تبقي قصيدة الخواجة لامبو في ديوان الزحمة، والذي كتبه الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي في ستينيات القرن الماضي من أهم ماكتبه الراحل في تاريخه الشعري عن شخصيات عاشرها عن قرب في بلدته قنا. كانت مواقع إلكترونية مصرية ادعت مساء أمس الثلاثاء في وقت رحيل الأبنودي أن الخواجه لامبو الذي يقصده الأبنودي هو الشاب محمد رمضان المخرج الذي مات على جبل سانت كاترين في سيناء نتيجة هبوب عاصفة ثلجية، والتي رحل على أثرها لعدم تحمله شدة البرد دون أن ينقذه أحد. "الخواجة لامبو مات .. الضباب كان بات ليلتها ع القزاز... كانت القرية اللى مات فيها الخواجة لامبو نايمة ع الجليد "هكذا صدح الأبنودي في قصيدته عن لامبو الذي ارتحل لقنا في عام 1936 هروباً من ويلات الحرب الأهلية الأسبانية، والتي استمرت لمدة 3 سنوات بين الجمهوريين، والانقلابيين بسبب الانقلاب على الشرعية الجمهورية الإسبانية في مدريد الذي قام به مجموعة من العسكر. الخواجة لامبو الذي مات في إسبانيا موطنه الأول كان من ضمن مئات النازحين من ويلات الحرب الأهلية الأسبانية ليستقر في وطن غير وطنه وبلدة غير بلدته وهي البلدة التي شهدت مولد الشاعر الأبنودي ليخلده بقصيدة شهيرة باسمه "الخواجة لامبو" التي يكشف فيها أوجه الصراع بين الأغنياء والفقراء في طبقات المجتمع. "كانت القرية اللى دايسة عليها أسبانيا ضلام من غير عيون فلاحين فقرا بلا غيط أو كانون إسبانيين بس فى شهادة الميلاد".. هكذا يوضح الأبنودي مصير صديقه الخواجة لامبو. مثل مئات النازحين الهاربين من ويلات الحروب والذين نشاهدهم علي الشاشات في عالمنا المعاصر حالياً هرب لامبو الأسباني وشقيقه الأكبر جوفان لمحافظة قنا هذا مايؤكده الباحث التاريخي ضياء العنقاوي ل"بوابة الأهرام" مشيرًا إلي أن الشقيق الأكبر جوفان قام ببناء فندق يحمل أسمه يحوي بار وصالة قمار ومطعم فخم في وسط مدينة قنا وهي المنطقة التي كان يصدح بها شقيقه الأصغر لامبو بموسيقي جيتاره ويسمعها أهالي قنا فيستمتعون بها. الفندق الذي يقبع في وسط مدينة قنا، والذي أسسه جوفان وشقيقه الأصغر لامبو شهد كثيراً من التطورات الغريبة والتي أدت إلي تحوله لسينما خاصة تدعي سميراميس تم تعرض لحريق هائل بعد رحيل الأخ الأكبر للخواجة لامبو إلي الإسكندرية، وتشرد الخواجة لامبو وإصراره علي الذهاب لموطنه في إسبانيا ثم موته وقيام الأبنودي بتخليده في قصيدته الشهيرة. يؤكد العنقاوي أن المكان تم بيعه حتي صار عمارة سكنية يطلق عليها عمارة المناعي حيث قام أهالي من قرية أبومناع بحري بشرائها وحملت هذا الأسم الذي تحمله حتي وقتنا الحالي دون أن يعرف أحد أن هذا المكان كان يصدح فيه الخواجة لامبو بموسيقاه الشهيرة التي كان يسمعها الأبنودي في صباه. لامبو حاصرته الديون ولكن لم يمل من الجلوس مع البسطاء والفقراء من أهالي مدينة قنا وحين أراد الرحيل رفض الذهاب مع شقيقه جوفان للارتحال إلي الإسكندرية وقرر الذهاب إلي موطنه إسبانيا اتي نازحًا مشردًا وذهب إليها أيضا محاصرًا بالديون. في ذات العام الذي كتب الأبنودي قصيدته عن الخواجة لامبو ترك مخطوطات بخط يديه بالكثير من القصائد ومجمل خطابات لدي صديقه في الطفوله والشباب جمال نصاري . أكد نصاري أن الخطابات التي كان يرسلها الأبنودي له صمم علي أن يتسلمها قبيل موته لتبقي بعض أشياء ثمينة لدي صديقه الذي يحتفظ بالكثير من أسراره والتي جعلت الأبنودي ذاته يقول له في أحد خطاباته "أنت ياجمال نعمة الله لي". علي الأرض السلام وقصائد آخري كتبها الأبنودي بخط يديه موجودة في خزانة العم جمال نصاري خريج كلية الفنون الجميلة والتي يحتفظ بها مثلما يحتفظ بصور للأبنودي تجمعهما مع بعضهما البعض . يقول نصاري ل"بوابة الأهرام" إن القصائد التي كتبها الأبنودي بخط يده بعضها لم ينشر لافتاً أن هناك قصائد كان يرسلها له من الإسماعلية بالبريد ليقوم هو بإبداء الرآي فيها، لافتًا أن الأبنودي كان يمتاز بالحيوية والنشاط وهي الحيوية التي جعلته لايكف عن اكتشاف الكثير من الشخصيات ويقوم بالكتابة عنهم بحس أنساني وشاعري راق. .