استقبل الأزهر الشريف اليوم بالتعاون مع جامعة الدول العربية وفدًا دوليًّا من القيادات الشبابية من أوروبا وكندا والولايات المتحد، وذلك للتعرف على دور الأزهر في تعميق و ترسيخ قيم المواطنة داخل المجتمع المصري. ونظم الأزهر محاضرة للوفد الشبابي بعنوان "بيت العائلة المصرية ودوره في التصدي لظاهرة الإرهاب"، ألقاها الدكتور كمال بريقع عضو مركز الحوار بالأزهر الذي عرف ببيت العائلة ومؤسساته والأسباب التي دفعت فضيلة الإمام الأكبر لإنشائه بالتعاون مع الكنائس المصرية بعد تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، ليقوم البيت بدعم اللحمة الوطنية وترسيخ مفهوم الانتماء وتعزيز ثقافة قبول الآخر والتعايش المشترك بين أفراد المجتمع المصري. وأضاف بريقع أن هناك العديد من المبادرات التي تشجب العنف صدرت من الهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، ولكن معظم هذه المبادرات لم تتبنى خطوات عملية لتفعيلها في مواجهة موجات العنف والتطرف، لذلك ظهرت فكرة بيت العائلة كترجمة عملية تعبر عن قيم ومبادئ المجتمع المصري والتعاليم والقيم السمحة التي يدعو لها الدين الإسلامي والمسيحي. وقام الدكتور كمال بريقع بفتح باب النقاش مع الشباب واستمع إلى العديد من الأسئلة التي دارت حول دور مركز حوار الأديان، وأسباب تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب، وكيفية مواجهتها. حيث أوضح فضيلته أن المركز نجح في خلق حالة من الحوار في المدارس الحكومية بمراحلها المختلفة، كما يعمل الأزهر على فتح قنوات التواصل والحوار مع العالم في المحافل والمنتديات الدولية لمواجهة هذه الظاهرة والتعريف بصحيح الدين الإسلامي وتعاليمه الوسطية التي تدعو للتعايش بين أبناء الأديان والثقافات المختلفة. كما استعرض الدكتور كمال مشاركة وفد الأزهر في المؤتمر الدولي لمواجهة داعش والتطرف العنيف في مقر الأممالمتحدة بمدينة نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، موضحًا أن الوفد الأزهري شرح لضيوف المؤتمر جهود الأزهر الشريف وإمامه الأكبر في مواجهة الأفكار المتطرّفة، والتي تُوِّجَت بمؤتمره العالمي الذي عقد في مطلع ديسمبر الماضي، ودُعي إليه كبار علماء المسلمين، ورجال الكنائس، وبعض الطوائف الأخرى ، كما اطلع الوفد الحضور على جهود الأزهر الدعوية من خلال قوافله في داخل مصر، وقوافل السلام التي أرسلها مجلس حكماء المسلمين ، إلى مختلف دول العالم؛ للتواصل مع الشباب وتوعيتهم بمخاطر الفكر المتطرف. وبعد انتهاء اللقاء قام الوفد الشبابي بزيارة إلى مرصد الأزهر الشريف ، والذي يقوم برصد ما تبثه التنظيمات الإرهابية من أفكار متطرفة والرد عليها ردودا علمية ونشرها على شبكات التواصل الاجتماعي وشبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، لتحذير الشباب من خطورة هذه التنظيمات وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي. يذكر أن هذا اللقاء تم تنظيمه بالتنسيق مع جامعة الدول العربية وذلك بموجب مذكرة التعاون الموقعة بين الجامعة ومنظمة الأممالمتحدة لتحالف الحضارات وبحضور الوزير المفوض سامية بيبرس، مسؤول تحالف الحضارات بجامعة الدول العربية ومنسق اللقاء والسادة المشرفين علي مرصد الأزهر.