أكدت وكالة أنباء شينخوا الصينية، أنه على الرغم من الاضطرابات السياسية والأمنية التي اجتاحت مصر في السنوات الأخيرة، فإن العلاقات الصينية المصرية لم تشهد أي تراجع يذكر ، بل على العكس، حيث تعززت وتوطدت علاقات البلدين الصديقين على نحو كبير في مختلف الصعد ، والمجالات ، مشيرة الى أن مصر تعمل على استعادة مكانتها المهمة ، التي تأثرت نتيجة ما شهدته المنطقة العربية من أحداث خلال السنوات الماضية، حتى باتت تحتل مكانة بارزة ومميزة في السياسة الخارجية الحديثة للصين. وفي هذا السياق يستهل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الاثنين، زيارة رسمية للصين، تحمل تطلعات كبيرة لكلا الجانبين الصيني والمصري ، ما يضيف زخمًا جديدًا للعلاقات الثنائية التي تجمع البلدين ، والشعبين الصديقين. وخلال زيارة الرئيس السيسي، من المتوقع أن يرتقي الجانبان بعلاقاتهما لنحو مستوى أعلى ، وذلك على أساس علاقات التعاون الاستراتيجي التي اقيمت في العام 1999، الأمر الذي يرمز إلى أهمية مصر المتزايدة في السياسة الخارجية الصينية. واليوم، تسعى الصين إلى تعزيز حضورها السياسي والاقتصادي والثقافي على الساحة الدولية لتتمكن من لعب دور أكبر يخدم القضايا الدولية، وذلك من خلال سلسلة من الخطوات الطموحة، خصوصا مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري للقرن ال 21 التي طرحت في العام 2013. وفيما تنهمك الصين في تنفيذ السياسة الخارجية الحديثة، تلعب مصر دورا بارزا ومميزا لا غنى عنه ، فمن ناحية العالم العربي، تحرص الصين على تعميق علاقات التعاون الاستراتيجي مع الدول العربية في جميع المجالات ، ضمن إطار منتدى التعاون الصيني العربي الذي مضت عشرة أعوام على تأسيسه. وفي المقابل، لا شك في أن ما تتمتع به مصر من مكانة مميزة لا بديل عنها في مجال التعاون الصيني العربي، سيشكل عاملا مهمًا لتحقيق ذلك بالنظر إلى مكانة مصر كقوة رائدة ومهمة في العالم العربي. أما على الصعيد الإفريقي ، فتحتل مصر الواقعة في شمالي إفريقيا مكانة استراتيجية مهمة ، إذ تتمتع بأهمية خاصة في عملية قيام الصين بتطوير علاقاتها مع القارة الإفريقية ، وخاصة في إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي الذي قدمت مصر مساهمات كبيرة لإقامته . ومن المعلوم كذلك، أسبقية مصر لغيرها من الدول العربية والافريقية في إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الصين ، ما يشكل وضعًا نموذجيًا في هذا الشأن. واليوم، تدخل العلاقات الصينية-المصرية مرحلة جديدة لتعزيز التفاعل والتعاون، ما يدفع بمصر للعب دور استراتيجي أكبر في الدول العربية والافريقية. وبالنظر لرغبة الصين في إيجاد ظروف مواتية، لتواصل تنفيذ سياستها الخارجية في العالم العربي وإفريقيا، أصبح الاستقرار في مصر مهمًا جدًا بالنسبة لها، الأمر الذي يدفع الصين بالتالي إلى تعزيز التعاون مع الدولة الإفريقية في شتى المجالات ، لمساعدتها على تعزيز الاستقرار السياسي والأمني فضلا عن توطيد العلاقات التقليدية الودية بين البلدين. وعلى ضوء هذا، فمن المؤكد أن زيارة الرئيس السيسي ستعزز الثقة السياسية المتبادلة ، والفوز التجاري المشترك بين الصين ومصر ، ما يرتقي بالعلاقات الثنائية بين البلدين ، والشعبين الصديقين إلى مستوى أكثر تطورًا ، يفتح مجالات التبادل المختلفة على آفاق أرحب.