المعروف: ماعرف الناس بأنه محبوب للشارع مفروضا كان أو غير مفروض, وقيل: ماحسنة الشرع, والمنكر: ماينكره الشارع محرما كان أو مكروها وهما كاتبان بالمغصوص والمعقول فمنه قول الله عز وجل ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون سورة آل عمران كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عنالمنكر السورة السالفة والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.. الأية سورة التوبة وآيات أخري في سور الحج وغيرها, وقول النبي صلي الله عليه وسلم من رأي منكم منكرا فليغيره,بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان أخرجه البخاري وغيره وأخبار صحيحة عديدة, واتفقت الأمة علي وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلا خلاف قاله الإمام ابن حزم رحمه الله تعالي وقد كان هذا في شرع من قبلنا لقوله سبحانه( إن ا لين يكفرون بآيات الله ويقتلون البنيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالي: دلت هذه الأية علي أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كان واجبا في الأمم المتقدمة وهو فائدة الرسالة وخلافه النبوة, وقال لحسن البصري رحمه الله تعالي من أمر بالمعروف أونهي عن المنكر فهو خليفة الله في أرضه وخليفة رسوله وخليفة كتابه وللشيخ محمد عبده رحمه الله تعالي كلام نفيس عن أهمية وقدر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يراجع تفسيرالمنار وآلية العمل بهذه الوظيفة الدينية التأسيس والاقتداء بسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم من نظيره الي عواقب الأمور فإذا رأي مفسدة صبر حتي يجد الفرصة المناسبة ويبين لصاحبها, من أمثلة هذا حل مسألة قبول أعرابي في مسجده بالصبر والأناة ووعظيه للرجل ونهيه للصحابة رصي الله عنهم عم زجرهم للأعرابي* وحلمه وحكمته في تعليم الجاهل الذي تكلم في الصلاة, والأمثلة كثيرة ولايوجد في تاريخ الإسلام شرطة دينية بخير الناس علي أنواع أو صور من الكفرامات دينية فلا إجبار بقول ولا إكراه لفعل ولا إيذاء كبدن بضرب أو حبس.. بل ادعوا الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن وتغير المنكر باليد إنما لولاة الأمور ومن يفوضهم من مؤسسات معنية وفق ضوابط, وتغييره باللسام إنما للعلماء والدعاة, أما غيرهم الإفكار القلبي, فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عمل دعوي وعظي إرشادي في المقام الأكبر جزء من التشريع الإسلامي