أكد دكتور حسام مغازى، وزير الموارد المائية والري، أن التعاون والاتصالات ودعم مصر لدول حوض النيل مستمر وقائم بغض النظر عن "اتفاقية عنتيبى"، موضحا أن الخلاف حول بعض بنود الاتفاقية لا يمكن أن يكون سببا في وقف التعاون أو بُعد مصر عن أشقائها في دول الحوض. وقال مغازى، في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم في ثاني أيام زيارته لجنوب السودان، إن هناك نقطتين محل خلاف في هذه الاتفاقية وبعض دول الحوض التى وقعت على الاتفاقية لم تصدق عليها حتى الآن، وهناك دعوات من دول الحوض بعقد مؤتمر تدعى إليه جميع دول الحوض، وبينها مصر والسودان، لبحث النقاط العالقة في اتفاقية "عنتيبى" وإزالة المخاوف المصرية والسودانية المتعلقة ببعض بنودها. وأكد وزير الري أن دعم مصر لمشروع بناء سد "واو" في جنوب السودان يوصل رسالة مهمة للأشقاء في دول حوض النيل أن مصر ليست ضد بناء السدود على مجرى نهر النيل, بل على العكس، فإنها مستعدة لتقديم الدعم في هذا المجال بشرط عدم الحاق أي ضرر بحقوقها التاريخية في نهر النيل. وأوضح أن مصر انتهت من استكمال الدراسات الخاصة بمشروع سد "واو" بتكلفة حوالى مليون دولار هدية من مصر لشعب جنوب السودان، وأنها تساعد الأشقاء في جنوب السودان في البحث عن جهات مانحة لتمويل بناء السد، مشيرا إلى سعته التخزينية 2 مليار متر مكعب. وأشار إلى اعتزام البلدين عقد مؤتمر عالمي في فبراير المقبل في جوبا للترويج لمشروع سد "واو" والبحث عن مقاولين وممولين. وحول وجود تأكيدات وضمانات من جنوب السودان بشأن التزامها باتفاقية نهر النيل قبل الاستقلال "اتفاقية 1959".. قال الوزير: إنه لم يتم التطرق لهذا الموضوع. وبشأن تطورات مفاوضات سد النهضة.. قال مغازى: إنه تم منح خمسة مكاتب استشارية مهلة تنتهى في 20 ديسمبر الجاري، ونتوقع عقب إجازات نهاية العام وأعياد الميلاد أن تجتمع اللجنة الفنية الثلاثية في الأسبوع الثاني من يناير كما كان مقررا فى العاصمة السودانية الخرطوم لاختيار أفضل العروض، مشيرا إلى أن عواصم الدول الثلاث سوف تتلقى العروض الفنية خلال الأسبوع المقبل في آن واحد، بينما تم الاتفاق على فتح مظاريف العروض المالية في اجتماع الخرطوم. وحول آفاق زيارة الوفد المصري لدولة جنوب السودان في هذا التوقيت قال وزير الري: إنها تهدف إلى تفعيل الاتفاقيات التى تم التوصل إليها بين وفد حكومة جنوب السودان المرافق للرئيس سلفاكير خلال زيارته لمصر أخيرا، من بينها اتفاقية تعاون فني بين وزارتي الري في البلدين وكانت تتضمن بناء القدرات في جنوب السودان وتلبية مطالب شعب جنوب السودان, واستكمال المشروعات القائمة. ولفت وزير الري إلى أن الزيارة تحمل رسالة صداقة وتعاون من حكومة وشعب مصر, يحملها الوفد المكون من 20 من الخبراء المصريين في مجالات الصحة "13 طبيبا متخصصا لمدة أسبوع في قافلة علاجية ومعهم 4 أطنان من الأدوية" وخبراء من الإسكان لمساعدة الأشقاء في تخطيط المدن وخاصة العاصمة جوبا في تخطيط وإعادة بنائها وكذلك خبراء من الري. وأشار إلى أنه تم وضع جدول زمني لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه،كاشفا أنه سوف يتبعها زيارات لمسئولين مصريين في وزارات أخرى لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه ونقله من الحيز الورقي إلى أرض الواقع.