قال مسئولون ومحللون في قطاع الاتصالات في مصر، إن الشركة "المصرية للاتصالات"، مشغل الاتصالات الثابتة الوحيد في البلاد، ستواجه منافسة شرسة من جانب شركات الهاتف المحمول، حال حصولها على ترخيص يسمح لها بتقديم الاتصالات المحمولة. وتستعد مصر لطرح رخص متكاملة للاتصالات، أمام الشركات العاملة في السوق، مطلع يوليو القادم، حسبما قال عاطف حلمي وزير الاتصالات في تصريحات له مؤخرا. وتسمح رخصة الاتصالات المتكاملة للشركة تقديم كافة خدمات الاتصالات من ثابت ومحمول وإنترنت، فيما قالت "المصرية للاتصالات" المملوكة للدولة بنحو 80%، والنسبة الباقية مطروحة في البورصة المصرية، إنها تعتزم الحصول على هذه الرخصة. وقال ياسر رضوان، محلل قطاع الاتصالات في مصر، :" حصول "المصرية للاتصالات" على موطىء قدم في سوق المحمول لن يكون بالأمر السهل، فى ظل المنافسة الشرسة مع شركات المحمول الثلاث". وأضاف رضوان، :" هناك معوقات عديدة على رأسها التواجد وسط منافسة شرسة بالسوق". ووفقا لتراخيص الاتصالات المتكاملة، تحصل المصرية للاتصالات، حال حصولها على الترخيص ، على دقائق المكالمات من شركات المحمول لتعيد بيعها لعملائها. ويرى محللون أن المصرية للاتصالات ستواجه شروطا من جانب شركات المحمول تتعلق بتسعير المكالمات لدى إعادة بيعها. وقال مسئولون في شركات المحمول، إنهم يعتزمون تحميل "المصرية للاتصالات" ضريبة مبيعات على المكالمات المباعة إليها حال الترخيص لها بتقديم خدمات الاتصالات المتكاملة، فيما وصفه عاملون في قطاع الاتصالات بأنه محاولة لتقويض مساعي مشغل الاتصالات الثابتة في مصر لمنافسة شركات المحمول. وقال أشرف حليم، نائب رئيس شركة "موبينيل" للشئون التجارية، إن الشركة لن تتحمل ضريبة المبيعات البالغة 15٪، عند قيامها ببيع دقائق المحمول إلى الشركة "المصرية للاتصالات". وأضاف حليم، أن تحصيل هذه الضريبة من المصرية الاتصالات، يجعلها تحصل على دقيقة المحمول بسعر لا يقل عن 15 قرشا للدقيقة. وطرحت شركات المحمول في الفترة الأخيرة عروضا، بلغت فيها تعريفة الدقيقة إلى 14 قرشا للدقيقه ما يعادل 2 سنت. وقال نائب رئيس شركة "موبينيل" للشئون التجارية :" نستطيع تحمل ضريبة المبيعات فقط عن عملاءنا، وعلى المصرية للاتصالات تحمل تلك الضريبة عن عملاءها أو تحميلها لهم". وقال خالد حجازي، نائب رئيس شركة فودافون مصر،:" حتما سنناقش تسعير الدقيقة قبل الشروع فى بيع المكالمات للمصريه للاتصالات". لكن محمد النواوى، الرئيس التنفيذي للمصريه للاتصالات قال :" لدينا خطة تجارية لمواجهة المنافسة المحتملة مع المحمول"، دون أن يكشف عن تفاصيل هذه الخطة. وقال النواوي :" سنقدم خدمات متكاملة من محمول وثابت وانترنت للعميل الواحد وبالتالي يمكننا تقديم أسعار تنافسية، مقارنة بالخدمات المنفردة التى تقدمها شركات المحمول". وحسب إحصاءات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تراجع عدد مشتركي الهاتف الثابت إلى 8.6 مليون مشترك بنهاية فبراير الماضي، مقابل 10.8 مليون مشترك في نهاية نفس الشهر من عام 2007، بانخفاض 25.5%. وقال محمود الجوينى، عضو مجلس إدارة الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، :" إن الجهاز سيتدخل لضبط أسعار السوق، وحماية عامل المنافسة بين الشركات فور دخول مشغل رابع لسوق المحمول.