ارتباك وخوف وحيرة بين الفرح والحزن.. مزيج من المشاعر المختلطة التى سيطرت على المصريين قبيل وبعد صدور الحكم بقضية مذبحة بورسعيد الذى قضي بإحالة أوراق 21 متهما إلى المفتى فى واحدة من أخطر وأهم القضايا التى شهدتها مسيرة الثورة الوليدة. فالقلق من صدور حكم بالبراءة تتحول معه القاهرة بسبب الألتراس إلى بركان غضب ينفجر، والخوف من حكم بالإدانة يوجع أهالى بورسعيد ويفصلها عن جسد مصر، والخوف أكثر من تأجيل الحكم فتشتعل مصر كلها. إلا أن صدور الحكم لم يحسم حالة الإنقسام والقلق التى يعيشها المصريون على الرغم من ألوان الفرح بقصاص اعتبروه منقوصا فى ظل عدم صدور أى حكم بالإدانة على أى مسئولين ممن أهملوا أو تواطئوا عن عمد مهما كانت مناصبهم أو مواقعهم فى الدولة. البعض على مواقع التواصل الاجتماعى وصف الحكم بكونه "سياسي" من الدرجة الأولى لتهدئة الرأى العام والألتراس وأهالى الشهداء وامتصاص الغضب عبر تقديم "كبش فداء"، مؤكدين أن ما حدث هو مجرد محاكمة للمنفذين، بينما مازال العقل المدبر والجناة الحقيقيون طلقاء، مطالبين الألتراس بعدم الانخداع بذلك واستكمال مشوار القصاص. ورصدت "بوابة الأهرام" بعض تعليقاتهم والتي جاءت كالتالي: - فين مدير أمن بورسعيد والضباط اللي قفلوا ولحموا بوابات الاستاد؟ - فين اللي طفوا النور وسابوا العيال تواجه مصير إسود في ليل بارد ؟ - إزاى قائمة المحالين للمفتى لا تضم أيا من قيادات الداخلية المتهمين مش دول بس - شابوه ليكم.. منتهى الذكاء إنكم تحكموا على شوية بلطجية عشان تسحبوا السجادة من تحت رجل الأولتراس وتهدوهم وتسيبوا ضباط الداخلية للبراءة - حكم سياسي بجدارة.. لا يوجد بينهم قيادة أمنية واحدة، والكبش كبير ومغري ويسكت ناس كتير ويفسح الجميع حتى لو اللي هيتعدموا ملهومش فيها أصلا - لكل اللي فرحانين بالحكم، كل بهوات الداخلية تم تأجيل الحكم عليهم، قاعدين في فندق ملحق بأكاديمية الشرطة، ولم يسمحوا بتصويرهم أثناء المحاكمة - ملخص حكم النهاردة شوية من الشعب قتلوا شوية تانين من الشعب، والداخلية فُلة.. احنا حاجة وهم حاجة - النصر الحقيقي لما رجال السلطة يتحاكموا، لما مدير الأمن والداخلية والمشير يتحاكم.. اللي بيحصل النهاردة مجرد كمادات وتمثيلية لتهدئة الشارع فقط. ولم يخف الكثيرون قلقهم من تبعات هذا الحكم على أهالى بورسعيد وإمكانات إشتعال الأحداث بها، لافتين إلى ما نشرته تقارير بعض المنظمات الحقوقية وتصريحات لبعض أعضاء لجنة تقصي الحقائق الثانية حول كون القبض على المتهمين كان عشوائيا مما يجعلهم كبش فداء أمثل للجناة الحقيقيين، حسبما قالوا. إلا أن مشاعر الفرح والسعادة طغت على الكثيرين ممن اعتبروا الحكم قصاص جزئي يريح أهالى الشهداء، كما أشادوا بالألتراس وصمودهم وبطولتهم فى انتزاع القصاص، ومن أمثلة تعليقاتهم: - مبروك للألتراس الرجال الذين استطاعوا بثباتهم والتزامهم وإيمانهم بقضيتهم أن يحصلوا على حق إخوتهم الشهداء، ولا عزاء للثوار الذين تفرقوا فلم يرجعوا حق أحد من شهداء يناير - شكرا رجال القضاء عرفتونا غلطنا: لو أهالي الشهدا قفلوا البورصة وقطعوا المترو وجهزوا لاعمال عنف واسعة كان حق عيالهم رجع، ويا بخت من مات شهيد وساب وراه ألتراس يجيب له حقه - أتمنى وجود عضو التراس في عائلتي.. عشان لو مت في الأوضاع دي ألاقي حد ياخدلي حقي بالدراع - أنا مبسوطة بس عشان فرحة الناس اللي قلبهم كان مكسور دول وفرحة أجدع شباب في مصر! بس لسه المشوار مخلصش و لسه رأس الأفعة متحاكمتش.