فور الإعلان عن عودة "صنافير وتيران" إلي السعودية، إلا واشتعلت حمي التحليلات والتوقعات والتخمينات حول أسباب التوقيت والاتفاق كله وتناول النشطاء فكرة ما أسموه ب"الاتفاق السعودي-الإسرائيلي السري" حتي كتب استاذنا الكبير عبد الله السناوي مقاله "توسيع كامب ديفيد". وأرجع الفكره لعام مضي تحدث فيه الرئيس السيسي إلي ما وصفه الأستاذ عبد الله ب"توسيع كامب ديفيد"! ورغم أن المنطق يقول إن أي تصرف في السياسه كما الحياة كلها له أسبابه وحيثياته الا أننا لم نفهم حتي الآن من كل ما كتب، الهدف من دخول السعودية طفا في اتفاق سلام مع إسرائيل.. ففضلا عن أن الرئيس السيسي تحدث عن توسيع "السلام" وليس "كامب ديفيد" التي تري مصر أن الزمن تجاوزها، بل أن الإجراءات علي الأرض يؤكد ذلك، إلا أن السيسي نفسه لم يقصد دولا بعينها بل ونص كلامه موجود لم يقصد إلا إحراج إسرائيل التي تراجعت عن كل تعهداتها تجاه الفلسطينين وتوقفت تقريبا عملية التسويه معها وتوقفت المفاوضات، بل وطلقات الفدائيين، في ظل أسوأ حاله للوضع الفلسطيني منذ الاحتلال الصهيوني للأرض العربية!. السؤال: ما الذي ستكسبه السعودية من الدخول في اتفاق سلام مع إسرائيل؟.. هل البقاء في معسكر أمريكي واحد؟.. القائل بهذا الكلام لا يدرك علي الإطلاق التحولات التي جرت ويتوقف عند سنوات مضت.. ففضلا عن مانشيت النيوزويك في سبتمبر 2013 وعنوانه "ال5 تصبح 14" ويقصد 5 دول عربيه وكيفية تقسيمها إلي 14 دولة، كان نصيب السعوديه فيها التقسيم إلي 4 دول، إلا أن العامين الماضيين جرت فيهما في الأمور أمور، حيث أنهي الاتفاق الأمريكي الإيراني أي فرصه للتحالف ضد إيران. وإسرائيل موجوده في الاتفاق ضمنا ولها مطالبها بين سطوره وبنوده، كما أن تصريحات ترامب الرئيس المحتمل للولايات المتحده ووصفه للسعوديه بأنها "البقرة التي يجب ذبحها بعد حلبها" ضربت كل أجراس الخطر في السعودية من رئيس؛ بالديمقراطية؛ قد يكون في البيت الأبيض بعد أشهر فضلا عن تلويح بفتح ملف 11 سبتمبر بما يسمح بمحاكمة مسئولين في الدول التي ينتمي إليها منفذو العملية وهو ما هددت السعودية علنا بسببه ولأول مرة، بسحب أرصدتها من البنوك الأمريكية. وأخيرا جاء الاستقبال والوداع الفاتر لأوباما في السعودية ما تلاه من تصريحات لرئيس المخابرات السعوديه الأسبق الامير بندر بن سلطان وإعلانه انتهاء الحميميه والتميز بين البلدين والمدهش تأكيده أنها "لن تعود كما كانت"!. فلأي سبب الآن -والآن تحديدا- تسعي السعودية لاتفاقيات مع إسرائيل؟!. المدهش أيضا، هو اأك تحتاج لتمسك الكتب المقدسه كي تقسم بأن عملية تيران وصنافير بدأت قبل ثلاثين عاما ووصلت ذروتها قي 1990 وتجددت في 2006 ثم 2010، لكي يصدقك الناس أو بعضهم ولم يكن وقتها هناك أي كلام لا عن توسيع ولا حتي تضييق كامب ديفيد أو غيرها!.