يحتفل محرك البحث الإلكتروني الشهير "جوجل" بالذكري 122 لمولد عملاق السينما الصامتة شارلي شابلن، الذي ولد في 16 أبريل عام 1889. ولد شارلي سبنسر شابلن في مدينة لندن بإنجلترا من والدين يعملان في مجال الغناء والتمثيل، وقد انفصل والداه قبل أن يبلغ الثالثة، فعاش شابلن مع أمه متنقلًا بين مسارح لندن، ولكن الحال لم يستمر طويلًا حيث تعرضت والدته لمشاكل في الحنجرة لتنقطع عن الغناء، ويتم إيداع شابلن في أحد الملاجئ مصارعًا الفقر. سافر شارلي شابلن إلى الولاياتالمتحدة الأميركية في عام 1910، ولكنه اضطر للعودة إلى أرض الوطن مع رفيقه فريد كارنو في عام 1912 ليبقي 5 أشهر فقط، عاد بعدها مهاجرًا إلى الولاياتالمتحدة ليسلك الفن طريقًا، وكعادة العظماء دائمًا لم يسلم شابلن من المشاكل، فجاء أول أفلام شابلن السينمائية بعد مرور عامين على هجرته، ففي 7 فبراير عام 1914 تقمص شابلن شخصيته الشهيرة "الصعلوك المتشرد" في فيلم "أطفال يتسابقون في فينس"، وقد لاقى الفيلم نجاحًا جماهيريًا منقطع النظير. كتب شابلن في مذكراته الشخصية موضحًا سر شخصية "الصعلوك" الشهيرة: لم أكن أملك أي فكرة بخصوص أي مكياج أضع، ففكرت أن يكون كل شيء متناقضًا، السروال الفضفاض، المعطف الضيق، القبعة الصغيرة والحذاء الكبير، وأضفت شنبا صغيرًا، وذلك ليضفي على الشخصية الكبر في العمر دون إخفاء تعابيري، لم تكن لي أي فكرة حول الشخصية، لكن في اللحظة التي ارتديت فيها الملابس وقمت بالماكياج أحسست بالشخصية، بدأت أتعرف عليها، وعندما دخلت ساحة التمثيل ولد الصعلوك. استمر شابلن في تمثيل شخصية "الصعلوك المتشرد" في جميع أفلامه، حتى أصبحت شخصية عالمية وتم اتخاذها كأيقونة لعصر السينما الصامتة، والطريف أن مع بداية إنتاج الأفلام الناطقة رفض شابلن وبشدة تحويل "الصعلوك" إلى شخصية ناطقة، فأنتج بنفسه الفيلم الصامت "أضواء المدينة"، قبل أن يتوقف رسميًا عن أداء هذا الدور بعد فيلم "العصور الحديثة" في 5 فبراير عام 1936، حيث بقى "الصعلوك" صامتًا قبل أن يفاجئ الجمهور وينطق مقطع من أنشودة فرنسية-إيطالية مع نهاية الفيلم. قدم شارلي شابلن أروع أعمله في فن الكوميديا السياسية في عام 1940 من خلال فيلم "الديكتاتور"، حيث جسد خلاله شخصية مؤسس النازية "أدولف هتلر" ولكن بطريقة ساخرة في وقت لم تكن أمريكا قد دخلت الحرب العالمية الثانية بعد، وقد لاقى الفيلم أثناء عرضه نبرة اعتراض حيث أعتبره البعض "مبالغًا"، ولكن مع اشتعال وتيرة الحرب أثبتت رؤيته صدقها بأن العقلية النازية لا يمكن تركها بدون أن تحاول أن تتحكم بالعالم. لم يحترف شابلن فن التمثيل فقط، فبالإضافة إلى تاريخ من الأعمال الفنية يقدر ب87 عمل سينمائى ومسرحي، كتب شابلن كل أعماله وأخرج 76 منها. وتعد أبرز المفارقات في حياة شابلن حصوله على جائزة الأوسكار عام 1973 عن فيلم "أضواء المسرح" بعد 21 عامًا من إنتاجه في عام 1952، حيث عللت لجنة التحكيم هذا الأمر، بأن الفيلم لم يعرض رسميًا بولاية لوس أنجلوس إلا عام 1972. توفي شارلي شابلن عام 1977 عن 88 عامًا، وقد قاله عنه برنارد شو "انه العبقري الوحيد الذي خرج من الصناعة السينمائية".