نعى عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" و"تويتر"، رحيل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، الذي رحل عن عالمنا، اليوم الأربعاء، عن عمر يناهز 93 عامًا. من بين ما نشره الرواد، ما كتبه أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة إدارة "الأهرام"، عبر صفحته الشخصية بموقع "الفيسبوك"، إذ قال: "رحل أسطورة النبل والرقي الإنساني والرمز الأعظم للصحافة ولمؤسسة الأهرام.. المفكر الكبير محمد حسنين هيكل. رحل صوت العقل في وقت نحن أحوج ما نكون إليه. آخر الكبار يودع عالمنا بعد أن تجاوز عليه كل الصغار والأقزام وهوام الأرض ومن يحركونهم، رحل أسطورة الصحافة من عالم تدنى كثيرا وصار لا يستحق وجود مثل هذه القامات العظيمة.. رحل تاركا حزنا عميقا على الرمز والمعلم والصديق والإنسان". فيما كتب الروائي ناصر عراق، منشورًا رأى فيه أن سر عبقرية هيكل، عشق الحياة واحترامها والتعامل معها بجدية تليق بها، والانشغال الدائم والمدهش بحاضر مصر والوطن العربي ومستقبل أبنائه رغم تجاوزه التسعين، مُضيفًا: بغياب الأستاذ محمد حسنين هيكل تفقد الصحافة المصرية والعربية أهم رجالها في القرن العشرين. فقد كان الرجل أسطورة بحق من جميع النواحي حتى لو اختلفنا مع بعض أفكاره وآرائه. وأعتبر الكاتب الصحفي خالد جبر، أن هيكل أستاذ بحق حتى لو اختلف البعض معه، كان وسيبقى مثلا لكل الصحفيين، يتمنون لو وصلوا إلى بعض من نجاحاته وإنجازاته وكتاباته ورصيده من العظماء الذين عرفهم وحاورهم وارتبط بهم، رحمه الله. فيما نشرت الكاتبة فريدة الشوباشي، منشورا مُذيلا بصورة ضاحكة تجمعها ب"هيكل"، معلقة: وداعًا أستاذ الكلمة. ورأى الكاتب وائل قنديل، أن الصحافة لو كرة أرضية، فإن الأستاذ محمد حسنين هيكل كان القطب الشمالي فيها، ترفضه سياسيًا، لكنك لا تستطيع أن تنكر ريادته وفرادته المهنية، اللهم اغفر له وارحمه. الشامتون يمتنعون. ونعى الفنان خالد الصاوي، "هيكل"، بقوله: الأستاذ استأذن في الانصراف، وها قد رحل هيكل تاركا لنا تراثا سياسيا وفكريا ومدرسة صحفية عالمية، إنا لله وإنا إليه راجعون. فيما نعاه الإعلامي اللبناني نيشان، بقوله "الإعلام فقد هيكله". ونعاه السياسي حازم عبد العظيم، قائلا: رحم الله محمد حسنين هيكل، أصاب وأخطأ مثل جميع البشر، صدقته كثيرًا، ولم أصدقه كثيرًا أيضا، لكنه كان مدرسة، البقاء لله. وقال الفنان نبيل الحلفاوي: هيكل هو من أنشأ المراكز المتخصصة في الأهرام، رحمه الله، كان يكتب السياسة بأسلوب أدبي رفيع، عزاؤنا لأسرته وتلاميذه وللصحافة العربية. وأضاف السياسي الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح: خالص العزاء لأسرة هيكل، رحمة الله عليه، وللصحافة المصرية والعربية. وفي نعى عمر بطيشة، قال: وداعا للأستاذ، أنعى لكم أيقونة العصر، محمد حسنين هيكل، إنه عصر ينقضي، ولا عزاء للمشككين في وطنية الأستاذ. وقال الناقد الدكتور محمود عبد الشكور: اختلفت كثيرًا مع هيكل وكتاباته، لكنى لم اختلف أبدا حول هيكل الذي أعتبره أعظم صحفي عربي في القرن العشرين. أحد الفلتات النادرة.. لديه أسلوب أديب وحاسة مؤرخ وذكاء "جورنالجى" من الطراز الأول، بل إنه يتمتع بحس درامي مدهش فى الكتابة. الخلاف لا يلغى القيمة أبدا. هذا حق موهبتك العظمى وجهدك وحبك لمهنتك يا سيدي ربنا يرحمك يا أستاذ. وقال الكاتب مدحت عبد الرازق، إن "هيكل" من الشخصيات التي تركت في نفسه آثارا متناقضة. فلم يقتنع أبدا بآرائه السياسية ذات الثنائية المطلقة حول العصر الملكي أو 23 يوليو، ورغم ذلك لا ينكر أن كل الذين اختلفوا معه ظلوا منجذبين إلى مغنطيس عبقريته. تلك العبقرية التي دفعته إلى المسرح ليلعب البطولتين معا، فهو "الجان بريمييه" فى الصحافة، و"الصديق الشجاع" في السياسة. حتى الذين أرهقوا أنفسهم بتأليف كتب تدينه أو تفككه لم يكن ذلك إلا تعبيرا عن الإعجاب وإن اتخذ الوجه المعاكس. وأضاف" أنه شاهد على العصر منذ منتصف القرن الماضي إلى نهايته، كما كان عبد الرحمن الجبرتي شاهدا على عصر نابليون ومحمد على. لكن ما يميز هيكل عن غيره من كتاب القرون أنه هو نفسه يعد صانعا للتاريخ فى كثير من مراحله من وراء الكواليس. واستطرد: هو منظر الناصرية، مخترع مصطلحات تسربت بعد ذلك إلى قاموس تاريخنا الوطني، مثل "النكسة"، "حرب الاستنزاف"، "ثورة التصحيح" – وقد كان المخطط لها – وكاتب التوجيه الاستراتيجي للمشير أحمد إسماعيل بعبور قناة السويس صبيحة 6 أكتوبر 1973 .. وحامل الرسائل بين الأنظمة المحلية والقوى العالمية. حتى أضحى هو نفسه شخصية عالمية لا يشق لها غبار.. هذا الرجل كان يستطيع أن يتناول الغداء في بلاط الشاه، ثم يتعشى في اليوم التالي بضاحية "لو شاتو" بباريس في لقائه مع الخميني، ومع ذلك يظل محتفظا بصداقاته مع الجميع سواء مع رجال الإمبراطور أو كوادر الثورة الإسلامية، بحد قوله. كل الملوك والرؤساء يطلبون تحليلاته السياسية وعلاقاته الدولية. يرسلون إليه الطائرة الخاصة التي تنقله حيثما يشاء للبت في موضوعات تشغل أذهانهم. واعتبر محمد حسنين هيكل هو صانع النجومية لعدد من الرؤساء، وأحد رواد الفكر القومي.