"إيتاليا" الغارقة في نهر النيل.. واقع أم خيال؟ هل حقا غرقت سفينة لنابليون هنا تحديدا في قرية البارود التابعة لمدينة قفط بقنا؟ وكيف أغرقها الأهالي والعرب الذين أتوا لمساعدتهم؟ وكيف يمكن انتشالها؟. الصيادون بالقرية يؤكدون أنهم حين يغوصون في أعماق سحيقة في النهر يشاهدون بعض بقايا سفينة نابليون بونابرت التى كان يطلق عليها سفينة "إيتاليا"، وهى السفينة التي أغرقها الجيش العربي وحركة المقاومة المصرية فى 3 مارس عام 1799م، وهو اليوم الذى تتخذه المحافظة عيدًا قوميًا لها من كل عام. عبد الناصر البارودي، أحد سكان القرية قال ل"بوابة الأهرام"، إنه منذ سنوات صرحت المخرجة فريدة عرمان بأنها تتمنى أن تنتج فيلمًا تسجيليا عن هذه الموقعة، التي كانت شاهدة على الصمود العربي، ولكن دعوتها لم تلق صدى من وزارة الثقافة التي كان من المفترض أن تقوم بإنتاجه. وأوضح البارودي أن مسمى قرية "بارود"، جاء نسبةً إلى مادة البارود لكثرة القنابل التى كانت تطلقها مدافع الفرنسيين على الأهالي والعرب الذين قدموا لمساندتهم عبر البحر الأحمر، وانتصروا في النهاية، وتم بناء نصب تذكاري كتحية لذكرى صمود القرية الخالد، وتعبيرًا عن امتنانها لإخوانها العرب. الدكتور إبراهيم الدسوقي، أستاذ الجغرافيا بجامعة جنوبالوادي وابن القرية، أكد أن القرية قديمًا كانت تسمى قرية "بقطر كما" وصفها ياقوت الحموي، وهى القرية التي خرج منها الأديب النحوي أبو عثمان البقطري والذي ذكره أبو الفرج الاصفهاني في كتابه ووصفه بأنه "من أوثق الرواة"، وكانت بينه وبين السفاح أبوالحجاج الثقفي قصة معروفة. وأضاف الدسوقي أن أهلها من قديم الزمان يمتهنون مهنة الصيد إلا أن تاريخها القديم أشد رسوخًا، ففيها يوجد الطريق السلطاني الذي مر عليه جيش صلاح الدين الأيوبي لإخماد فتنة الشيعة، وهو إلى الآن موجود في طريق وادي الحمامات. استغرب الدسوقي من أن بعض المثقفين من أبناء قنا الموجودين في القاهرة دائمًا ما يكتبون في الصحف أن قرية أبنود هي القرية التي شهدت إغراق السفينة "إيتاليا" التي كان يتفاءل بها نابليون، وانهمر في البكاء على أسوار عكا حين سمع بغرقها، وذلك على الرغم من أن المصادر الفرنسية أمثال لاجونكييه وديزيه لاكروا، وكذلك عبد الرحمن الجبرتي، والمخطوط اليمنى والذي خطه المؤرخ المعاصر للأحداث لطف الله بن الجحاف، كل هذه المصادر تؤكد أن نيل قرية البارود كان مسرحًا لموقعة إغراق السفينة "إيتاليا". أوضح الدسوقي أن الجغرافيا لعبت دورًا مهمًا حيويًاً لمساعدة العرب في الانقضاض على الأسطول الفرنسي، واستخراج السفينة سيكون خدمة عظيمة للسياحة والثقافة.