اختيرت رواية "التكوين" للروائي أحمد صبري أبو الفتوح كأفضل الأعمال الإبداعية التي صدرت خلال العام المنصرم 2010 ضمن استفتاءات جريدة الأهرام اليومي، و"التكوين" الجزء الثاني من خماسيته الروائية "ملحمة السراسوة"، الأمر نفسه تكرر مع الجزء الأول"الخروج" إذ احتل المركز الأول في عدد من استفتاءات الصحف والملحقات الثقافية المصرية كأفضل رواية مصرية صادرة خلال العام 2009. لكنه وبالرغم من ذلك، فقد واجهت الأجزاء الأولى للخماسية عند صدورها عدة انتقادات منها كبر حجمها ، حيث تخطى الجزء الأول والثاني منها الألف صفحة، لكن "أبو الفتوح" يرى أن ذلك لا يمثل انتقادًا للرواية "فقبل السراسوة كتب إبراهيم عبد المجيد طيور العنبر وهى رواية كبيرة، وكتب المنسي قنديل قمر على سمرقند وكتب خيرى شلبى وكالة عطية، بل إن روائيا شابا كإيهاب عبد الحميد كتب عشاق خائبون، وغيرهم وغيرهم" ويرى أبوالفتوح أن مشكلة السراسوة الحقيقية هي "تحديها للوضع الروائي المصري والعربي الذي ظن البعض أنه ثابت لا يتغير، فإذا بالسراسوة تقتحم الميدان وتدعو للمبارزة، فتحدث هؤلاء البعض عن الكلاسيكية والرواية الضخمة وغيرها من الأمور التي تنبئ عن اضطراب في التعامل مع المستجدات، ولقد انتصرت السراسوة، فكما أعادت يعقوبيان جمهور القراء للرواية أعادت السراسوة الاعتبار لفن الرواية ولسحر الفن وللطرائق الجديدة في السرد". أحمد صبري أبو الفتوح روائي من مواليد 1953، صدر له من قبل مجموعة قصصية بعنوان وفاة المعلم حنا عام 2000، وروايتان: طائر الشوك (1998)، و جمهورية الأرضين (2004)، وتدور روايته السراسوة بأجزائها الخمسة حول سيرة عائلة موسى السرسي الذي ذكره الجبرتي كأحد أبرز شيوخ الأزهر زمن نابليون وواحد من الشيوخ الذين اجتمع بهم القائد الفرنسي عندما دخل القاهرة غازيًا، وتتبع الرواية مسيرة تلك العائلة التي تركت قريتها وأملاكها هربًا من بطش الوالي محمد علي بعد قتلهم لمملوكه المقرب "قُفل"، وهي العائلة ذاتها التي ينتسب إليها الروائي أحمد صبري أبو الفتوح، لكنه لا يعتبر روايته رواية سيرة ذاتية إذ يرى أن هناك فارقًا بين السيرة الذاتية وحكايات العائلة، إنها ليست سيرتك الذاتية، إنها حكايات نقلت إليك شفاهة أو بأي طريق آخر، وأنت حيالها متلق بارد، فهي لم تترك في جسدك أو نفسك ندوبا، عكس الأحداث التي تقع للكاتب شخصيا، إنها في سردها محكوم بآثار تتركها الأحداث في نفسه، قد يتخلص من ذاتية السرد وينطلق إلى آفاق الحكي، وقد يقع في أسر الندوب فيعجز عن أن يكون عميقا ومحايدا، ورأيي أن كل شيء يصلح للحكي، المهم هو كيف يحكيه المبدع، وكيف يربطه بالعام فيشرك فيه القارئ، أي كيف يجعله إنسانيا". ويفسر صاحب "طائر الشوك" دمجه لنفسه بالراوي العليم في الرواية أن: " رأيت بتدخلي ككاتب بصوت ثان مع الراوي في بعض المواضع، فيه إشراك للقارئ في صناعة الملحمة، أو كتابة الرواية، فكل شيء حتى التفكير في الشكل وطريقة السرد تتم أمامه وليست بمنأى عنه، وأيضا فإن تدخلى ككاتب خلق جوا من الألفة والصلة بينى وبين القارئ، هكذا قدرت، ربما أكون وققت، وقد قرظ الكثيرون هذا التدخل والاقتصاد فيه، لكن البعض رأى أن ذلك ليس إلا بدعة، وأنا أتعجب، فالقواعد لا توضع إلا ليتم تجاوزها، والأشكال لا تستقر إلا لتنقض وتهدم، والسرد تأخذ من عقول المبدعين طرائق جديدة، وحتى الطرائق القديمة تظل دائما قابلة للتطور. أحدثت الأجزاء المنشورة من الرواية ضجة إعلامية ونقدية واسعة فكتب عنها نقاد مثل: الدكتور جابر عصفور والدكتور محمد بدوى والدكتور سامي سليمان والدكتور عبادة كحيلة كما كتب عنها بعض الأدباء مثل أبو المعاطي أبو النجا وخيري شلبي ومحمود الورداني وأحمد الخميسي وإبراهيم عبد المجيد وعزت القمحاوي، الأمر الذي قد يدافع صاحب العمل إلى :" أخطط الآن لنشر كتاب عن الدراسات والأبحاث التي كتبت عنها في كتاب مستقل، ولكن بعد استكمال نشر الروايات الخمس"، وعن ردود فعل القارئ الذي قرأ السراسوة يقول صاحب "جمهورية الأرضين": "يكفينا شرفا أنها تتبوأ مركزا رائعا كأحسن رواية في 2009 و2010 وأيضا لها سنتان وأكثر على قائمة أحسن الأعمال التي تبيع، أو البست سيللر أيضا في العامين الماضيين، 2009 و2010، وهو مالم يتحقق من قبل لعمل آخر، فإن تظل رواية على قمة أو ضمن قائمة البست سيللر على مدى عامين، فهذا نجاح كبير واستقبال مبهر، من الكتاب والنقاد، وأيضا من القراء قبل الجميع".