أعلن عالم الفيزياء النظرية البريطاني الشهير، ستيفن هوكينج، انضمامه للحمة الأكاديمية لمقاطعة إسرائيل، بانسحابه من مؤتمر علمي بالقدس يستضيفه الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز يعقد يونيو المقبل، وذلك احتجاجاً علي معاملة إسرائيل للفسطينيين. وكان هوكينج، 71 عاماً، المنظر الفيزيائي الشهير وأحد أبرز علماء الفيزياء علي مستوي العالم، قد قبل دعوة لحضور المؤتمر السنوي الخامس، الذي يقيمه الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز تحت عنوان "مواجهة الغد"، والمقرر عقده في يونيو المقبل، والذي يستضيف شخصيات عالمية رفيعة المستوي ويجذب آلاف المشاركين كل عام. وقدم هوكينج فرضه النظري العبقري حول الثقوب السوداء عام 1971 إذ أثبت أن الثقوب رياضياً وعبر النظرية النسبية لأينشتاين أن الثقوب السوداء التي حيرت العلماء لها بداية في الزمن وله كتابين شهيرين حققا أعلي المبيعات علي مستوي العالم منذ صدورهما وهما "الكون في قشرة جوز" و"تاريخ موجز للزمن"، وكلا الكتابين مترجم للعربية. وهوكينج قعيد ولا يستطيع الكلام وهو مصاب منذ كان عمره 21 عاماً، بمرض التصلب العضلي الجنبي وهو أحد الأمراض العصبية الحركية، وهو مرض لا علاج له، واستطاع هوكينج رغم حالته المرضية المستعصية هذه أن يتفوق علي أبرز علماء الفيزياء في العالم يقوم في ذهنه بأكثر العمليات الحسابية تعقيداً. وأرسل هوكينج الذي يمر بحالة صحية سيئة، خطاباً للرئيس الإسرائيلي الأسبوع الماضي، يقول له فيه أنه غير رأيه ولكنه لم يعلن ذلك علي الملأ، ولكن تصريحاً صحفياً من اللجنة البريطانية للجامعات الفلسطينية نشراليوم الأربعاء بموافقة هوكينج ويقول أن قرار هوكينج جاء بشكل مستقل وأنه يحترم مقاطعة إسرائيل أكاديمياً بناءاً علي معرفته بفلسطين. ويعد قرار هوكينج نصراً كبيراً لحملة مقاطعة وتعرية ومعاقبة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية. وخلال الأربعة أسابيع التي أعلن فيها هوكينج عن موافقته علي حضور المؤتمر، أمطر هوكينج بسيل من الرسائل من بريطانيا وخارجها لمحاولة إقناعه بتغيير رأيه، وفي النهاية قام هوكينج بحسب ما أخبر به اصدقاءه بالاستماع لنصيحة وزملاءه الفلسطينيين الذين اتفقوا بالإجماع علي أنه لا يجب أن يحضر المؤتمر. ويذكر أن من أبرز داعمي حملة مقاطعة إسرائيل أكاديمياً رموزاً مثل الفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي، والفيلسوفة جوديث بتلر. وزار هوكينج إسرائيل أربعة مرات في الماضي، وألقي في عام 2006 سلسلة من المحاضرات في جامعات إسرائيلية وفلسطينية. ولكن موقفه من إسرائيل بدأ في التغير منذ عام 2009 بعد الحرب الإسرائيلية علي غزة ورفض بعدها دعوة لزيارة إسرائيل لمدة ثلاثة أسابيع بسبب تلك الحرب، ووصف الوضع في غزة حينها بالوضع في جنوب أفريقيا قبل 1990 وهو وضع لا يمكن أن يستمر.