قال المفكر والعالم السياسي الأمريكي فرانسيس فوكوياما: إنه كان على أوباما دعم دول الخليج في سعيها لإقصاء الرئيس السوري بشار الأسد، حيث إنه من المؤسف أنه كلما طال أمد النزاع، تزداد الأوضاع سوءا. وأوضح فوكوياما أن هذا سيؤدي إلى تعميق الخلافات والصراعات الداخلية، حتى لو أبعد الأسد. وحذر المفكر الأمريكي من أن سوريا في وضع كهذا قد تتحول إلى دولة فاشلة، وقال: إن هذا أمر خطير في منطقة الشرق الأوسط. ووصف فوكوياما في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» في واشنطن، ما يحدث في سوريا بالمأساة الحقيقية، منتقدا حذر إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وتوجسها «المبالغ فيهما» بخصوص التدخل و«إصلاح الفوضى». وتحدث فوكوياما عن التيارات الدينية التي تصدرت المشهد بعد «الربيع العربي»، فقال إنه لا يمكن لها أن تختفي أو تذهب من تلقاء نفسها، كما أن أمريكا بدورها لا تستطيع معها شيئا، إلا أن تشجعها لتكون أكثر انفتاحا وليبرالية. فرانسيس فوكوياما، الذي ألف كتاب «نهاية التاريخ والإنسان الأخير» (1992)، المثير للجدل في نهاية حقبة الحرب الباردة، باحث ومفكر أمريكي من أصل ياباني. ويومذاك ترافق صدور هذا الكتاب، ليس فقط مع نهاية التحدي السوفيتي للغرب، بل مع صدور مؤلفات أخرى في الاتجاه نفسه بينها كتاب صامويل هنتينغتون عن «صراع الحضارات»، ومعظمها يبدو كأنه يزهو بانتصار الرأسمالية على الاشتراكية، ويبشر بعصر جديد تسود فيه الديمقراطية وتنتشر مثلها وقيمها على امتداد العالم.