قناة السويس، التى تقع فى شمال شرقى مصر وتربط بين البحرين المتوسط والاحمر وتحقق الملاحة المباشرة بين أوروبا واسيا افريقيا، تعتبر شريان اقتصاد مصر وممرا ملاحيا مهما للعالم، فى الخامس من اغسطس 2014 ،اعلن فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى تدشين العمل فى شق قناة السويس الثانية البالغ طولها 72 كيلو مترا، والتى تعد «فخرا لمصر الجديدة» ستحقق بعد انجازها تطورا شاملا للمناطق المطلة عليها ، وتساهم فى توطيد وتعزيز مكانة مصر كمحور رئيسى للملاحة العالمية. وفى الوقت نفسه تسرع الصين خطواتها فى تعزيز الانفتاح نحو المناطق الواقعة غربها وقد طرح فخامة الرئيس الصينى شى جين بينج مؤخرا مبادرة المشاركة الصينية العربية فى بناء «الحزام الاقتصادى لطريق الحرير البرى وطريق الحرير البحرى للقرن الحادى والعشرين» (الحزام مع الطق) ومبادرة ايجاد نمط التعاون 1+2 +3 (1 التعاون فى مجال الطاقة ، 2 التعاون فى بناء المنشآت الاساسية وتسهيل التجارة والاستثمار 3 التعاون فى ثلاثة مجالات هى الطاقة النووية والاقمار الاصطناعية وعلوم الفضاء والطاقة المتجددة) ان مصر والصين شريكان تعاونيان فى تطبيق استراتيجية «الحزام مع الطريق» الصينية وسياسات «الاتجاه شرقا» المصرية، حيث تتمتع مصر بمزايا جغرافية فريدة وتنتهج الصين حاليا سياسة التوازن فى الشئون الخارجية، ان مصر تفتح صفحة جديدة فى تاريخها ويمكن ان تستفيد من خبرة الصين فى مجالات الاصلاح والانفتاح ونمط التنمية وبناء المناطق الاقتصادية الخاصة، يمكن القول ان قناة السويس هى قناة مصرية توسع التعاون مع الدول الاخري، وان طريق الحرير هو طريق صينى يعزز العلاقات بين الصين والدول الاسيوية والافريقية . تتميز مفاهيم التنمية واهداف الكفاح للصين ومصر بالتلاحم والتكامل وتقع فى نفس الوادى رغم بعد المسافة الجغرافية، فى عام 2013، تجاوز حجم التبادل التجارى بين البلدين عشرة مليارات دولار أمريكى لأول مرة، مما جعل الصين أكبر شريك تجارى لمصر، وفى نفس الفترة تتطور أعمال توسيع منطقة السويس للتعاون الاقتصادى الصينى المصرى وتظهر زخاما كبيرا الحقائق الواقعية خير دليل على أن الصين ومصر يمكنهما تحقيق تكامل المزايا وتلاحم المشروعات فى كثير من المجالات، بما فيها الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة وتوليد الكهرباء والسكك الحديدية والاتصالات والموانى والخدمات اللوجستية وعلوم الفضاء وغيرها، وتتمتعان بإمكانات ضخمة للتعاون فى هذه المجالات سوف تتوسع محتويات التعاون الصينى المصرى وسترتقى مستوياته باستمرار فى إطار استراتيجية «الحزام مع الطريق»، وهذا يمثل تيار العصر ورغبة الشعب. الصين ومصر، باعتبارهما من الدول النامية، تواجهان نفس أهداف التنمية المتمثلة فى تطوير الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب، وتحملان على عاتقيهما نفس الرسالة التاريخية المتجسدة فى نهضة الأمة وازدهار الدولة، إن الحلم الصينى الذى يرغب الصينيون فى تحقيقه يتلاحم ويتشابك مع الحلم المصرى الذى يتطلع إلى المصريون لتحقيقه وأمام الفرص التاريخية، تتمسك الصين ومصر بمفاهيم حكم وإدارة متشابهة، تتجسد فى تحقيق الإصلاح والتنمية والاستقرار وتبذلان أقصى الجهود فى تحقيق الطموحات والمثل العليا لهما فى إطار التعاون والكسب المشترك. ربط طريق الحرير العريق بين الحضارتين الصينية والمصرية قبل أكثر من ألفى سنة، وأثناء حركات التحرر الوطنى المتلاطمة الأمواج للدول الآسيوية والإفريقية قبل أكثر من نصف قرن، أقامت مصر العلاقات الدبلوماسية مع الصين الجديدة تحت رعاية قادة البلدين ذوى الرؤى الثاقبة، مما جعل مصر أول دولة عربية وإفريقية تتبادل التمثيل الدبلوماسى مع الصين الجديدة، وفتح صفحة جديدة للعلاقات بين الحضارتين العريقتين، ومنذ ذلك الوقت، غدت الصين ومصر صديقتين عزيزتين وشريكتين جيدتين وشقيقتين حميميتين تتبادلان الثقة والدعم وتشارك كل منهما الأخرى فى السراء والضراء، وفى المستقبل، ستستكشف الصين ومصر مجالات واعدة للتعاون المثمر والكسب المشترك فى مسيرة الإصلاح والنهضة الوطنية، وستظلان نموذجا للتعاون الصينى العربي، والصينى الإفريقي، وتعاون الجنوب الجنوب. سيقوم الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيارة دولة للصين، وهى أول زيارة يقوم بها فخامته إلى الصين منذ توليه منصبه رئيسا لجمهورية مصر العربية، ستلعب هذه الزيارة دورا مهما لتطور العلاقات الصينية المصرية فى الفترة الجديدة حاليا، هناك فرصة تاريخية جديدة لتطور العلاقات الصينية المصرية، أنا على يقين بأنه مع تطور استراتيجية قناة السويس الجديدة واستراتيجية «الحزام مع الطريق»، ستشق العلاقات الصينية المصرية طريقا إلى مستقبل واعد أكثر إشراقا، مثل نسر يشق السماء. لمزيد من مقالات سونج آى قوه