بعيدًا عن الفوضي التى شابت المؤتمر الخاص بإعلان تأسيس جبهة "30 يونيو"، والذى عقد اليوم الأربعاء بمركز إعداد القادة، تخلل المؤتمر عدة هتافات عكست غضب الحضور من النظام الحالى والرئيس محمد مرسي، فضلا عن كونها لخصت الدوافع التى بسببها تكاد تندلع موجة جديدة من الثورة فى 30 يونيو. فالمؤتمر الذى بدأ بوقفة حداد على أرواح الشهداء وانتهى بهتافات تطالب بالقصاص لهؤلاء الشهداء ولغيرهم من المصابين الذين فقدوا أعينهم وقدرتهم على ممارسة الحياة بشكل طبيعى فى سبيل ثورة ظنوا أن تضحياتهم لن تذهب هباء وانها ستنصفهم يوما ما إلا أنهم لم يجدوا التعزية لما فقدوه ولا حتى الإنصاف. ولعل ذلك اتضح بشدة مع إلقاء الناشط أحمد حرارة لكلمته بالمؤتمر والتى أكد فيها على وجود معتقلين ومصابين وشهداء كثيرون لا يعرف أحد أسمائهم، موجها اللوم للإعلام لكونه اختزل القضية فى بعض الأسماء والوجوه مكتفيا بتسليط الضوء عليهم وتجاهل الآخرين الذين لا تقل تضحياتهم بطولة عن هؤلاء، مطالبا الشعب بالحراك المستمر والخروج فى 30 يونيو للدفاع عن حقوقه والتمسك باستكمال ثورته ومطالبها. فكان رد الحضور عليه هو هتافات "وحياة عينك يا دكتور يوم 30 هيغور هيغور " ، "ثوار أحرار.. هنكمل المشوار"، " يوم الاحد العصر ..الثورة هتحكم مصر". رد الفعل نفسه تكرر مع السيدة سامية والدة الشهيد محمد الجندى فبعد إلقائها كلمتها الحماسية تجاوب معها الحضور مرددين هتافات مثل: "ثورة ثورة من جديد" ، "دم الشهدا مش قربان للإخوان والأمريكان"، "سامع أم شهيد بتنادى..عاوزة حقى وحق ولادى"، "يا نجيب حقهم.. يا نموت زيهم"، "الشعب يريد إسقاط النظام"، "يسقط حكم المرشد"،. كان سيد الموقف والهتاف الرئيسى خلال المؤتمر بالإضافة إلى هتافات مثل: "إحنا السلطة واحنا الشعب"، "باطل.. باطل.. الإخوان.. باطل"، "محمد مرسي..باطل"، "هشام قنديل.. باطل". وهوما عكس غضبا تجاه هيمنة جماعة الإخوان المسلمين ورفضا للحكومة الحالية التى عجزت عن تلبية احتياجات المواطنين و حل مشاكلهم اليومية فى ظل تمسك الرئيس مرسي بها على الرغم من مطالبات من القوى السياسية المختلفة بإقالتها. ولم يبتعد الحكم الذى أصدرته محكمة استئناف الإسماعيلية فى قضية هروب المساجين من وادى النطرون عن المشهد فى المؤتمر وهو ما اعتبره الكثيرون دليلا دامغا على تورط جماعة الإخوان المسلمين فى القضية بتنسيقها مع "حماس " وحزب الله" لتهريب مجموعة من أعضاء تلك الجماعات والجهاديين بالإضافة إلى قيادات الإخوان ومن بينهم الرئيس محمد مرسي، بغض النظر عن موقف هؤلاء القانونى وسبب احتجازهم، فتعالى هتاف "يا مرسي يا هربان.. مكانك ورا القضبان " خلال المؤتمر.