«اعمل لكم أكل أيه بكرة؟».. سؤال يومى متكرر لا تمل منه الأمهات وتضطر لطرحه على أفراد الأسرة رغم ما تلقاه من الأبناء من إجابات ساخرة فى بعض الأحيان أو غير مجدية فى أحيان أخري، حيث تتكرر الإجابة فى معظم الأوقات ويتفقون أنها «أى حاجة»، لتزداد حيرة الأم وتفكيرها فشي ما تقوم بإعداده لوجبة الغد دون مساعدة أو مشاركة بأى مقترحات، الأمر الذى يزداد صعوبة فى رمضان لضرورة إعداد أصناف مختلفة ومتنوعة يومياً للإفطار. ولكن تأتى الأيام الأخيرة من شهر رمضان خاصة آخر يومين خالية من السؤال المعتاد والإلحاح فى الخروج بإجابة تساعد فى اتخاذ القرار لشعور الأمهات بالوصول أخيراً إلى فترة نقاهة وهدنة من إعداد الطعام بصفة يومية، وربما تكون هدنة من جانب الطعام تقابلها مشقة من جانب تنظيف البيت، إلى جانب التمهيد لفترة نقاهة من نوع آخر تبدأ بحلول العيد الذى يتسم بوجبات ذات طابع خاص اختفت طوال رمضان واشتاقت إليها البطون بالإضافة إلى ما اعتاد عليه الأبناء قبل أجواء كورونا من الخروج والتنزه وتناول أطعمة جاهزة بعيداً عن المنزل طوال أيام العيد. لذلك يظهر فى الصورة ما يسمى ب«البواقي»، وهو كل ما تبقى من وجبات وأصناف استقرت فى الثلاجة أو الفريزر منذ أيام لتعود للظهور من جديد وقت الحاجة لتمتلئ المائدة بمجموعة متنوعة وربما لا يربطها أى قاسم مشترك، إلى جانب بعض الوجبات الخفيفة والسريعة التى تُسهِّل مهمة الأم وتختصر الكثير من وقت إعداد الطعام، لينتهى عناء الأمهات بتلك العبارة القصيرة الوجيزة التى تريح الجميع «بكرة هناكل أى حاجة».