أن هذا العام تم اتخاذ إجراءات مكثفة لمواجهة نقص مياه الري وخاصة في فصل الصيف والتصدي لمحاولات التعديات علي فتحات ومقننات الري، وذلك في الوقت الذي يؤكد فيه المسئولون أن هناك مايقرب من 120 ألف فدان يتم زراعتهم خارج مقننات الري بسبب التوسع في الظهير الصحراوي بطريقة عشوائية من جانب عدد من المزراعين. وعبر ما يقرب من 10 آلاف مواطن بقري الجمهورية وناصر والعمال بمنطقة كوم أوشيم بالفيوم، عن غضبهم بسبب بوار ما يقرب من 7 آلاف فدان، بسبب تعديات صارخة علي أراضي أملاك الدولة بدون وجه حق، في مساحة 7 آلاف فدان، الأمر الذي ترتب عليه اغتصاب هولاء المتعدين علي حصص مياه الأراضي الخاصة ببعض المسئولين في الدولة ومنهم وزير الري الأسبق وعدد من الفنانين وأعضاء مجلس الشعب السابقين وبعض المستشارين والضباط واستولوا عليها بالمخالفة ويبقي الفلاحون البسطاء أصحاب الأراضي الشرعيين دون مياه لري أراضيهم الأمر الذي أدي إلي جفاف ترعة الجمهورية. وقال عبدالله عبدالونيس" مزارع بقرية الجمهورية"، إنهم تلقوا تهديدات بعد الاستيلاء علي خط مياه الشرب والكهرباء من شباب الخريجين الذين لم يتسلموا أراضيهم بعد وسط غياب شرطة الكهرباء التي وقفت مكتوفة الأيدي، وذلك لصالح أحد الأشخاص ذوي النفوذ وهو الذي استولي علي كهرباء بمئات الألوف من الجنيهات ليضيء "غرف الماشية"، داخل الجبل علي مساحة 100 فدان دون أن يسدد للدولة حقها في ثمن الكهرباء أو المياه النقية، واكتفت بتحرير محضر له بمبلغ 15 ألف جنيه. وتجدر الإشارة إلي أن أغلب قري الفيوم، تشهد نقصا في مياه الري، الأمر الذي ينذر بدمار ثروة زراعية عملاقة بالمحافظة، وتزداد هذه المشكلة، تعقيداً في هذا الوقت من كل عام، تزامنا مع بدء فصل الصيف وترجع أسباب هذه المشكلة إلي التعديات علي فتحات الري، والتعدي علي عدد من الأراضي المملوكة للدولة والتي ليس مقرر لها مقننات للري مما يزيد من تلك الأزمة. وأضاف هشام جودة،"مالك لعشرات الأفدنة بقرية منشأة دكم"، أن هناك تعديات علي هدار "سنرو"، المطل علي أبحر "شعبان"، و"النوراس"، وصلت لمسافة متر و10 سم، حيث قام المتعدون بوضع ماكينات رفع علي فتحات للري قاموا بكسرها للحصول علي مقننات ليست مخصصة لهم قانونيا، الأمر الذي يهدد ببوار 3 آلاف فدان في زمام هدار "سنرو". وأضاف أنه تم إبلاغ مدير عام الري بتلك المشكلة، حيث قام بتشكيل لجنة من مسئولي مديرية الري لماينة التعديات وإزالتها علي الفور. ومن جانبه، أكد المهندس محمود عبدالستار، وكيل وزارة الري بالفيوم، أن المديرية قد اتخذت هذا العام، العديد من الإجراءات المكثفة للقضاء علي مشكلة نقص مياه الري، حيث قامت المديرية بشن حملات لتطهير المجاري المائية والمصارف خاصة داخل الكتل السكنية حسث تكون أكثر تلوثا، وعلي صعيد آخر يتم رفع كفاءة العديد من المحطات وهدارت الري وكان آخرها أمس حيث تم صيانة محطة ري "الشواشنة"، بعد تعطلها، كما يتم شن حملات يومية للتصدي للتعديات سواء بماكينات الرفع أو كسر فتحات الري، وقد تم الاعتداء علي 6 من مفتشي الري في أحد الحملات الأخيرة. وأضاف أن تشغيل مشروع المصرف القاطع قضي علي العديد من مشكلات الري الخاصة بمركز يوسف الصديق والقرى التابع له والتي تقع علي أطراف المحافظة وكانت تعاني من نقص شديد في مياه الري، وتكلف المشروع حوالي 470 مليون جنيه وتتلخص فكرة المشروع في عمل مصرف مواز لبحيرة قارون بطول 54.12 كم و تصب به كل المصارف مع إنشاء قناطر في أماكن تقاطعها مع المصرف الجديد والبحيرة للتحكم في كميات المياه الداخلة إلي بحيرة قارون ووادي الريان مما يحفظ التوازن المائي في البحيرتين، وبهذا يقضي المشروع علي مشكلة نقص المياه في غرب الفيوم والسماح بإنشاء مزارع سمكية و ضبط منسوب بحيرة قارون وزيادة معدل خلط مياه الصرف لحل مشكلة نقص المياه في نهايات الترع، وتعظيم الفرصة للاستصلاح 50 ألف فدان جديدة. وذكرت تقارير صادرة عن عدد من لجان المتابعة بمحافظة الفيوم، أن المتوافر من مياه الري بالمحافظة يكفي لري 430 ألف فدان فقط في حين أن المحافظة بها 540 ألف فدان، بالإضافة إلي التعديات علي مقننات الري، ولكن تم التعامل مع بعض هذه المشكلات من خلال تطبيق حملات مستمرة لضبط أي تعديات علي الأبحر، كما تم تطهير الترع والمصارف والأبحر، مما جعل هناك تحسنا ملحوظا في مياه الري بالمحافظة، مشيرا إلي أنه يهتم جيدا بضرورة استمرار حملات مديرية الري لضبط المتعدين علي فتحات الري وتطبيق القانون عليهم بشكل رادع، حتى يتسنى لنا القضاء تماما علي تلك المشكلة. رابط دائم :