يبدو أن مستخدمي ألعاب الفيسبوك وتويتر، أرادوا لأنفسهم -ولو بشكل خاطئ- الانتقال من المفعول به إلى الفاعل، خاصة بعد أن ضاقوا بحكامهم الذين كتموا على أنفاسهم لفترات طويلة وحكموهم بقبضة من حديد ونشروا بين جنبات الوطن كل أنواع الفساد. حاصر معظم الحكام العرب شعوبهم ووضعوهم فى خنادق ضيقة، من الصعب الفكاك منها. وضعوهم في دور المفعول به فقط، تنفس الناس (المحكومون) الصعداء، في ظل الثورات التي تشهدها المنطقة العربية، ليرتقوا -من وجهة نظرهم- إلى مرتبة الفاعل الذي يقوم بالضرب والحرق والقتل للرؤساء المخلوعين والرموز الهاربين وغيرهم. هى لعبة، لكنها تعكس الكثير من المعانى الحقيقية، وتبين فى أى اتجاه نسير. تحت شعارات تقرؤها أو تستشعرها عند اللعب مثل:( أنت سيد قرارك)، و(هكذا تسخر الشعوب من الطغاة)، و(إلى مزبلة التاريخ) أطلق العديد من الشركات المتخصصة في إنتاج ألعاب إلكترونية، مثل شركة «تونزمانيا» التونسية، ألعابا أثارت جدلا واسعا بين مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بل وتباينا واضحا في آرائهم، نتج عن طبيعة الألعاب التي تحمل أسماء تبدأ ب (اقتل)، و(اضرب)، مثل:(اقتل الديكتاتوريين)" Kill dictator»، والتي تقوم على تصويب الطلقات النارية على رأس كل من الرئيس المصري السابق حسنى مبارك والرئيس الليبي معمر القذافى، والرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن على، وحتى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الذى ما زال فى الحكم لم يسلم من سهام اللاعبين الساخرين. الطلقات تخرج كالبرق، بما يتماشى مع ظهورهم واختفائهم السريع أمام اللاعب، ليحقق اللاعب نقاطا أعلى مع ارتفاع عدد الطلقات التي تصوب عليهم بنجاح.