ربما يأتي رمضان 2.15 ليؤكد منظومة قلب الموازين التي صاحبت الدراما المصرية في الأعوام الأخيرة، فلم يعد "النجم السوبر ستار" هو خاطف الأضواء الأعظم في شهر رمضان، بل أصبح هناك بطل خفي يتجدد بدماء وروح جديدة من عام إلى آخر. ذلك البطل الخفي هو السيناريو، وهو أحد المكتسبات الفنية التي أفرزت عنها الثورة، والتي أعقبها ظهور العديد من المواهب الشابة في مجال الكتابة، والذين نجحوا في التمرد على المعتاد عليه من كلاسيكيات الدراما وأحداثها التقليدية، ليجعلوا المشاهد يعيش أجواء من الإثارة والغموض ويفكر مع ذاته جاهدًا في البحث عن فك ألغاز العمل الدرامي. ويأتي في مقدمة هؤلاء، السيناريست محمد أمين راضي، الذي بدأ التعارف مع جمهوره في مسلسل "نيران صديقة" حيث نجح في خلق نمط جديد من الدراما، يمزج فيه بين الإثارة والجذب في متابعة الحلقات، بل يكلل نجاحه باستقطاب الجمهور لعمله بحيث لا يمكن أن يسقطوا حلقة واحدة من العمل لكونها تبنى عليها تفاصيل ما تليها من حلقات. ويشارك راضي هذا العام بمسلسل "العهد" والذي يضم عددا كبيرا من النجوم، منهم غادة عادل، كنده علوش، صبا مبارك، شيرين رضا، أسر يس، ويستكمل به خطوطه الدرامية التي بدأها الأعوام الماضية، حيث تدور الأحداث حول الصراع على السلطة من خلال قرية ملعونة تحكمها النساء. أما الكاتبة هالة الزندي، التي شاركت العام الماضي السيناريست مريم ناعوم في كتابة مسلسل "سجن النسا"، تشارك هذا العام بمسلسل "الكابوس" الذي تلعب بطولته الفنانة غادة عبد الرازق، وتبتعد فيه عن أجواء الطبقات الأرستقراطية التي خاطبتهم خلال الأعوام الأخيرة، حيث تجسد دور سيدة تمتلك مصنع لتدوير البلاستيك من المخالفات. ويخوض السيناريست محمد صلاح العزب، تجربته الدرامية الثانية هذا العام، مع الفنانة مي عز الدين بمسلسل "حالة عشق"، والذي تعود من خلاله مي لتجسيد الأدوار الدامية التي تحمل كثير من التفاصيل والأحداث. فقد استطاع الكتاب السيناريو أن يضعوا أنفسهم في حيز اهتمام الجمهور الشغوف لمتابعة نجومه المفضلين في كل عام، خصوصًا من نجحوا منه في تكوين ثنائيات مشتركة بينهم وبين من يعمل منهم من النجوم، ومن بين هؤلاء السيناريست مريم ناعوم التي تتعاون للمرة الثالثة مع الفنانة نيللي كريم في مسلسل "تحت السيطرة" بعد أن قدمتا معًا مسلسل ذات وسجن النسا. ويجدد النجم خالد الصاوي، هذا العام، تعاونه الثالث مع السيناريست محمد الحناوي في مسلسل "الصعلوك"، بعد نجاحات سابقة قدماها معًا في مسلسلي تفاحة آدم، وخاتم سليمان، وبالمثل بين السيناريست هشام هلال والفنان أمير كرارة الذي يقدم معه مسلسله "حواري بوخارست" بعد سلسلة من الأعمال الرمضانية هنا أنا عشقت، تحت الأرض، طرف تالت. ولعل رمضان هذا العام، قد يثمر عن تفجير طاقات عدد كبير من الممثلين الذي يخوضون دور البطولة المطلقة لأول مرة، ففي العام الحالي تخوض المطربة شيرين تجربتها الدرامية الأولى في مسلسل "طريقي" للسيناريست تامر حبيب، والذي يعطي للغنانة فرصة أخرى للنجاح، غير تجربتها الوحيدة في فيلم "ميدو مشاكل" والتي أعرب الجميع عن استياءه من أداءها في ذلك الوقت، وهو ما يعني أن "طريقي" بمثابة الحسم لمشوار التمثيل في حياة شيرين، ويصبح الركيزة الأساسية به هو السيناريو الذي قدمها به حبيب. الأمر ذاته مع النجم طارق لطفي، وربما تكون فرصته في البطولة المطلقة جاءته متأخرة رغم تفوقه على الكثيرين، ولكن لطفي هذا العام يخوض تجربته مع السيناريست عمرو سمير عاطف بمسلسل "بعد البداية" الذي يحمل كثير من أجواء الإثارة، وربما يكون هذا العمل سلاح ذو حدين للمؤلف والنجم معًا، حيث أن أجواء الغموض التي صاحبت عمرو سمير عاطف في كتابته ارتبطت بما قدمه الفنان يوسف الشريف من مسلسلات خلال الأعوام الماضية، لذلك فأن إقدام طارق لطفي على هذا النوع من الدراما مع عاطف تحمل تحدي من الكاتب مع بطله، حتى وإن كان الفنان قدمها بشكل مختلف العام الماضي ضمن مسلسل"عد تنازلي" كما أنها ترسم خريطته هو الآخر بالتفكير في تقديم أنماط متجددة من الدراما تبتعد قليلًا عن حصره في أعمال تقليدية كما كان في السابق.