أناب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، في مشاركة أهالي بورسعيد في احتفالاتهم بالعيد القومي للمحافظة، حيث التقى وكيل الأزهر اللواء سماح قنديل محافظ بورسعيد، وأكد، خلال اللقاء، الدور الباسل لأهالي بورسعيد في الذود عن حياض الوطن، منذ منتصف القرن الماضي. من جانبه، أكد اللواء سماح قنديل، دور الأزهر، مثمنًا الجهود التي يقوم بها فضيلة الإمام الأكبر من أجل استعادة الأزهر مكانته، التي تليق به. وعقب الزيارة، توجها إلى مسجد السلام، لأداء صلاة الجمعة، حيث ألقي وكيل الأزهر خطبة الجمعة، وأكد الدكتور عباس شومان، أن مصر والأمة الإسلامية بصفة عامة تحتاج في هذه المرحلة الخطرة إلي التئام الجروح، والتوحد، من أجل مواجهة الأخطار والمكائد، التي تحاك ضدها، مشددًا على أن هناك هجوما شرسا على الإسلام يأتي فى وقت تعيش فيه المجتمعات المسلمة في غفلة كبيرة، بين التناحر والتفرق والاختلاف، مطالبًا الشعب المصري بالالتفاف حول جيشه وشرطته وقادته، للذود عن الوطن، وحمايته من كيد المتربصين به. وقال د. شومان: إن أعداء الإسلام يعلمون جيدا مكانة مصر والأزهر الشريف كقلعة الوسطية، ويعملون ليل نهار من أجل إشاعة الفرقة وعدم الاستقرار بها، حتى ينالوا من الأمة الإسلامية كلها، لأن مصر بأزهرها قلب الإسلام النابض، مؤكدا أن الأزهر لهم ولفكرهم بالمرصاد، ولن ينال أحد من مصر مادام هناك الأزهر وهناك رجال بواسل، كما في محافظة بورسعيد، حائط الصد الأول عن الوطن. وأضاف: أن المولي عز وجل اختص أهالي بورسعيد، وجعلهم يحملون أمانة الزود عن حياض الوطن، والتاريخ خير شاهد على بطولات أبنائها، فكانوا في مقدمة الصفوف والشهداء، وفي مقدمة كل محنة من محن الوطن، فبذلوا الغالي والنفيس بطيب نفس، فداء للإسلام وللعروبة والوطن. ووجه وكيل الأزهر التحية من الأزهر الشريف لشهداء بورسعيد وأبنائهم وأحفادهم، الذين بذلوا التضحيات، وقاوموا الاحتلال الغاشم، وأخرجوه من أرض مصر، حاملا الخزي والعار. وأشاد وكيل الأزهر بالدور البطولي لنساء بورسعيد، فهن المدرسة التي أخرجت الأبطال وربتهم على العزة والكرامة، كما أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقد تحملن ما لا يتحمله أحد، حيث حافظن على أبنائهن وربوهن، فى أثناء التهجير، وأسهمن في المقاومة، فهن نموذج للمرأة المسلمة. وعقب أداء خطبة الجمعة، قام وكيل الأزهر ومحافظ بورسعيد، بوضع حجر الأساس لأول معهد أزهري للغات على مستوى الجمهورية، على مساحة 10 آلاف متر، حيث سيتم إنشاء 7 معاهد أزهرية للبنين والبنات. وأعلن وكيل الأزهر، أن هذا المعهد هو بداية لسلسة معاهد سيتم إنشاؤها في محافظات الجمهورية، لتدريس مناهج الأزهر باللغات الأجنبية، إيمانًا من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والإمام الأكبر شيخ الأزهر بأهمية تطوير التعليم الأزهري.