يبدو ان أردوغان الاخوان فقد صوابه, وضل طريقه بعد أن تجاوز حدوده, وقل أدبه, وتخطي حدود الدبلوماسية, في تطاول سافر علي فضيلة الإمام الأكبر شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب. ولم يكتف رئيس الوزراء التركي الذي اصيب بهوس منذ ان أطاحت ثورة الثلاثين من يونيو باحلامه التآمرية علي مصر وأفشلت المخطط الذي دبر له مع الاخوان بمباركة الامريكان, فراح يكيل الشتائم لمصر كالثور المذبوح تارة يتطاول علي الجيش المصري, وأخري علي الحكومة, وثالثة علي قامة شيخ الازهر صاحب المواقف الوطنية النبيلة. هذا الاردوغان نصب نفسه وصيا علي مصر, بعد ان فشل في تحقيق حلم الزعامة الزائفة التي يبحث عنها في المنطقة, لكن هيهات ان يكون زعيما علي حساب مصر, ولا قائدا في منطقة بها مصر العروبة والاسلام. وبحسابات التاريخ, والجغرافيا, والحضارة فان الريادة لمصر, والقوة لمصر, والتفوق لمصر, نعم انها مصر التي لا يعرفها اردوغان, والتي لم تكن يوما دولة غازية, ولا باغية, بينما تجاهل اردوغان الاخوان انه من دولة طاغية, مستعمرة, متجبرة, ويسجل لها التاريخ أسوأ المذابح, وأحط المواقف يوم ان انقض الاتراك علي الارمن, وعلي الاكراد في مشاهد مأساوية يندي لها الجبين, وتتنافي مع ابسط حقوق الانسان. والمدهش أن حفيد الطغاة الاتراك يقف اليوم متجاهلا التاريخ الاسود للدولة العثمانية التي بناها اجدادة علي جثث الشعوب ليعطي مصر درسا في الحرية وحقوق الانسان, ويتجاهل دون خجل ثورة الشعب المصري التي ابهرت العالم وقدمت نموذجا فريدا للتغيير السلمي. لقد كشف رئيس الوزر اء التركي عن حقيقة المخطط الذي كان يدبره لمصر مع الاخوان, ولعل دموع الكذب التي بدا عليها اثناء حديث تليفزيوني زاعما انه يبكي بنت القيادي الإخواني محمد البلتاجي التي ترددت انباء غير مؤكدة انها لقيت مصرعها في الاحداث تؤكد ان هذا الرجل فقد اعصابه بعد انهيار مشروعه المشترك مع الاخوان لان هناك آلاف المواطنين الاتراك الذين يستحقون الشفقة ولم تدمع عليهم عيون اردوغان. وفي الختام نقول لهذا الاردوغان كفاك تمثيلا, وتجاوزا في حق مصر, والزم حدودك مع شيخ الازهر ذلك العالم الجليل الذي لم ينطق إلا بكلمة الحق وما كان انحيازه لثورة الشعب إلا بعد تأكده انها ثورة شعب. وأعلم ان مصر الثورة لن تسمح لأمثالك, أن يتطاولوا أو يتجاوزوا. وهنا اعتقد ان قرارا بقطع العلاقات مع تركيا يعد ابسط اجراء ممكن اتخاذه ردا علي تجاوزات اردوغان. [email protected] رابط دائم :