أعلنت المخرجة إيناس الدغيدي أنها تعمل حاليًا على إنجاز مسلسل تليفزيوني جديد تدور أحداثه حول شخصية الممثلة المصرية الراحلة "كاميليا" (1919- 1950) التي رحلت في حادث تفجير طائرة ركاب متجهة إلى روما فوق الأراضي المصرية لا تزال تفاصيلها غامضة حتى الآن. وقالت الدغيدي لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إنها عقدت جلسات عمل مطولة مع مؤلف المسلسل علاء حيدر للبدء في مراحل التنفيذ خاصة وأن النص كان مكتوبًا كفيلم سينمائي قبل أن يتفقا على تحويله إلى مسلسل تليفزيوني نظرًا لطبيعة الأحداث التي تضمها القصة والفترة الزمنية الهامة التي تدور فيها. وتعد كاميليا شخصية شهيرة ليس فقط لكونها ممثلة معروفة في الأربعينيات من القرن الماضي ولكن نظرًا لشبكة علاقاتها الواسعة والشائعات التي أثيرت حولها وبينها اتهامها بالتجسس لصالح إسرائيل وعلاقتها القصيرة بالملك فاروق الثاني والفنان الراحل رشدي أباظة وانتهاء بحادث مقتلها الغامض. ولم تحدد الدغيدي حتى الآن اسم الممثلة المقرر أن تقوم بدور كاميليا في المسلسل رغم أن لديها- حسب قولها- عددًا من المرشحات المصريات والعرب كما لم تحدد بعد موعد بدء التصوير أو أماكن التصوير المقرر أن تكون في عدة دول عربية وأجنبية. وقال المؤلف علاء حيدر ل (د. ب. أ) إن المسلسل يكشف تفاصيل تعلن للمرة الأولى حول السنوات الأخيرة في حياة كاميليا مستمدة من وثائق فرنسية سرية اطلع عليها خلال عمله كمدير لمكتب وكالة الأنباء المصرية الرسمية في باريس تظهر على عكس الشائع أن الفنانة المسيحية كانت تتعاون مع جهات الأمن المصرية في كشف شبكات الجاسوسية الإسرائيلية وأن ذلك ربما كان سببًا في مقتلها. وأوضح حيدر أن كاميليا جاهدت طويلاً لإثبات ديانتها المسيحية حيث ولدت في مدينة الإسكندرية لأم مصرية مسيحية وأب فرنسي مسيحي كان يعمل خبيرًا في قناة السويس حملت منه أمها دون زواج ليغادر مصر إلى إفريقيا للعمل قبل أن تولد مما جعل أمها تتزوج تاجرًا يهوديًا ميسورًا هو فيكتور ليفي كوهين لتربية ابنتها وهو الرجل الذي حملت الفتاة اسمه لاحقًا. ومن المقرر وفقًا للمؤلف أن تبدأ أحداث المسلسل بقصة مولد الفتاة "ليليان فيكتور ليفي كوهين" وهو الاسم الحقيقي لكاميليا ثم علاقتها بالممثل والإعلامي أحمد سالم أول من اكتشفها كممثلة وعلاقتها بالفنان المصري الكبير يوسف وهبي الذي اشترى حق استغلالها الفني من أحمد سالم بثلاثة آلاف جنيه وهو رقم باهظ في هذا الوقت. ويستعرض العمل تفاصيل قصة الحب العنيفة التي جمعت كاميليا بالفنان المصري الكبير رشدي أباظة والتي انتهت بمقتلها في تفجير طائرة "تي دبيلو إيه" الأمريكية في 31 أغسطس 1950 بعد أن تواعدا على الزواج فور عودتها من رحلة إلى سويسرا وفرنسا. وقدمت كاميليا خلال 4 سنوات فقط هي كل مسيرتها الفنية 19 فيلمًا سينمائيًا أولها "القناع الأحمر" 1946 وأشهرها "بابا عريس" و"إمرأة من نار" و"صاحب الملاليم" و"فاتنة" و"القاتلة" و"المليونير" و"الطريق إلى القاهرة". لكن شهرة كامليا لم تكن بسبب عملها بالفن وإنما بسبب علاقاتها السياسية وأبرزها علاقتها بالملك فاروق التي لم تدم طويلاً وكانت سببًا وفق ما أشيع وقتها في أزمة بين الملك وزوجته الأولى الملكة فريدة والدة بناته الثلاث بعد شائعات تحدثت عن إمكانية زواج الملك من كاميليا أملاً في أن يرزق منها بولد ذكر يرث عرشه. ويرى مؤلف المسلسل أن جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" وراء مقتل كاميليا بتفجير أول طائرة مدنية في تاريخ الطيران المدني بقنابل موقوتة، معتبرًا أن السبب في ذلك كان منعها من إطلاع السلطات المصرية على تورط الممثلة اليهودية الراحلة راقية إبراهيم في خطة التخلص من عالمة الذرة المصرية سميرة موسى (1917- 1952) التي قتلت في ظروف غامضة أيضًا في الولاياتالمتحدة بعد أقل من عامين على مقتل كامليا. ويرصد المسلسل واقعة صدور أوامر من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر عقب الإطاحة بالملك فاروق بوقف حملات تشويه الملك فاروق عن طريق استغلال علاقته بكاميليا بعد تأكده أن كاميليا رفضت التعاون مع إسرائيل ضد مصر وقدمت معلومات عن جهاز الموساد الذي تأسس قبل مقتلها بعام واحد. ويستعرض المسلسل تفاصيل الحياة في مصر خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي وخاصة العلاقات المتشابكة بين اليهود المصريين وكيف كان الأثرياء منهم أمثال "بنزيون" و"عدس" و"صيدناوي" متمسكون بالبقاء في مصر في حين كان اليهود الفقراء يفضلون الهجرة إلى إسرائيل. ويظهر في الأحداث الكثير من مشاهير تلك الفترة في مصر في كل المجالات وبينهم أنور وجدي وليلى مراد ورشدي أباظة ويوسف وهبي إضافة إلى الملك فاروق وأركان نظامه والضباط الأحرار وكبار رجال الدولة والعديد من الأثرياء.