«ادونا الله يخليكم».. عبارة كانت تتردد على ألسنة الأطفال فى زمن كانوا يصطحبون فيه فوانيس الشمعة ويمرون بها على البيوت فى انتظار ما يجود به سكان كل منزل، عادة يومية كانت فى زمن ليس ببعيد طقساً أساسياً فى شهر رمضان تنطلق بعد كل وجبة إفطار وتجمع كل أطفال الحى فى مجموعات تبحث عن «حلوي» أو «قروش»، أيهما حاضر وموجود. ومن «العادة» إلى «العيدية»حيث يختلف توقيت الطلب مع الاتفاق حول الهدف، فتتحول عبارة «ادونا الله يخليكم» من مجرد شعار إلى مطلب يتمسك به الأطفال فى أوقات مختلفة ويسعون إلى اقتناصه والحصول عليه تحت أى مسمي. «العيدية» التى مرت كغيرها بمتغيرات كبيرة بفعل الزمن، فبقيت هى وتغير قدرها، الأمر الذى كان معظمنا شاهداً عليه بمعاصرة اختلاف قيمة ومعدل زيادة العيدية سنوياً، لذلك «شلن» العيدية الذى كان يكفى لشراء زجاجة اللبن البارد من البقالة والتنزه مع الأصدقاء تحول بمرور الوقت إلى «عشرة جنيهات» و»عشرين جنيهاً» كان يستشعر معها الأطفال باقتناء ثروة كبيرة تحتاج إلى تدبير وتفكير فى أوجه الإنفاق، ليزداد المعدل بعد ذلك سنوياً ووفقاً لحسابات كل أسرة وصولاً لما نشهده الآن من حالة رفض لدى بعض الأطفال من الحصول على أقل من 100 جنيه عيدية سواء من الآباء أو الأجداد. وحتى لو اختلفت النبرة التى يستخدمها كل منهم وما كان يردده أجدادهم فى أعمارهم منذ سنوات طويلة لكنه فى النهاية مطلب مشروع وحلم منتظر لكل طفل يتمنى قدوم العيد من أجل الحصول على عيدية مُردِداً بداخله دعوة وأمنية واحدة «ادونا الله يخليكم».