تسببت الأدخنة المتصاعدة من 5 مصانع طوب، تم نقلها منذ 4 سنوات من مدينة رشيد إلى مركز إدكو فى تلف محاصيل المانجو والبلح المزروعة فى الأراضى المحيطة بالمصانع التى أقيمت وسط الأرض الزراعية. بدأت المشكلة منذ قيام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، بإعطاء تعليمات بتطوير مدينة رشيد، وهو ما استلزم نقل ورش الطوب، الموجودة على شاطئ النيل إلى أماكن أخرى، وتم الاتفاق على نقل المصانع إلى 100 فدان فى مدينة إدكو وسط الأراضى الزراعية، دون النظر إلى اعتراضات الأهالى. وقامت المحافظة بإعطاء تعليمات بنقل 3 ورش طوب من رشيد إلى إدكو، الأولى باسم محمد رفعت بكر نجل نائب مجلس الشورى عن الحزب الوطنى رفعت إبراهيم بكر، والثانية باسم محمود إبراهيم بكر شقيق النائب، والثالثة باسم عماد الدين على منسى، وصدر قرار جمهورى برقم 283 لسنة 2010 بتخصيص 100 فدان، و2 قيراط لصالح محافظة البحيرة لنقل قمائن الطوب الموجوده فى مدينة رشيد، بينما الوضع على الطبيعة يقول إنه يوجد حاليًا 5 ورش للطوب. بعد تشغيل الورش لاحظ الأهالى وجود تلف فى محاصيل البلح والمانجو أصابت نحو 1000 فدان بالمنطقة. يقول أحمد حسن محمد أحد المتضررين: فوجئنا بإقامة ورش الطوب وسط الأراضى الزراعية بحوض الرمال رقم 1، وحاولنا إيقافها بكل السبل و لكن لم نستطع مواجهة أصحاب النفوذ،الذين أقاموا هذه المصانع بدون ترخيص ودون تقنين للأوضاع. الغريب فى الأمر أنه عندما تحرك جهاز شئون البيئة بمنطقة الإسكندرية التابعة له منطقة البحيرة وحرر مخالفات لأصحاب المصانع لعدم التزامهم بالشروط البيئية، وتقدم أصحاب المصانع بشكوى لمحافظ البحيرة، وقامت الشئون القانونية بالمحافظة بمخاطبة الإدارة المركزية لشئون البيئة بالاسكندرية لوقف الإجراءات القانونية ضد المصانع لأنه تم نقلهم طبقا لقرار جمهورى، ولن يتم منحهم التراخيص قبل تقنين أوضاعهم بما يعنى أن هذه المصانع لم يتم تقنين أوضاعها حتى الآن. ويقول محمد رمضان صغار أحد المتضررين: فوجئنا بوجود عفن وبقع سوداء بثمار المانجو والبلح نتيجة التلوث الناتج عن دخان مصانع الطوب، فتقدمنا بطلب إلى الإدارة الزراعية بإدكو، وجاءت نتيجة المعاينة بأن الإصابات الموجودة بالمحصول نتيجة التلوث الناتج من المصانع، ورغم ذلك لم يستمع أحد لشكوانا ونتعرض لضغوط كثيرة نتيجة عدم قدرتنا على سداد مديونيات بنك التنمية بسبب تلف المحاصيل. وطبقًا للتقرير الصادر من قسم بحوث الفاكهة الاستوائية التابع لمعهد بحوث البساتين فى نوفمبر 2013 فإنه "تلاحظ وجود إصابات فسيولوجية على الثمار المكتملة بنسبة كبيرة، وهى عبارة عن بقع داكنة، بنية اللون وتؤدى إلى جفاف الثمرة وعدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمى، وترجع الأسباب الرئيسية لوجود مصانع الطوب بالقرب من البساتين من الجهة البحرية، مما يؤدى إلى تراكم عادم الأدخنة على النخيل القريب من موقع المصانع، حيث لوحظ أن أعراض الإصابة تقل ثم تتلاشى مع الابتعاد عن المصانع". وبهذا التقرير تعترف الجهات الحكومية بمسئولية المصانع عن تلف المحاصيل فى الأراضى المجاورة لورش الطوب. وفى النهاية يقول حسن عبد المجيد أحد أصحاب الأراضى المتضررين، يجب نقل هذه المصانع بعيدًا عن الأراضى الزراعية، وإقامتها فى مناطق صحراوية، لأنها تتسبب فى تبوير المئات من الأفدنة المزروعة بأجود أنواع الفاكهة منذ عشرات السنين، ولكن بسبب أصحاب النفوذ تم الإضرار بنا بحجة تطوير مدينة رشيد "فهل تطوير رشيد يعنى ذبح أصحاب المزارع بإدكو".