في مبادرة من حزب الوسط ذو المرجعية الإسلامية المعتدلة لنزع فتيل التوتر بين القوى الإسلامية والليبرالية وشباب الثورة، عقد اجتماع بين هذه القوى ومن بينها حركة 6 أبريل اليوم "الأربعاء"اتفقا فيه على جعل الجمعة القادم للتوافق والتوحد حول مطالب الثورة مع التأكيد على أن أمر فض الاعتصام هو حق للمعتصمين فقط. وشهد المؤتمر خلافات حادة حول الموقف من الاعتصام بميدان التحرير، حيث كانت الأكثرية قد أيدت فتح الميدان والشوارع المتفرعة منه والمؤدية إليه، غير أن ممثل حزب التجمع " الذي بدا كصوت نشاز " وقف وحده ضد هذا التوجه، وحرصا علي تجاوز هذه النقطة الخلافية تقرر ترك الأمر للمعتصمين لاتخاذ هذا القرار. ووجهت هذه القوى - في بيان صدر في ختام اجتماع دعا إليه حزب الوسط وعقد في مقره - التحية للمعتصمين في ميدان التحرير، وكل ميادين مصر على التزامهم بسلمية الاعتصام والتظاهر. وطالب البيان بتحقيق فوري وعلني فيما وقع من أحداث عنف مدبرة خلال الأيام الماضية، مشيرين إلى أن الاعتصام أسهم في تحقيق بعض المطالب المشروعة للثورة مع التأكيد على أن أمر استمرار الاعتصام من عدمه حق للمعتصمين وحدهم لاتخاذ قرار بشأنه، مع التأكيد على حماية المؤسسات العامة والمباني الحكومية ومصالح المواطنين. وأكدوا أن جمعة 29 يوليو هي جمعة توافقية نتوحد فيها جميعًا من أجل استكمال مطالب الثورة وأهدافها حتى النهاية، انطلاقا من الإرادة الشعبية ووحدة الصف وصولا إلى الاستقرار المنشود لكل المصريين. وشددوا على أن إعلان روح الأخوة والمحبة بين التيارات والقوى المشاركة هو هدف في حد ذاته، ومن ثم فإن المجتمعين يرفضون مطلقًا معاني وعبارات التخوين أو التخويف الصادرة من أي جهة سياسية أو إعلامية. وأكدوا أن الاجتماع هو بداية لبناء توافقي وطني مستمر حول إتمام تحقيق وتنفيذ مطالب وأهداف الثورة المشروعة وعلى رأسها. تفعيل ما اتخذ من إجراءات لصالح أسر الشهداء مع تحية الشهداء والمصابين وأسرهم. الشروع الفوري في تنفيذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق العدالة الاجتماعية مثل اعتماد الحدين الأدنى والأقصى للأجور وتحسين الخدمات المقدمة للمصريين. التطهير الفوري الشامل لكل مؤسسات الدولة من بقايا الاستبداد والفساد السابق وإعادة هيكلة المؤسسات على مبادئ ثورة 25 يناير. مطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعدم الانفراد باتخاذ القرارات والقوانين المشكلة لإدارة المرحلة الانتقالية والتشاور الجاد مع كل القوى السياسية والوطنية واحترام إرادتها استكمالا للخيار الديمقراطي. وكان لافتا وجود ممثل لشباب حزب التجمع وعدم حضور ممثلي جماعة الإخوان المسلمين الاجتماع، حيث أكد المهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط أن الدعوة وجهت للدكتور عصام العريان نائب رئيس الحرية والعدالة والقيادي في جماعة الإخوان المسلمين والدكتور محمد البلتاجي، إلا أنهما اعتذرا لظروف طارئة. وأكد ماضي أن حزب الوسط قرر المشاركة في جمعة 29 يوليو، بعد أن كان يطالب بتأجيلها، وذلك بعد أن حدث توافق بين القوى الوطنية على أنها جمعة للوحدة ولم الشمل. وأكد جورج إسحاق المنسق العام لحركة كفاية أن هذا يوم تاريخي وأنه لن يكون هناك دم بين المصريين في يوم من الأيام. من جانبه قال الدكتور صفوت عبد الغني، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية والمؤسس في حزب البناء، إنه لاصحة إطلاقًا لما نسب أن الجامعة الإسلامية تهدف إلى فض الاعتصام في التحرير، وقال إن بعض التصريحات حملت ما لاتحتمل وأضاف لقد أكدنا أن حق الاعتصام وحق التظاهر، هما حقان، لايستطيع أحد ينكرهما. وشدد على أن الجماعة الإسلامية تتبنى المطالب الوطنية وتؤكد حق التظاهر وحق الاعتصام وتؤيد المطالب المطروحة وعلى رأسها حق الشهداء في التعويض والعدالة الاجتماعية، وقال إننا لانريد لأي تيار أن يرفع أي شعار تلتف حول الخيار الشعبي لإيجاد حكومة منتخبة. وضم الاجتماع أحمد بلال من حزب التجمع والشيخ صفوت عبد الغني وصلاح حاشد من الجماعة الإسلامية، ومحمد عادل من 6 أبريل، وعمرو حمزاوي، وكيل مؤسسي حزب مصر الحرية، وأمين إسكندر، وكيل مؤسسي حزب الكرامة، ومن ائتلاف شباب الثورة ناصر عبد الحميد، وإبراهيم أباظة من الدعوة السلفية، وحاتم عزام، وعبد المنعم الصاوي من حزب الحضارة، وعدد آخر من القوى السياسية.