تنشر جريدة الأهرام في عددها الصادر اليوم الخميس، مقال الكاتب الصحفي محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير الجريدة، والذي ينشرة تحت عنوان: ضد "تسييس" نقابة الصحفيين. لايختلف صحفى واحد ينتمى إلى مهنة الكتابة ونشر الوعى على ضرورة توفير كل الضمانات التى تتيح لممارس المهنة أن يقدم للرأى العام صورة حقيقية عن واقعه وأن يدعم مصداقيته بالمعلومات والحقائق، ودور النقابة التى ينضوى تحتها كل من يعمل فى المهنة بشكل شرعى هو: أن تناضل من أجل توفير مناخ أفضل للممارسة الصحفية وأن تذود عن أعضائها عندما تتعسف السلطة أو تعوق عمل الصحفى فى إطار قانونى يمنح نقابة الصحفيين صلاحية التحدث باسم جموع الصحفيين. المقدمة السابقة من أجل أن أصل إلى بيت القصيد فيما جرى أمس فى مقر نقابة الصحفيين، حيث دعا مجلس النقابة إلى اجتماع عاجل تم توظيفه سياسيا فى قضية لم تكن تحتمل كل تلك المزايدات ودخلت على خط العمل النقابى قوى سياسية وعناصر من غير الأعضاء، اعتادت الوقوف على سلالم النقابة، فإذا بنا نجدها فى بهو وقاعات النقابة تحرك الأحداث وتفتعل الأزمات والصدام مع الدولة وتصبغ النقابة، بلون سياسى لايعبر عن مهمة مجلسها أو رأى غالبية أعضائها. إن العمل النقابى يأخذ معناه من منح الأولوية للارتقاء بالأداء المهنى وإعلاء شأن المهنة من خلال برامج محددة يحاسب من خلالها أعضاء الجمعية العمومية المجلس المنتخب عن ادائه للنهوض بالصحفيين.... مهنة الصحافة فى مصر فى أمس الحاجة لاستعادة رونقها من خلال إتاحة فرص التدريب والتحديث لأدوات الصحفى وليس لاستعراض «العضلات السياسية» لقلة فى مجلس النقابة وصلت إلى مقاعدها بأصوات تتوق إلى تحقيق نهضة فى الممارسة فى عصر يموج بالمتغيرات. نقف اليوم ضد مبدأ «تسييس» العمل النقابي، فى مهنة يعبر الصحفيون فيها عن آرائهم على صفحات الجرائد التى يعملون فيها ولايوجد مثيل فى نقابات الصحفيين المماثلة على المستوى العالمى مثلما هو موجود هنا اليوم, مع تأكيدنا على الإيمان المطلق بحرية العمل النقابى وضرورة أن تقف النقابات داعمة لاعضائها فى المقام الأول فى إطار من القانون وليس لحماية الخروج عليه. إن الزملاء والزميلات أعضاء نقابة الصحفيين المصريين لديهم اليوم مسئولية الذود عن المهنة فى مواجهة تشويه صورتهم أمام الرأى العام من خلال أفعال قلة تريد منبرا فى وسط القاهرة لإشعال الفتنة فى الوطن، بينما تنظر أغلبية ساحقة من المصريين إلى الأمر باعتباره عبثا ومراهقة سياسية تخصم من رصيد مهنة مثقلة بالخطايا التى يقترفها بعض المنتسبين إليها. كلمة أخيرة عندما اتخذ «الأهرام» موقفا مدافعا عن النقابة (حصن المهنة) لم يكن موقفا للمزايدة السياسية أو مع طرف ضد طرف ولكنه كان موقفا أصيلا يمثل الصحيفة الأم للصحافة المصرية والعربية، دفاعا عن حرمة النقابة.. أما وقد حاول البعض تسييس القضية وتحويل النقابة إلى سفارة لدولة أجنبية توفر ملاذا آمنا لمتهمين من غير أعضائها، فإن موقفنا هو نفس موقفنا عندما حاولت جماعة الإخوان اختطاف النقابة لمصلحتها. الصحيفة الأولى التى رعت على مدى عقود طويلة تطور العمل النقابى يعنيها أن تسترد نقابة الصحفيين وعيها بالإعلاء من شأن الممارسة المهنية ومحاسبة اعضائها وفقا لميثاق الشرف الصحفى (المعطل) ولا تريد أن تنجرف النقابة أكثر فى طريق لعبة سياسية خطرة تخرج أعضاءها من دائرة النقل الأمين للأخبار والمعلومات إلى انحيازات ليست فى مصلحة الوطن.