أقيمت بمقر دار العين بالقاهرة احتفالية بالكاتب السوداني حمور زيادة، الذي فازت روايته "شوق الدراويش" بجائزة نجيب محفوظ 2014. أدارت اللقاء الكاتبة عبلة الرويني، وحضرته الناشرة فاطمة البودي، والسفير السوداني بالقاهرة، وعدد من الكتاب والمبدعين والمهتمين. قالت الكاتبة والناقدة عبلة الرويني إن النشر في مصر ثم الجائزة أتاحا فرصة جيدة للقراءة والانفتاح على عالم هذا الكاتب، فالجسور مغلقة داخل السودان من ناحية صناعة النشر، والثقافة تعاني، وهو يعبر عن تلك الثقافة السودانية التي لا تصلنا بسهولة. وقالت عبلة الروايني إن حمور يتميز بالبساطة الشديدة فى طرح أصعب القضايا، وهذا ما يميزه. وقال الكاتب حمور زيادة في حديثه: عملت بمهن مختلفة، لكنني لم أجد نفسي سوى بالكتابة، لذا أتمنى أن أقدم شيئًا مهمًا من خلال كتابتي. وفيما يتعلق بتشبيه حمور بالطيب صالح، أشار إلى أنه يرتبط بصلة قرابة معه، كما أقام بقرية قريبة من كرامكول قرية الطيب صالح، موضحًا أنه له أسلوبه الذى يخصه. وقال إن أهم الأسئلة التي تؤرقه "الرمز"، وعلى القارئ أن يحاول تفكيك ذلك الرمز. وأضاف: لا أفضل أن أتحدث عما يشغلني. لكن يؤرقنى أن أحكى حكاية ممتعة للقارئ. لدي روتين ثابت، هو أنى أشرب قهوة مع الكتابة، وقد توقفت 7 شهور خلال كتابة الرواية، وقلت إنها غير ممتعة، ثم عدت إليها. ورأى سامح فايز أن حمور يكتب رواية بتكنيك مناسب للشباب، كتابته كلاسيكية تمتع النقاد والشباب معًا، لافتًا إلى أن أى كاتب رواية مطلوب منه أمران: الموهبة والفن. وحمور لديه قدرة جيدة على الحكى. من جانبه، قال الكاتب السودانى محمد نور: حمور بالنسبة لنا فتح كبير، قام بتوصيل الأدب السودانى، مضيفًا: لقد زرت السودان عام 2005 ووجدت أن الأدب هناك لا يخصنا، والسودان قطر مهمل، لذلك فإن فوز حمور تشجيع لآخرين في السودان. من جانبها تساءلت نسمة يوسف إدريس: لماذا لا توجد لدينا كتابة مثل الواقعية السحرية؟ ولماذا لا تتجلى لهذا النوع ملامح واضحة، رغم أنه موجود في تراثنا؟ يُذكر أن "شوق الدرويش" رواية تاريخية ملحمية تتميز بسردها لعالم الحب والاستبداد والعبودية والثورة المهدية في السودان في القرن التاسع عشر، وتجسد رحلة العبد السوداني "بخيت منديل" من السودان إلى مصر ومع جيوش المهدي ثم السجن في بلاده وحياته وحياة المحبوبة الإغريقية ثيودورا التي تقع ضحية عنف الثورة المهدية. بعدها تبدأ رحلة ذلك العبد للثأر ممن قتلوا محبوبته عندما حاولت الهروب إلى مصر. وقالت اللجنة في حيثيات منحها الجائزة: إن الرواية تصور الدمار الذي سببته الثورة المهدية على نحو مبهر من السرد والشعر والحوار والمونولوج والرسائل والأغاني والحكايات الشعبية والوثائق التاريخية، وحتى الترانيم الصوفية والابتهالات الكنسية وآيات القرآن والتوراة والإنجيل". وحمور زيادة كاتب سوداني من مواليد 1977، وهو أول كاتب سوداني يفوز بجائزة نجيب محفوظ وأصغر الفائزين سنًا، استقر بالقاهرة في العام 2009، وصدرت له مجموعة قصصية بعنوان "حكايات أم درمانية"، ثم رواية الكونج عن دار ميريت للنشر، التي حققت نجاحًا ملحوظًا، ثم أتبعها بمجموعة قصصية أخرى، عن الدار نفسها بعنوان "النوم عند قدمي جبل"، وأخيرًا صدرت روايته الفائزة بجائزة نجيب محفوظ "شوق الدرويش" عن دار العين للنشر. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :