قالت د.أمل الصبان، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة إن عام 2015 هو عام الأحزان الثقافية، على حد وصفها، فقد شهد رحيل رموز أدبية كبيرة، ومنهم سليمان فياض وخليل كلفت وفاطمة المرنيسي، وإدوار الخراط، مستعرضة سيرة الخراط الذاتية بوصفه من جيل الرواد وكاتبا تقدميا ثوريا. جاء ذلك خلال حفل تأبين إدوار الخراط الذي أقيم مساء اليوم بالمجلس الأعلى للثقافة، وأداره الروائي يوسف القعيد. وفي كلمته قال الدكتور حسين حمودة: إن "الخراط" في كتاباته التي نعرفها ببداياته وبانقطاعها لفترة ثم بتدفقها الغزير منذ "ساعات الكبرياء" حتى آخر ما كتب قبل الصمت الأخير، في هذة الكتابات على امتدادها، رفعت قيمة الذات المغدورة المهملة إلى قيمة الجماعة الكبري، فكانت كتابات "الخراط" الإبداعية واجتهاداته النقدية بالدرجة نفسها من الوعي الرهيف تسعى إلى فتح مسارات أخرى غير المسارات المطروقة وتطمح إلى التقاط مالم يلتفت إليه، ما نظر وينظر إلية باستسهال وإهمال، فكان مقاتلا من نوع فريد، ومناوئا هادئا ومقاوما لا ييأس للأفكار المعادية. وأوضح الكاتب يوسف الشاروني أن كتابات "الخراط" اتسمت بالاحتفاء الشديد باللغة وولعه بتطويعها لما يحقق مضمونها الإبداعي، ومجموعته القصصية الأولى "حيطان عالية" إحدى مجموعات أربع كانت ثورة على الإبداع القصصي التقليدي السابق عليها في الخمسينيات من القرن العشرين، وتختلف اختلافا جذريا مع مجايلهم يوسف إدريس، وفتحي غانم. واستعرض يوميات إيهاب الخراط، واستعرض فيها لمحات من حياة "الخراط" أبا وصديقا وأديبا، من خلال يوميات كتبها عن علاقته بوالده في البيت، ويومياته في المستشفي، حتى مثواه الأخير. ووصف الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومي للترجمة، "الخراط" بزعيم الأدباء المتمردين، مشيرا إلى أنه لم يكن أديبا مبدعا فحسب، بل كان ناقدا ومنظرا في الأدب، ومترجما كبيرا، لديه عمق فلسفي في كتاباته، ونوع من الغموض يستدعي التأويل، وموسوعة عريقة للاطلاع. فيما رأى الشاعر والناقد شعبان يوسف، أن سيرة وتجربة "الخراط" ستحتاج سنوات طويلة لإدراك معناها، قائلا إنه منذ أربعينيات القرن الماضي، قد دخل المعتقل كواحد من ممارسي الحركة الشيوعية، وظل مخلصا للفكرة، في كل كتاباته، وارتبط باليسار ارتباطا عميقًا، وليس ارتباطا شكليا أو انتهازيا. وقالت غادة الحلواني: "الخراط" شكل وطنا، أنصف الكتابة الهامشية والمهمشة والمتمردة واحتفى بها، فكان ملاذا للمغتربين، دون مقابل، ولهذا فقد فقدت الحركة الثقافية قلما رشيقا وعاشقا محتفيا بكل قيم الجمال والإبداع والفن، وحرمنا غيابه من ممارسة ثقاقة الاختلاف، واستيعاب الآخر، ومع ذلك ستظل أعماله هي ماسوف نعتمد عليه في المستقبل، بصفتها ذخيرة وثروة للفن والإبداع والتعددية. وقرأت الشاعرة اعتماد عبد الموجود، كلمة مرسلة من الروائي إبراهيم عبد المجيد، من فرنسا، يودعونه فيها، ويرثونه.