في متابعة لتطورات الموقف الدولي للأحداث التي تشهدها مصر بعد ثورة30 يونيو, أكدت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو أن أسلحة أوروبا للضغط الاقتصادي علي مصر هشة جدا مقارنة بالدول الأخري. وذكرت الوزيرة أن الاتحاد الأوروبي يخصص لمصر مليار يورو خلال3 سنوات إلي جانب800 مليون يورو وعد بها الاتحاد, وذلك مقابل12 مليارا تعرضها السعودية والكويت والإمارات العربية ومليار ونصف المليار دولار من المساعدات الأمريكية, وقالت بونينو إن ثقلنا التفاوضي ضعيف جدا وعلينا اللجوء إلي وسائل أخري. علي صعيد آخر, إنتقد وزير خارجية إيطاليا الأسبق فرانكو فراتيني موقف الاتحاد الأوروبي من الأزمة المصرية, وقال في لقاء صحفي أري مرة أخري استحياء أوروبيا من الإعلان بقوة عن ضرورة تحاشي الانتقاص من خطورة مشكلة المسيحيين( في مصر), وكان علي البيان الختامي لمجلس الاتحاد الأوروبي التأكيد بوضوح أكبر علي أن الحركات الإسلامية تجد في المسيحيين أهدافا مفضلة لتوجيه ضرباتها. وأضاف الوزير الأسبق ان فرض حظر علي اسلحة أوروبية لمصر أمر شكلي لأن الجيش المصري لا يعاني بالتأكيد من مشاكل في السترات الواقية من الرصاص, ولكن كان هذا إجراء لابد للاتحاد الأوروبي من اتخاذه. أما واجب الاتحاد الأوروبي الحقيقي فهو توجيه نداء إلي زعماء الإخوان المسلمين كي يتحملوا المسؤولية ويتوقفوا عن التحريض علي العنف. وفي باريس, طالبت حركة ميدان التحرير بفرنسا بحظر جماعة الإخوان المسلمين بإعتبارها جماعة إرهابية تمارس وتروج للارهاب وتتخذ من السياسة ستارا لها. وأعلنت الحركة بيان لها أمس دعمها الكامل للدولة المصرية في حربها الشرسة ضد الإرهاب والتي تهدف إلي بسط سيطرتها علي جميع الأراضي المصرية وذلك إيمانا من الحركة بأهداف ثورة25 يناير المجيدة وتحقيقا لمطالبها وما عانت منه مصر في ظل أنظمة استبدادية وقهرية سابقة وما تبعها من أحداث أدخلت البلاد في نفق مظلم. وفي أوسلو, أعلن وزير الدولة للشئون الخارجية تورجير لارشن عن تخوفه من أن تؤدي الاعتداءات المستمرة علي الكنائس والمسيحيين في مصر إلي إنزلاق البلاد إلي دوامة من أعمال العنف يصعب السيطرة عليها, مشيرا إلي حالة التخوف الذي يشعر بها المسيحيون المصريون بعد الهجمات التي تعرضت لها ما يزيد علي40 كنيسة علي يد المتطرفين الإسلاميين. وأضاف أن أعمال العنف التي تؤججها مشاعر الكراهية تعتبر أمرا مثيرا للقلق البالغ, موضحا أن تخوفه يرجع إلي إنقياد جميع الأطراف في مصر وراء هذه المشاعر المدمرة. وأشار الوزير النرويجي في تصريح لوكالة تيه أن بيه للأنباء النرويجية إلي تخبط المجتمع الدولي الذي أدان بوضوح القمع الأمني للمتظاهرين الإسلاميين في الأيام الأخيرة ولكنه لا يتفهم أسباب مساندة الأقباط والأطراف السياسية الأخري للحكم العسكري الحالي في مصر, بالرغم من الهجمات العنيفة التي تتعرض لها دور العبادة والمحال التجارية ومنازل المسيحيين. كما أشار في هذا الصدد إلي حالة الغضب المتزايدة في مصر تجاه العالم الخارجي بشكل يدفع المصريون إلي الانغلاق علي أنفسهم مما يعتبر أمرا غير صحيا ولكنه ليس مفاجئا, موضحا أن أغلب المصريين يشعرون بالامتنان لدور القوات المسلحة المصرية في توفير الحماية للمسيحيين وتعهدها باعادة بناء جميع دور العبادة التي تم احراقها علاوة علي وجود تعاون مشترك بين المدنيين وقوات الأمن لتوفير الحماية للكنائس في مختلف المناطق. وفيما يتعلق بإدانة الإخوان المسلمين لهذه الاعتداءات واتهامهم لقوات الأمن بمحاولة الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين, قال لارشن إن الإخوان المسلمين لديها مسئولية خاصة بالعمل علي تهدئة الوضع وإثبات أنهم ليسوا متورطين في هذه الهجمات غير المقبولة علي الأقباط بشكل أكبر بكثير مما فعلوه من قبل. وقد أدانت جورجيا الهجوم المسلح الذي وقع في19 أغسطس في شبه جزيرة سيناء وأودي بحياة26 من أفراد قوات الشرطة مؤكدة أن هذه الأعمال لا تسهم في حل المشكلة وسوف تعقد الوضع أكثر. من ناحية أخري التقي امس الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد ديديه رليندرز نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية البلجيكية الذي يزور مصر حاليا للاطلاع علي تطورات الأوضاع وجهود حل الأزمة الراهنة التي تشهدها. وأعرب وزير الخارجيه البلجيكية في تصريحات له عقب اللقاء عن الأمل في أن تعود العملية السياسية في مصر إلي مسارها الطبيعي وإلغاء حالة الطوارئ مشددا علي ضرورة إنهاء حالة العنف التي تشهدها مصر, مؤكدا إدانته للإرهاب الجاري في سيناء. من جانبه أوضح السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية أن لقاء العربي ورليندرز تناول مستجدات الأوضاع في مصر بالإضافة إلي جهود حل الأزمة السورية والمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وفيما يخص الوضع في مصر قال إن المسئول البلجيكي شرح للأمين العام للجامعة وجهة نظر الاتحاد الأوروبي إزاء الأوضاع علي الساحة المصرية, فيما قدم العربي بدوره شرحا لموقف الجامعة العربية والتضامن العربي مع مصر في وضعها الحالي لافتا الي أن هناك توافقا علي ضرورة إنجاح المساعي والتحركات في مصر لتصل إلي الاستقرار المنشود. وحول الشأن السوري أوضح أن الأمين العام للجامعة تحدث مع الوزير البلجيكي حول المأساة التي تشهدها سوريا حيث طالب في هذا الخصوص بتضافر الجهود للخروج من المأزق الجاري خاصة في أعقاب المجازر الوحشية التي جرت أمس وهزت العالم. وفي الشأن الفلسطيني قال بن حلي إن اللقاء تناول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وكيفية الضغط علي الجانب الإسرائيلي لإنجاح تلك المفاوضات.