استحوذت أسطورة "أوزوريس" على إعجاب الشعب الفرنسي، حيث شهد "معرض آثار مصر الغارقة" إقبالًا هائلًا في العاصمة الفرنسية باريس، وقد تعرف الفرنسيون على عظمة التاريخ المصري الذي يثير شغف العالم وعشاق الآثار، وسوف يستمر حتى مارس المقبل، وينتقل بعدها إلى محطته التالية "بريطانيا"، وسيفتح أبوابه للجمهور بالمتحف البريطاني في مايو المقبل. وهذا المعرض هو واحد من المعارض المهمة التى تعيد إلى الأذهان صورة مصر التاريخية، وتحث الزوار على زيارة المواقع والمتاحف فى مصر، ويضم المعرض مجموعة فريدة من الآثار التى توصلت إليها عمليات التنقيب البحري التي أجريت على مدى السنوات الماضية في خليج أبي قير أمام سواحل الإسكندرية، بقيادة عالم الآثار الشهير فرانك جوديو، بالإضافة إلى تشكيلة نادرة من المقتنيات الأثرية التابعة لعدد من كبريات المتاحف المصرية، وتدور فكرته حول المعبود "أوزوريس" فى العصور الفرعونية واليونانية والرومانية وتستغل فيه الآثار التي تم الكشف عنها في الماء، بواسطة بعثة المعهد الأوروبي للآثار تحت الماء، سواء المخزنة أو المعروضة فى كل من متحف الإسكندرية القومى ومكتبة الإسكندرية، وهو مدعوم ببعض القطع الأثرية من المتحفين المصري واليوناني الروماني. وتعد إقامة المعرض في الوقت الحالي دعوة مهمة للسياحة إلى مصر، ولفت نظر الأجانب لزيارتها، ومشاهدة ملايين القطع الأثرية التي ليس لها مثيل في العالم، ومن الأدوار المهمة التي يجب أن تلعب دورًا في هذا الصدد، دور المراكز الثقافية المصرية في الخارج بعمل دعوة وتحريك للناس في البلاد التي يمثلون مصر فيها عن وجود حضارة عظيمة وقديمة مثل الحضارة المصرية. ومن أهم الآثار المعروضة تمثال بارتفاع خمسة أمتار لملك وملكة من العصر البطلمى، ولوحة هيراكليوم، وهي اللوحة التوأم للوحة نقراطيس المحفوظة بالمتحف المصري، بالإضافة للوحة أطلق عليها اسم هيركليوم انتشلت من موقع هيراكليوم، ومكتوبة باللغتين المصرية القديمة (هيروغليفية) واليونانية، وترجع لعصر بطلميوس الثامن. كما يتم عرض مجموعة من الرؤوس للمعبود سرابيس وتمثالين لملكتين بطلميتين مرتديتين ملابس إيزيس من موقع كانوب، أما من الميناء الشرقى فيعرض تمثال الكاهن، بالإضافة إلى مجموعة من التماثيل البرونزية الصغيرة، وبعض الأدوات البرونزية، إلى جانب مجموعة من الحلى والتمائم، ومجموعة أخرى من الآثار التى ترتبط ارتباطا وثيقًا بعبادة "أوزوريس" في العصور الفرعونية واليونانية والرومانية مثل عجل أبيس، وتمثال سرابيس الخشبى، وتماثيل أوزوريس وإيزيس وحورس على شكل إنسان أو صقر. إنها روعة الآثار المصرية التى تتطلب تعريفها لكل الناس في العالم.