مع بلوغه سن الخامسة والتسعين، استعاد الدكتور عبدالقادر حاتم، أول وزير للإعلام في حكومة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ذاكرة الماضي، وتحدث ل"بوابة الأهرام" كاشفا لأول مرة عن تفاصيل إنشاء مبنى لاتحاد الإذاعة والتليفزيون في هذا التوقيت. وتذكر "حاتم" الذي احتفل أمس بعيد ميلاده الخامس والتسعين، الصعوبات التي واجهته عندما كلفه "عبدالناصر" بإنشاء "ماسبيرو"، وطلب منه وقتها بعرض خطة تشييد المبنى، وأخذ رأي وزراء الحكومة في هذا الأمر. وقال "تحدث المهندس سيد مرعي وزير الزراعة في ذلك الوقت، وقائلا أرفض تماما إنشاء مبنى التليفزيون، لأن الفلاح المصري لو انشغل بالسهر ومشاهدة البرامج التليفزيونية، فإنه من المؤكد إنه لن يذهب فى الصباح الباكر لري أرضه والعمل بجهد وإخلاص في خدمة الأرض التي يقوم بزراعتها"ي .وتابع عبدالقادر: " ثم تحدثت مع وزير الصناعة وقال من المستحيل تلبية مطالب إنشاء المشروع الضخم لأن مصانعنا ليست مؤهلة لذلك ، ثم تحدث وزير التعليم وقال إنه في حاجة لأي دعم مادى لبناء مدرستين لتعليم أبناء الطبقة الفقيرة أفضل من بناء مبنى للتليفزيون، وكان آخر المتحدثين د.عبد المنعم القيسوني وزير الاقتصاد في تلك الحكومة الذي أيد إنشاء مبنى التليفزيون، وقال إنه سينقل مصر إلى مصاف الدول المتقدمة التي تتمتع بوسائل إعلام متطورة". وأضاف د.عبد القادر حاتم: "وبالفعل وافق عبد الناصر على تنفيذ المشروع، ووضع جدولا زمنيا لبناء المبنى وصدق د.القيسونى على توفير الدعم المالى لإنشاء المشروع. وقال الحمد لله أنشئ مبنى التليفزيون ونجح البث التجريبي للبرامج، وفوجئنا بأعداد كبيرة من الفنانين العالميين يتقدمون بطلبات للظهور على شاشة التليفزيون المصري الذي يعد أول تليفزيون في منطقة الشرق الأوسط، يتم تدشينه، وكان في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر". وأضاف "قدم التليفزيون برامج شاملة من برامج توعية وإرشاد للمزارعين وبرامج تعليمية في جميع المراحل التعليمية، وبرامج للأطفال وفوازير رمضان التي اشتهر في تقديمها ثلاثي أضواء المسرح". وأشاد د. عبد القادر حاتم بالجهود التي بذلها العديد من الإعلاميين من أجل تقديم برامج على شاشة التليفزيون، ومنهم ماما سميحة وليلى رستم وسمير صبرى وتماضر توفيق وسامية صادق كما أشاد بجهود د.درية شرف الدين وزيرة الإعلام الحالية في بداية عملها والتحاقها بالتليفزيون المصري.