تحتفل إذاعة القرآن الكريم اليوم الأربعاء بمرور 51 عامًا علي نشأتها والتي كان لها ظروف وملابسات خاصة، فمع بداية الستينات من القرن الماضي ظهرت أول نسخة "مدهبة" من المصحف الشريف ذات ورق فاخر وإخراج أنيق لكن كانت الكارثة في احتوائها لتحريفات اعتبرها الأزهر الشريف وقتها "مقصودة" ومنها قوله تعالي " ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين "، وطبعوها مع حذف كلمة "غير" فأصبحت الآية تعطي عكس معناها تماما، و كانت هذه الطبعة، رغم فخامتها، رخيصة الثمن الأمر الذي ساعد وقتها علي سرعة انتشارها. وكان من الضروري مواجهة الأزهر الشريف ممثلًا في هيئة كبار العلماء، ووزارة الأوقاف وكانت وقتها تعرف بإسم "وزارة الأوقاف والشئون الإجتماعية" ممثلة في المجلس الأعلي للشئون الإسلامية، لهذا التحريف، وبعد مناقشات ومداولات بين الطرفين اتفقت جميع الآراء علي أن أفضل طريقة للرد على ذلك التحريف وحماية المصحف هو تسجيل صوتي للمصحف المرتل برواية حفص عن عاصم بصوت القارئ الشيخ محمود خليل الحصري، علي أسطوانات توزع نسخة منه علي المسلمين في جميع أنحاء العالم الإسلامي وكافة المراكز الإسلامية في العالم، وكان هذا هو أول جمع صوتي للقرآن الكريم بعد أول جمع كتابي له في عهد أبي بكر الصديق . وبعد أن أثبتت تلك التجربة عدم فاعلياتها نظرا للأوضاع المعيشية المتدنية التي كان يعاني منها العالم الإسلامي وقتها، فقد اتخذت وزارة الثقافة والإرشاد القومي، وكانت المسئولة عن الإعلام، قرارا بتخصيص موجة قصيرة وأخري متوسطة لإذاعة المصحف المرتل الذي سجل بصوت الحصري، ليصدح صوته، بعد موافقة الرئيس جمال عبد الناصر، صباح الأربعاء 11 من ذي القعدة لسنة 1383هجريا الموافق 25 مارس لسنة 1964، بمدة إرسال قدرها 14 ساعة يوميا تبدأ من السادسة صباحًا وحتي الحادية عشرة صباحا، ومن الثانية ظهرا وحتي الحادية عشرة مساء. ويرصد الدكتور فوزي خليل نائب رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق "رحمه الله" مراحل تطور الإذاعة في بحث بعنوان "إذاعة القرآن الكريم من القاهرة من الماضي إلى الحاضر والمستقبل" علي النحو التالي: - في الأول من رمضان لسنة 1385ه الموافق للرابع والعشرين من ديسمبر لسنة 1965م بدأت خطوة ثانية تهدف إلي تحقيق التنويع في الأصوات التي تقدم التلاوة ، فأنجزت الإذاعة المصرية مشروع تسجيل ثلاث ختمات مرتلة بقراءة حفص عن عاصم للقراء الثلاثة الشيخ مصطفى إسماعيل ، الشيخ محمد صديق المنشاوى، الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد، وبعد ذلك وفي عام 1967 م تم تسجيل ختمة مرتلة أخرى بصوت الشيخ محمود علي البنا. - شهدت محطة إذاعة القرآن الكريم في الثاني عشر من شهر ربيع الأول لسنة 1386ه الموافق للأول من شهر يوليو لسنة 1966م تطويراً في هدفها الإعلامي ومضمون رسالتها الإذاعية بإدخال عدة برامج جديدة تنبع مادتها من القرآن الكريم ومن سنة سيد المرسلين. - وقد بدأت إذاعة هذه البرامج بمدة إجمالية تمثل (5%) من نسبة عدد ساعات الإرسال ، التي كانت تبلغ أربع عشرة ساعة يوميا ، والباقي (95%) للقرآن المرتل. - وفي عام 1967م تم إدخال القرآن المجود بأصوات مشاهير القراء ، واحتل القرآن المجود بجانب القرآن المرتل مساحة مهمة في مضمون المادة الإذاعية بالمحطة ، وصارت تلك الخطوة نافذة تكشف عن عشرات المواهب من القراء الجدد الذين يتم اعتمادهم من قبل لجنة اختبار القراء والمبتهلين بإذاعة جمهورية مصر العربية. - في عام 1973م بدأت إذاعة القرآن الكريم تشارك البرنامج العام في إذاعة صلاة الفجر علي الهواء يوميا ، ومنذ عام 1977م أصبحت تشارك مع البرنامج العام في إذاعة صلاة الجمعة حيث يستمر الإرسال طوال يوم الجمعة ولا يتوقف في الحادية عشر صباحا كما هو مقرر كل يوم وبذلك دخلت فكرة الإذاعات الخارجية علي الهواء إلى إذاعة القران الكريم. - في عام 1973م ومع حرب العاشر من رمضان 1393ه السادس من أكتوبر شهدت إذاعة القرآن الكريم قفزة تطويرية في مدة الإرسال التي زادت إلي تسع عشرة ساعة يوميا بزيادة خمس ساعات عن الفترة السابقة، كما زادت نسبة مدة البرامج إلي عدد ساعات الإرسال يوميا لتشكل نسبة 30% ومن بين البرامج التي استحدثت في تلك الفترة " يا أمة القرآن، الرحمن علم القرآن، في رحاب القرآن ، لغة القرآن ، حقيقة القرآن". - في منتصف الثمانينات سجلت الإذاعة المصرية مصاحف مرتلة لعدد من القراء هم : أحمد نعينع ، محمود حسين منصور ، أحمد عامر، الشحات محمد أنور ، علي حجاج السويسي، محمود صديق المنشاوي. - وفي مايو 1994م بلغت مدة الإرسال لإذاعة القرآن الكريم أوجها حيث حيث قرر صفوت الشريف وزير الإعلام حينئذ استمرار إرسال شبكة القرآن الكريم على مدار الأربع والعشرين ساعة. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :