قال الدكتور حازم الببلاوي، رئيس مجلس الوزراء، إن حكومته "حكومة وقتية"، وإن هذا النوع من أصعب الحكومات، خصوصًا أنها انتقالية ويجب عليها الانتقال بالبلد من وضع إلى آخر، وفي الوقت نفسه، يجب أن تحظى بثقة الشعب وهذه عملية صعبة جدًا. وأضاف الببلاوي، خلال لقائه مع الإعلامية منى الشاذلي، في برنامج جملة مفيدة علي قناة "إم بى سى مصر"، أن المشكلة الأكبر التي كانت تواجه حكومته هي الأمن وضرورة استقرار الأوضاع، لأن الحكومة تولت والأمن غير موجود، وكان هناك أمور ليس فيها جدال، فلا يمكن أن تعمل حكومة دون عودة الأمن، وكان واضحًا أن فض اعتصام رابعة والنهضة لن يكون سهلًا. وتابع رئيس الوزراء أن الحكومة لم يكن ممكنا أن تسير في خارطة الطريق ووضع دستور وإجراء انتخابات وإصلاح اقتصادي دون فض اعتصامي رابعة والنهضة، خصوصا أنه كان واضحا أنها أعتصامات ليست سلمية، وبالتالي كان قرار مجلس الوزراء بضرورة فض الاعتصام وتم تكليف وزير الداخلية بذلك، ولم يعد هناك إمكانية للانتظار، خصوصًا أنه كان هناك عدد من الوسطاء من الداخل والخارج ولم يكن فيها أي اقتراحات بناءه وكلها كانت تنظر للخلف مثل عودة الرئيس السابق ومجلس الشوري. ولفت الببلاوي إلى أن الحكومة وصلت لمرحلة فاصلة وكان يجب فض الاعتصام وتم اجتماع للدفاع الوطني، والدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية، وقال في هذا الاجتماع: "لابد أن نعطي فرص أكبر للمحاولات التي تتم"، ولكن الوضع العام لم يكن يحتمل، وبالتالي قرار فض الاعتصام تم بالإجماع ما عدا صوت البرادعي الذي كان متسقًا مع ما يؤمن به وأنا أقدر موقفه ولا ينبغي أن يوجه له أي إساءة أو تشهير، وشدد رئيس الوزراء على أن الموقف الدولي كان معبئًا وعدم استقالة البرادعي لم تكن تؤثر في هذا الموقف الدولي ويري الببلاوي أن حظر التجول هو إجراء احترازي لحماية المجتمع، وأن الحكومة تقوم بتخفيضه كلما هدئت الأمور وأتصور أن هذا الحظر لن يستمر كثيرًا. وفيما يخص عدم حل حزب الحرية والعدالة حتي الآن، قال الببلاوي إننا في دولة قانون والحكومة حريصة علي ذلك، وهناك قانون للأحزاب ومن يخالفه يطبق عليه هذا القانون وفق مواده فإن "الحل ليس الحل" وإنما تطبيق القانون، فهناك فرق بين وضع استثنائي مؤقت ووضع غير استثنائي فقط، فإننا نطبق أشياء استثنائية مؤقتة. وأكد رئيس الوزراء أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي ورجال القوات المسلحة قاموا بدور هام جدًا في مصر، حيث إن الحركة بدأت شعبية شبابية، انضم لها الشعب وأيدها الجيش، وإنجاز ثورة يناير ويونيو هي عودة مصر لأبنائها وانتهاء الحكم العسكري للأبد، رغم أن الجيش سيكون له دائمًا دور مهم في كل مرحلة، فإن القادة العسكريين أنفسهم يرون أن الخاسر الأكبر من الحكم العسكري هم العسكريون. وكشف الببلاوي عن أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي لم يكن له أي دور في اختيار الحكومة، وقال: "أول ما كلفت بتشكيل الوزارة وحتي حلف اليمين لم ألتقي السيسي ولم نتحدث في التليفون ولم يكن هناك أي تنسيق فيما يخص الوزارة، ما عدا الوزارات التي يجب أن يتم اختيارها بموافقة الجيش، مثل وزارة الإنتاج الحربي مثلا، ولم يكن هناك أي تلميح من قريب أو بعيد أثناء تشكيلي للحكومة. وشدد رئيس الوزراء علي أن المصالحة ليست صفقة، فإنها يجب أن تكون للمستقبل وليس الماضي، فلو كنت تريد المصالحة يجب الاعتراف بأن هناك واقعًا جديدًا قد حدث وثورة قامت، وأن هناك سلطة راغبة في وجود حياة جديدة، ويجب أن نبني قدرًا من الوفاق على الكليات دون فرق بين أحد. وفيما يخص عودة جهاز أمن الدولة، قال الببلاوي إنه لا يوجد أحد يريد لبلده أن تكون ضعيفة فيجب وجود جيش قوي يحمي حدوده ويجب أن يكون لدينا جهاز قوي يحمي أمننا الداخلي، ولكن يجب أن يكون جهاز أمني قوي ونظيف دون انتفاء أي صفه منهما، فلا يمكن أن يكون ضعيفًا ونظيفًا، ولا يمكن أن يكون قويًا وغير نظيف، فأي دولة لا يمكن أن تقوم بلا جيش وأمن داخلي.