تعالج رواية "أرض النبي" الصادرة عن دار ميريت للنشر للكاتب خالد إسماعيل مخاطر التعصب الديني في مصر وأسباب فشل خطاب التنوير في قرى الصعيد. وتدور الرواية بالكامل في منطقةالصعيد (طما، سوهاج) وزمنيا تمتد منذ بدايات القرن العشرين إلى شهور ما قبل خلع الرئيس السابق حسني مبارك. ويري مؤلفهاالصحفي خالد اسماعيل أنها محاولة للاجابة عن سؤال الطائفية وآلياتها والأطراف المحركة لها، فضلا عن طرح سؤال الهوية المصرية وما لحق بها من مخاطر. وتستعرض الرواية مخاطر الصراع بين أسرة المستشار "غراب الخولي" القريب من منهج الإخوان المسلمين في العمل بالمحافظات والأقاليم، و عائلة "صليب ميخائيل" القبطية المتطرفة التي تسعى على طريقتها لمواجهة مخاطر المد الإسلامي. وخالد اسماعيل صحفي وروائي من مواليد سوهاج بدأ نشر أعماله في التسعينيات ومن أبرزها "كحل حجر" و"غرب النيل" و"26 أبريل" "و"ورطة" و"الأفندي" و"العباية السوداء". ويشير إسماعيل إلى أنه انتهى من كتابة "أرض النبي" في الأسبوع الأول من سبتمبر الماضي ثم جاءت الأحداث التي تلت ثورة 25 يناير لتؤكد المخاطر التي أشارت إليها الرواية، مؤكدا أنه استعرض عبر تحولات شخوصها ما مر بالمجتمع المصري من تغييرات استبدل فيها مفهوم الهوية الدينية بالهوية الوطني. ويوضح أسماعيل أن الملمح الرئيس في الرواية جاء من اقتراب صاحبها من البيئة التي تستعرضها الاحداث، فالرواية تجري وقائعها بالكامل في الصعيد وفي قرى سوهاج وأسيوط التي شهدت في الثلاثين عاما الأخيرة العديد من أحداث الفتنة الطائفية ويشدد مؤلف "أرض النبي" على أن النص الروائي يدين إجمالا فكر التعصب بغض النظر عن مصدره الديني، كاشفا عن تحالفات الفساد التي مكنت من تسييد نموذج "رجل الدين المتطرف" كما تستعرض أسباب فشل خطاب التنوير وإقصائه عبر طرح نموذج المناضلة اليسارية لطيفة البوري التي تسعى لمواجهة التطرف وتأسيس مكتبة في القرية التي تدور فيها الأحداث إلى أن يتحالف عليها الأصوليون لطردها من القرية. ويكشف إسماعيل أن روايته شأن أعمال روائية أخرى سعت إلى دق أجراس الإنذار لكشف مواقع الفتنة وأسبابها لكنه اعتمد فيها على تقنيات سردية تقارب تقنيات الحكاية الشعبية التقليدية، واستوحى فيها الكثير من أشكال السرد الموجودة في ألف ليلة لطرح موضوع فكري في قالب غرائبي.