طوال الشهور الماضية ظهرت اعلانات على قنوات فضائية للترويج للمنشطات الجنسية بصورة مستفزة غريبة على مجتمعنا .. والأغرب أن وزارة الصحة تؤكد أنه لايوجد منتج واحد منها حصل على الترخيص. فلم نتصور - مثلا - أنه سيأتي اليوم الذي نجلس فيه وسط أبنائنا لمشاهدة ماتش كورة أو مسلسل أو أحد برامج التوك شو ويأتي فاصل إعلاني للترويج عن منتج جديد للمنشطات حاملا ايحاءات جنسية فاضحة وعندما تريد أن تهرب وتغير القناة إلي قناة أخري تجد إعلانا مماثلا يتضمن عبارات أكثر خدشا للحياء. يؤكد الدكتور صابر غنيم وكيل وزارة الصحة للتراخيص الطبية أنه لا يوجد ترخيص واحد صدر لتلك المنتجات وكل من يقومون بالترويج لها مخالفون ونطبق عليهم القانون سواء بتحويلهم للنائب العام أو إيقافهم عن العمل. موضحا أنه يجب على من يملك عقارا أو مستحضرا طبيا جديدا التوجه إلي "ادارة العلاج المستجد" والتي بدورها تشكل لجنة لبحث الدواء والتأكد من سلامته وإثبات إذا كان سليما من عدمه وإذا تم الموافقة عليه يتم بيعه من خلال الطرق الشرعية. الدكتور سيد العباسي رئيس إحدي القنوات الفضائية يقول هناك حدود لا يجب أن نتخطاها من الأخلاقيات فى مجتمعنا فنحن لسنا فى مجتمعات مثل تركيا أو لبنان ومن الناحية الإعلامية هناك معايير يجب مراعاتها فى تقديم الإعلان فيجب أن يوضع في التفكير الجمهور المستهدف ووقت إذاعة الإعلان وتكرار الإعلان وهل يتم فى أوقات متقاربة ،وكذلك اليوم الذى يعرض فيه وإن كان فى وسط الأسبوع أو يوم الإجازة وفى مثل هذه الإعلانات لا بد ألا تعرض فى الوقت الحيوى الذى يشاهده أكثر شريحة وكذلك المسلسلات التى توضع بها ويضيف كما يجب مراعاة لغة الخطاب هل هو كلام مباشر أو مستتر يزيد الفضول عند البعض ويتساءل هل مرت هذه المنتجات على تجارب طبية أم مجهولة المصدر وفي حالة حدوث ضرر إلى من سوف نتوجه ويقول الدكتور مصلح عبد الرحمن أستاذ طب الأسرة بجامعة قناة السويس إن الإعلانات التليفزيونية ينبغى أن تخضع للرقابة من خبراء تربويين ونفسيين خاصة وانها تدخل علينا دون استئذان وبعضها يحمل بين ثناياه قيما سالبة خاصة لدى المراهقين والصغار فهناك إعلانات تخاطب الغرائز مثل الإعلانات عن المنشطات والمقويات وتعرض فى صورة قد تخدش حياء المشاهد بما تتضمنه من تلميحات بالصورة والصوت والرسوم. ويضيف أنه فى الدول الأوروبية لا يسمح بالتعرى علنا فى الشوارع داخل المدن والأحياء السكنية ،وتوقف الشرطة من يفعل ذلك بتهمة خدش الحياء ،و نحن نعيش داخل مجتمع متدين ولا يوجد عاقل يرضى بالخلاعة والعرى علنا وعلى مرأى ومسمع المجتمع بما فيه من أطفال ومراهقين فالحرية لاتعنى إيذاء الآخرين بنشر ثقافة العرى والخلاعة وقلة الحياء. ويشدد علي ضرورة خضوع كافة الإعلانات لرقابة خبراء فى علم الاجتماع والتربية وعلم النفس حتى تنقى هذه الإعلانات من القيم السالبة والشوائب السلوكية التى يكون لها تأثير على صغار المتلقين لأن هذه الفئة فى الأغلب هى التى تتابع الإعلانات. ويؤكد الأطباء أن المنشطات حتي وإن كانت حاصلة علي ترخيص وسليمة طبيا يجب أن يتم تناولها بعد استشارة الطبيب المختص،بما يتماشي مع الحالة الصحية لمن يتناولها وهل لديه أمراض قلب وضغط مرتفع،ثم يسمح له بالنوع الذي يتلاءم مع حالته الصحية.