عند مدخل السويس القديم بمنطقة المثلث، بالقرب من ميدان جمال عبد الناصر، يلفت الأنتباه سور يمتد طوله حوالى 400 متر، توجد عليه رسومات و أشعار، وعلم السويس المعروف الأرضية الزرقاء و الشعلة. يطلق أهالي السويس اسم "سور الذكريات"، على الجدار الذي بدأت حكايته عام 1951 ، عندما دارت قريبا منه أحد أشهر معارك أبطال المقاومة في السويس ضد الإنجليز، وهي معركة ورشة "الوابورات" نسبة إلى الورشة الخاصة بالسكك الحديدية. اليوم في عيد السويس الذي يخلد ذكرى صد الجيش المصري والمقاومة الباسلة لهجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد وقف إطلاق النار سنة 1973، ينتظر السور من يمد له اليد ليحافظ على تراث ليس فقط عزيزا على السوايسة ولكن على كل المصريين. منذ عشر سنوات، تقدم الدكتور على محمد على رئيس قسم التربية الفنية بكلية التربية بجامعة السويس، والشهير ب "على السويسي"، بمبادرة للمحافظة تدعو لتجميل هذا السور، بما يليق بالمعركة الوطنية التى دارت على جدرانه ، ووافق اللواء سيف جلال محافظ السويس، آنذاك، على المبادرة، وقام الدكتور على محمد على بتجميل السور على نفقته الخاصة بأغاني لشعراء المقاومة في السويس كامل عيد، وعطيه عريان، وعبد العزيز عبد الظاهر. من بين هذه الأشعار، أبيات للشاعر عريان عطية: " تسلم ايدين السويس وللسويس وقفات ... من عصر كسر القرامطة للانجليز بالذات .... دي السويس يا مصر رجعت لها البطولات .... بطول وعرض الفضا والأرض والسموات ". حول الأسباب التى دفعت الدكتور على للقيام بهذه المبادرة يقول : شهد هذا السور معركة وطنية ماتزال في وجدان وذاكرة أهالي السويس، لكن أجيالا جديدة لم تعرف شيئا عن هذا التاريخ النضالي للآباء والأجداد، فكان مهما أن يكون هناك عمل يضمن حفظ هذه الذاكرة، ففي عام 1951 تصدى أهالي السويس مع عدد من قوات الشرطة لهجوم من قوات الاحتلال الانجليزي، واستشهد أحد رجال الشرطة، وأيضا سقط الشهيد "فريد زهران" وهو من رجال المقاومة الشعبية . السور يقع أيضا بالقرب من كفر أحمد عبده، وهي المنطقة التي شهدت نضالات، ومعارك باسله من أهالي السويس ضد الانجليز. يوجه الدكتور على محمد نداء إلى رجال الأعمال، والجهات التنفيذية في السويس باستكمال عملية تجميل السور، وتطويره بما يليق به، وإنشاء تمثال للشهيد " توفيق حسان" الذي استشهد عام 1973 ، عندما وقف خلف السور حامل سلاحه، واوقف دبابات العدوالإسرائيلي، القادمة عن طريق الإسماعيلية، من دخول السويس.