أكد الكاتب العراقي أحمد السعداوى الفائز بجائزة البوكر للرواية العربية لهذا العام عن روايته "فرانشكتاين" في بغداد، أنه لم يقتبس شخصية فرانشكتاين من أية رواية عالمية، لكنه استلهم حضور الشخصية في المجال العام. وقال: إن الأقليات الصغيرة عانت مع انهيار الدولة وهي صلتنا الأكيدة مع ماضي العراق وخسارتهم لا يمكن تعويضها. وأضاف خلال موتمر صحفي أعقب الإعلان عن فوزه بالجائزة: "لا أجد تفسيرا للسوداووية في النص، معتبرا أن شخصية "شي اسمه" بطل الرواية إشكالية، لأنها لا تعترف بتورطها في العنف" وأوضح السعداوى أنه صد اختزال عمله في شخصية البطل نفسها وبالتالي الرواية، تحتاج إلى قراءة منصفة، لأنها أكثر من طبقة سردية ومعرفية. شارك في حضور الموتمر الصحفي الدكتور سعد البازعي رئيس لجنة التحكيم والدكتور ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء جائزة البوكر العربية. ومن جهته أكد البازعي أن الرواية تتسم بتناول أقليات العراق، فضلا عن كشفها لتعقد الوضع العراق وعدد حيثيات فوزها "بسبب مستوى الابتكار في البناء السردي كما يتمثل في شخصية (الشسمه) وتختزل تلك الشخصية مستوى ونوع العنف الذي يعاني منه العراق وبعض أقطار الوطن العربي والعالم في الوقت الحالي. في الرواية أيضاً عدة مستويات من السرد المتقن والمتعدد المصادر.. وهي لهذا السبب وغيره تعد إضافة مهمة للمنجز الروائي العربي المعاصر". ونوه أحمد السعداوى إلى أن هناك شخصية مضيئة في الرواية وهي أم دانيال المسيحية العراقية التي قصد عبرها الإشارة إلى مشكلات طوائف العراق في الوضع الراهن. تحكي "فرانكشتاين في بغداد" قصة هادي العتاگ بائع العاديات في حي شعبي في بغداد والذي يقوم بتلصيق بقايا بشرية من ضحايا الانفجارات في ربيع 2005 ويخيطها على شكل جسد جديد، تحل فيه لاحقا روح لا جسد لها٬ لينهض كائن جديد٬ يسميه هادي "الشسمه"٬ أي الذي لا أعرف ما هو اسمه٬ وتسميه السلطات بالمجرم أكس٬ ويسميه آخرون "فرانكشتاين". يقوم هذا الكائن بقيادة حملة انتقام من كل من ساهم في قتله٬ أو على الأصح من قتل الأجزاء المكونة له. أحمد سعداوي روائي وشاعر وكاتب سيناريو عراقي من مواليد بغداد 1973. يعمل في إعداد البرامج والأفلام الوثائقية وسبق له أن شارك في عام 2012 في "الندوة" - ورشة الإبداع - التي تنظمها الجائزة العالمية للرواية العربية سنويا للكتاب الشباب الواعدين.