يسير فى شوارع المحروسة منذ عشرات السنين حاملا ً ألوانا وأشكالا عدة من السعادة فيمطر الأمكنة بهجة ومرحا ويبث فى القلوب حب الحياة والحنين للطفولة وأجمل ذكريات الماضى، إنه بائع البالونات أو «بائع السعادة» الذى يشكل واحدًا من الملامح الأثيرة للاحتفال بالأعياد. أثناء سيرها فى أحد شوارع منطقة الجمالية العتيقة بحى الأزهر التقطت الفنانة مرام الخشاب بعدستها مجموعة صورتسجل تجول بائع السعادة وعلى وجهه ابتسامة جميلة هادئة تتحول إلى ضحكات عالية حين يشارك طفلا اللعب ب «بالونة» قرر أن يشتريها أوربما أهداها إليه البائع البسيط ليدخل على قلبه السعادة بلا مقابل على جد تعبير مرام التى تقول ل«واحة الأهرام المسائى» : من منا لا يشعر بالسعادة عندما يشاهد البالونات بألوانها المبهجة؟! ومن منا لا يتمنى أن يعود طفلا صغيراَ يلعب بها فى الشارع أوالحديقة؟! .. «كان ذلك شغفى وإحساسى حين شاهدت بائع البالونات يسير من أمامى، وجدت نفسى استعيد روح الطفلة بداخلى، فقررت ان أوثق هذه اللحظات الجميلة التى تجلب البهجة لكل من يراها». وتتابع قائلة : «أردت ان أظهر بائع البالونات بشكل مختلف غير تقليدى، التقطت له عددا من الصور مع البالونات مصدر رزقه وسعادته أيضاً» وتواصل حديثها قائلة: «لمس قلبى شغفه بها وهو يحملها بين يديه، وكأن الأمر يتجاوز طلب الرزق إلى التعلق بالحياة وأسباب السعادة ». قررت مرام الخشاب أن تسعد البائع الشاب عبر تصويره : «أكثر ما أسعدنى هو فرحته بتصويرى له، فإنه من أبسط حقوقه أن يشعر بالسعادة مثلما يجعل الآخرين يشعرون بها». استخدمت الفنانة أسلوب «الزوايا الواسعة» فى التصوير كى تظهر المزيد من التفاصيل فى المشهد، فجاء كإطار مناسب للصور ما جعلها تتضمن زينة رمضان التى لاتزال معلقة بالشارع ويحتفظ بها المصريون لعدة أسابيع وكأنهم يرفضون مفارقة الشهر الكريم، كما حرصت الخشاب على التصوير من زاوية من أسفل حتى تمنحه لمسة من التقدير، وتبرز مكانة «بائع السعادة فى قلوبنا».