تفاقمت أزمة مياه الري في نهايات «أباحر» وترع محافظة الفيوم خلال اليومين الماضيين مما أدي إلي حدوث حالة من التذمر والاستياء بين المزارعين بعد تعرض آلاف الأفدنة بقري مراكز طامية وإبشواي وسنورس وإطسا للبوار، هذه المشكلة سيطرت علي جلسات المجالس المحلية بالمحافظة الا ان مسئولي الري تجاهلوا الازمة تماما ولاتزال الترع الفتحات الرئيسية التي تقع علي الأباحر الكبري تحتاج الي عمليات تطهير واعادة تطويرها خاصة في قري سنهور وفديمين والجمهورية والبرنس وأبوكساة حتي يمكن انقاذ زراعات الفلاحين الغلابة . يقول أحمد حسني مؤمن عضو مجلس محلي المحافظة أن الزراعات والأشجار ماتت بقرية طبهار بسبب عدم وصول مياه الري ، حيث تلفت زراعات المشمش والمانجو ، بالإضافة إلي الزراعات الصيفية وهو ما أدي إلي بوار أكثر من 700 فدان علي بحر أبو دنقاش العمومي . ويضيف سعيد محمد «مزارع» من قرية دوار جبلة بمركز طامية أن انعدام مياه الري أدي إلي بوار معظم أراضيهم التي يقتاتون منها، مؤكدا أن أكثر من 300 فدان التي تقع علي بحر جبلة بارت تماما . ويشير عرابي إبراهيم من قرية البرنس الي أن أكثر من 400 فدان بالناحية أصبح محصولها «هشاً» ويموت الزرع بسبب قلة مياه الري في بحر البرنس لحصول أصحاب الأراضي الواقعة في الصحراء علي حصصهم من المياه علي مرآي من المسئولين الذين لا يعيرون الأمر اهتماما ،مما دفع معظم أبناء القرية إلي تركها والاتجاه إلي العمل في القاهرة لكي يستطيعوا الإنفاق علي أسرهم بعدما بارت أراضيهم وأصبحت الزراعة لا جدوي لها بسبب نقص المياه وانعدامها في النهايات . ويلفت محمد إسماعيل فلاح من قرية أبوكساة الي أن انعدام مياه الري أدي إلي جفاف المحاصيل الصيفية التي ماتت بسبب المياه ، وأصبح معظم المزارعين لا يستطيعون الوفاء بديون بنك التنمية بعد بوار أراضيهم، مشيرا إلي أنه وكل المزارعين في القرية تقدموا بشكاوي عديدة لمسئولي الري بالمحافظة لحل تلك المشكلة لكن دون جدوي مما أصاب المزارعين باليأس والإحباط . ويري بشير مصطفي الطماوي «مزارع» من قرية الجمهورية أنه علي الرغم من صدور قرار بمنع زراعة الأرز في المحافظة إلا أن المشكلة كما هي ولم يتغير شيء بالرغم من أن محصول الأرز كان المتهم الأول في جفاف الزراعات وبوار الأراضي وهو ما ثبت عكسه . ويضيف الدكتور صابر عطا عضو مجلس الشعب ان أكثر من 1000 فدان علي بحر أبو كساة العمومي بارت بسبب وقوع أراضي القرية في نهايات بحر سنرو ، حيث تكثر التعديات وقيام الأهالي بإلقاء المخلفات في مياه البحر مما يؤدي إلي ارتدادها وعدم وصولها إلي الأراضي المستهدفة ، مما أدي إلي تلف زرعات القطن وتساقط اوراق اشجار المانجو . ويتهم محمد طه الخولي عضو مجلس الشعب أصحاب النفوذ من الفنانين والممثلين بالاستيلاء علي مقننات الري بمنطقة البطس بطامية وهو ما أدي إلي تلف جميع الزراعات بالمنطقة والتي تزيد علي 1800 فدان مؤكدا أن هذه الأراضي ظهير صحرواي ولا يحق لها الري من المياه العادية خاصة أن الحكومة خصصت آباراً لري تلك الأراضي وللآسف أجهزة الري غضت أعينها عن هذه المخالفات وكأن الأمر لا يعنيها لأن هؤلاء الفنانين «علي رأسهم ريشة» . وأضاف أن هناك تقاعساً من مسئولي الري في عملية إحلال وتجديد الهدارات وهو ما أدي إلي عدم وصول مياه الري في أباحر تلات الواطي وقوته العمومي ودسيا وسنهور . ويشير الدكتور حسين طرفاية رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس محلي المحافظة إلي أن هناك لجنة قام بتشكيلها الدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ الفيوم برئاسته خصصت لكل مركز يوماً للمرور علي المناطق التي تعاني من الجفاف وقلة مياه الري والعمل علي حلها خاصة أن حصة الفيوم زادت بمعدل 300 ألف متر مكعب يوميا ، حيث يدخل المحافظة حوالي 2.6 مليار متر مكعب سنويا بزيادة 15 سم فوق المنسوب . وقال إن المشكلة سببها عدم العدالة في التوزيع واستيلاء البعض علي حصص الآخرين خاصة الذين قاموا باستصلاح أراض صحراوية غير مخصص لها مياه. ويري محمود الهواري عضو مجلس الشعب ان هناك معاناة كبيرة يعيشها الفلاحون الواقعة أراضيهم في نهايات الترع والأبحر متهما مسئولي الريبالتقاعس في المراقبة توزيع المياه. ويضيف النائب عبد القوي عبيد عضو مجلس الشعب ان مشكلة عدم وصول مياة الري للاراضي الموجودة بنهاية الترع هي مشكلة تعاني منها كل مراكز المحافظة مشيرا الي انه تم منع زراعة الأرز بالمحافظة ورغم ذلك يحصل المزراع علي حصته من المياه كما هي . ومن جانبه يؤكد الدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ الفيوم أن مشكلة مياه الري في الفيوم مفتعلة، حيث إن حصة المحافظة لم تتأثر، وأنه يتحدي من يدعي وجود عجز في مياه الري لكن المشكلة تقع علي عاتق المزارعين الذين لا يراعون ربهم في الجور علي مياه الآخرين خاصة الذين يستصلحون أراضي صحراوية ليس لها مقنات مائية وأنه قرر تشكيل لجنة لبحث المشكلة علي الطبيعة ، وأعطي تعليماته لشرطة الري بضبط كل سبل التعديات منها ماكينات الرفع المخالفة التي تنتشر علي الأباحر في مختلف مراكز المحافظة.